نحن الذين تفتح وعينا الاجتماعي في السودان البلد الواحد بمدينة عطبره التي كانت عاصمة السكك الحديدية قبل ان يتآمر عليها اهل السلطان منذ العهد المايوي لكسر شوكة الحركة العمالية التي كانت تقود الحراك السياسي آنذاك‘كنا نعيش كسائر اهل السودان في أمن وأمان وسلام اجتماعي بين كل مكونات الامة السودانية. كانت تعيش معنا في عطبرة اسر مسيحية من الاقباط الارثوذكس‘ نشاركهم افراحهم واتراحهم ويشاركوننا افراحنا واتراحنا‘ كنا نتعايش سويا في سلام وامان دون تفرقة او تمييز‘نحتفل معهم باعيادهم ويحتفلون معنا باعيادنا دون انتقاص من عقيدتنا او هويتنا ودون انتقاص من عقيدتهم او هويتهم. لم يعرف السودان العنف وكراهية الاخر الا في السنوات الاخيرة عندما وفدت الينا تيارات الانكفائيين والتكفيريين من خارج هذا البلد الآمن‘لم يسلم منهم المسلمون انفسهم‘ وتاريخنا القريب يحفظ لهم حالات من القتل والعنف الغريبة عن الاسلام وطيبة اهل السودان حتى داخل المساجد‘ هذه الجماعات بافكارها الوافدة تنامت وتكاثرت في السنوات الاخيرة في مناخ تقييد الحريات والتضييق على العمل السياسي لم يسلم المجتمع السوداني من افكار هؤلاء الغلاة الذين لم يكتفوا بتكفير المسلمين والعدوان عليهم في المساجد وانما روجوا لافكار عنصرية بغيضة ليست من الاسلام في شئ بل متناقضة مع قيمه السمحة‘وظهرت التصنيفات العنصرية مثل ما حدث في دارفور التي كانت آمنة يتعايش اهلها في سلام وأمان حتى مع الغرباء. هكذا طفحت على سطح المجتمع الدرافوري تصنيفات العرب والزرقة لتفرق بين السودانيين المسلمين على اساس قبلي الامر الذي فاقم المسألة الدارفورية ‘ظهرت هذه التقسيمات الظالمة وسط المواطنين السودانيين عقب ظهور نتيجة الاستفتاء على مصير الجنوب وحدوث الانفصال وبدأت محاولات هدم معبد النسيج الاجتماعي على السودان كله دون اعتبار للواقع الانساني والتاريخي ولا حتى للعلاقة العقدية التي تربط بين المسلمين في مشارق الارض ومغاربها نقول هذا بمناسبة العدوان الآثم على الكنيسة الانجيلية بالجريف غرب من قبل بعض الغلاة الذين اساءوا للاسلام وللانسان السوداني‘ ولان هذا العدوان جاء من جماعة من الجماعات التي تشربت بالافكار الغريبة عن مجتمعنا لمسنا كيف تضامن اهل السودان مع المسيحيين الذين تعرصوا لهذا العدوان‘ ولم يكن غريبا ان يتقدم المتضامنون وفد هيئة شؤون الانصارالذين يمثلون مع اشقائهم الختمية والطرق الصوفية عماد السودان التليد الذي نسعى جميعا كي يعود الينا بكل ما كان فيه من أمن وأمان وسلام اجتماعي وسط كل مكونات اهله العقدية والسياسية والاثنية.