[email protected] قال المفكر والفيلسوف الإيرلندي إدمون بيرك: الشيء الوحيد الضروري لأنتصار الشر هو قبوع الرجال الصالحين مكتوفي الأيدي.. كنا نظن أن مشكلتنا في السودان هي سكوت قادة الأحزاب التي تسمي نفسها معارضة وعدم مقدرتها على الوقوف في وجه الطغاة الفاسدين.. وكل يوم تشرق فيه الشمس نتأكد أن المصيبة التي نعاني منها هي أن قادة الرأي والجالسون على الضفة المقابلة للسلطة الفاسدة ليسو صالحين ولم يقربوا الصلاح إلا أثراً يُروى كذباً لنيل نصيب من ثروة الأمة المسروقة يكفي لملء أفواههم وسد عيونهم عما يجري لمن أحسنوا فيهم الظن وقدموهم للإمامة وأختاروهم للقيادة.. أرتباط كل كيانات أنصار المهدي بإمامهم الصادق ظلت مهدداً قوياً لثورتنا التي سِيقت بتدبير محكم إلى مسجدهم بودنوباوي الحرة رغم أنف الصادق..الخطر وُجد بدايةً من علاقة الصادق بالسلطة الفاسدة ومروراً باتفاقياته معهم..السرية منها والتي كانت.. نعم..هناك كثيرون من التابعين للمهدي ظلوا صادقين في خروجهم مع الثورة على السلطة الفاسدة وبعضهم لا زال..ومن السوء أن يكون الصادق هو إمامهم وقائدهم لأنه لا يستحي وليس حراً وهذا يجعله غير جدير بالحديث عن الحرية والديمقراطية ولا بكلمة ناهيك عن قيادة شعب يطلب حريةً.. وكلنا يذكر كيف خبأ بريق الثورة بعد أن حاول الصادق المهدي سرقتها والسطو عليها مع حسن الترابي وبعض ممن يسمون أنفسهم بالأحزاب الوطنية وهم يسوقون ورقة أسموها البديل الديمقراطي وكانهم كانوا نائمين كل تلك السنوات ولم يستفيقوا إلى مع طلقات وقذائف ذبانية السلطة الفاسدة ضد المتظاهرين ليوضحوا للشعب أنه لا بديل للحكومة الفاسدة التي يقودها المشير إلا هم..ظناً منهم ألا خيار أمامنا وأننا لن نستجير من الرمضاء بالنار..وقد صدقوا فيما ذهبوا إليه من أننا لن نختارهم قادة ً لنا..لأن رمضاء السلطة الفاسدة هذه خير ألف مرة من نارهم حتى لو صارت برداً وسلاماً.. لكنهم لم يعرفوا أننا قد نكون النار نفسها لنحرقهم مع أسيادهم.. حدث الكثير من اللغط والسباب والخصام بين من أطلقوا على أنفسهم الأحزاب الوطنية وهم يتقاسمون كعكة لم نكمل صناعتها بعد مؤكدين أنهم لن يصلحوا ليكونوا قدوة لنا أو حكاما لسودان حر وديميقراطي.. على إثر ذلك عاد الكثير من الشرفاء إلى بيوتهم تاركين الشارع لقوات السلطة الفاسدة ومرتزقيها ليس خوفا من إعتقال أو إغتيال وإنما رهبة من أن تؤل الأمور بعد سقوط الحكومة الفاسدة إلى أصدقائهم وشركائهم في تجويع وقتل المواطنين بقيادة الصادق المهدي والدكتور الترابي.. الآن فقط غادر السرطان الرجيم جسد الثورة.. خير فعلت أيها الإمام.. بركة الجات منك..