سيف الأقرع – لندن كان لدي عمل صيانة في شقتي بلندن في رمضان فاتصلت بوكالة فأرسلت لي مهندسا وجيها جدا في هندامه و وسيما جدا به هيبة غير عاديه وبشوش غاية البشاشة وعرفني بنفسه في طيبة نفس نادرة انه ..ديفيد .. فرحبت به وفسحت له المجال للدخول ومعاينة الشقة.. فدخل بلطف وتبادلنا أطراف الحديث ثم عرضت عليه بالكرم السوداني الفطري أن أضيفه ببارد أو ساخن أو أي شيء فأجابني بأنه صائم , فقلت له ما شاء الله واستكبرت ذلك الشيء فيه وبدأت أتحدث عن الإسلام في أوروبا وخاصة في بريطانيا وبالأخص في لندن وانه بدأ بحمد الله ينتشر وكثيرا من الشباب الانجليز اعتنقوا الإسلام في لندن وقد شهدت إسلام كثيرا منهم على يد الأخ الفاضل/ الشيخ بابكر احمد بابكر في مسجد كركل وود في لندن ذلك المسجد الذي كان كنيسة ضخمة جدا فاشتراها المسلمون الباكستانيون وتم تحويلها إلى مسجد وكل ذلك كان بالعون الذاتي وتبرعات الباكستانيين والمصلين معهم في القاعات التي كان يتم استئجارها لأداء صلاة الجمعة وللحقيقة إن الباكستانيين في بريطانيا لهم القدح المعلى في إنشاء الكثير جدا من المساجد في لندن وكل بريطانيا على وجه الخصوص.. وكان يوافقني على كل ذلك .. كان كل ذلك والوقت ظهرا فخفت أن أوخر صلاة الظهر فاستأذنت منه وذهبت وتوضأت ثم سألته هل صليت الظهر ..؟ قال لي لا .. قلت له حسنا فلنصلى جماعة .. نظر إلي قائلا أنالا أصلي.. نظرت إليه شذرا وقلت له يا أخي الصلاة مهمة جدا للمسلم وخاصة في رمضان وبدأت اذكره بفضل الأعمال في شهر رمضان وانه شهر للعبادة وخاصة الصلاة وقيام الليل وقراءة القرآن ناهيك عن الفروض إذ هو مهم جدا ولتذكية الروح وغذاء الروح وسمو الروح وكلمات تصب كلها في هذا الاتجاه وتخيلت نفسي أصلي معه جماعة هو انجليزي ابيض وأناأيضا احمل الجنسية ولكني اسود واستحضرت الايه الكريمة التي تقول ( وجعلناكم شعوبا وقبائل ) وتأملت روعة الإسلام وقوة انتشاره إذ أنني حضرت من السودان ذلك البلد البعيد جدا من بريطانيا وها أنذا أصلي بخواجة في لندن .. شيء عجيب .. كان يوافقني على كل ما أقول … فقلت له إذا أنت موافق على كلامي هذا إذن دعنا نصلي الآن جماعة أنا وأنت حتى يكون الفضل اكبر والأجر اكبر.. وشعرت بالفرحة إذ أنني أقنعته بذلك وسيكون لي الفضل في كل وقت يصليه.. وكل حرف من القرآن سيتلوه .. كانت إجابته مدهشة جدا .. قال لي أنا غير مسلم … ! نزل كلامه علي كالصاعقة .. أنت غير مسلم؟ فأجابني نعم .. أنا مسيحي . أصبت بخيبة أمل ثم استدركت الأمر سريعا لأني اعلم أن للمسيحيين أيضا صيام (ولكن يختلف إذ أنهم يصومون عن أكل كل شيء فيه روح ..) فقلت له هل صيام المسيحيين تطابق هذا الشهر مع صيام رمضان..؟ فقال لي لا .. فكرت في نفسي هل يكون له قضاء في أيام لم يصمها في صيامهم ويريد أن يقضيها الآن في رمضان وهل للمسيحيين قضاء مثلنا ( من كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) ثم سألته ماذا تصوم إذن ..؟ قال أصوم شهر رمضان.. زادني ذلك عجبا قلت له ماذا تعني ؟ قال اعني أني صايم مثلي مثلك .. قلت له لماذا تصوم إذن وأنت غير مسلم.. قال لي كنت اعمل في دولة الأمارات العربية لمدة سبعة عشر عاما وكنت أصوم كلما أتى رمضان مع أصدقائي العرب والآن لدي زملائي في العمل عرب مسلمون وأنا أيضا صائم وأصوم رمضان أكثر من عشرون عاما الآن .. استكبرت فيه هذا الأمر جدا وقلت له يعني انك تجاملهم وخوفا على مشاعرهم أنت صائم معهم وهذا يعني أنت الآن أيضا تراعي مشاعري لذلك ترفض ضيافتي إليك ؟ أنت رجل عظيم جدا يا سيد ديفيد وهذا إحساس مرهف للغاية مراعاة شعور الآخرين أشكرك جدا لهذا الإحساس الراقي النادر حقيقة يعني حينما ينتهي عملك وتذهب إلى البيت إذن تأكل وتشرب عاديا .. كم أنت عظيم ديفيد .. قال لي لا أنا صائم كل الشهر من الامساكيه والى وقت الغروب .. زادني فيه حيره فقلت له .. لماذا ..؟ قال لي لأني تعودت على ذلك منذ فترة طويلة وثانيا اشعر بان رمضان يقوي عزيمتي وصحتي أيضا لذلك أنا احرص أن أصوم كل رمضان من الإمساك والى غروبالشمس .. عجبا ديفيد اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم SAIF ALAGRA