بشرى مهدي خريف [email protected] الاتفاق الجديد الذي تم توقيعه باديس ابابا بالامس ,جاء على خلفية قرار مجلس الامن الدولى 2046 الذي اعطى الطرفين مهلة ,انتهت في الثاني من اغسطس 2012م, اوجب على الطرفين فيها الوصول لاتفاق حول القضايا مثار الخلاف بينهما ,والاَ تعرض الطرف الذي يرفض الوصول لحلول لعقوبات تحت البند السابع . انتهت المهلة الاولى بتوقيع اتفاق حول النفط فتم تمديدها الى 22 سبتمبر 2012م ,حيث وقع الطرفان اتفاقاً بالامس وهو التاريخ الذي كان من المقرر ان يقدم فيه امبيكي تقريره عن المحادثات لمجلس الامن الدولي .خلفية اخرى يجب النظر اليها بعين الاهتمام وهي الوضع الاقتصادي لدى الطرفين الذي بلغ غاية التدهور بتوقف ضخ نفط دولةجنوب السودان عبر اراضي ومنشآت السودان ما ادى الى ضغط كبير جداً على الوضع المعيشي لمواطني الدولتين بغلاء السلع وانخفاض عملتيهما ,ورغم ان الطرفين كانا قد وقعا اتفاقاً بشأن النفط مع انتهاء المهلة الاولى ,الا ان ذلك الاتفاق لم يطبق حتى الان ,اذ تم ربط تطبيقه بالوصول لاتفاق حول الملف الامني . فأي اتفاق هو اتفاق الامس الاخير ؟؟ . وهل توصل فيه أياً من الطرفين الى مبتغاه؟؟؟ وما خطورة ما لم يحسم من القضايا على تنفيذه؟؟!! اسئلة تطرح نفسها بقوة وتحتاج لاجابات شافية لن نستطيع نحن تقديمها في هذا الحيز لكننا نتلمس مؤشرات للاجابة عليها.. قبل بدأ المفاوضات كان السودان يطالب بحسم الملف الامني قبل اي ملف آخر, اما جنوب السودان فكان يرى ان تكون البداية بملف النفط , وهذا في حد ذاته يشير بوضوح لمبتغى اي من الطرفين من المفاوضات واولوية موضوع على موضوع آخر . الجنوب يرغب في انقاذ اقتصاده والسودان يرغب في تأمين حدوده الجنوبية , فلأي مدي كان اتفاق الامس ناجزا في تحقيق الرغبتين اعلاه؟؟؟! تصدير النفط لن يبدأ بأي حال من الاحوال قبل ثلاثة الى ستة اشهر و لاسباب تقنية هذه المرة ,وعليه فلن يحدث انفراج حقيقي في ازمة اي من البلدين اقتصاديا قبل مرور ستة اشهر على الاقل من الآن ,ان حسنت النوايا ,وارجو الا يخرج علينا احد اليوم او الغد ليخطرنا ان سعر الدولار بدأ في التراجع لأن ذلك سيكون نوعا من بيع الوهم ليس الا , وما اكثر ما اكتوى السودانيون من بيع الاوهام . الملف الامني وهو مرتبط بقضايا الحدود والمناطق المتنازع عليها تم الاتفاق فيه على اقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض عشرة كيلومتر على كل جانب , في المناطق الغير متنازع عليها ,وهي تغطي حوالي 80% من طول الحدود بين الدولتين,ووضع علامات ثابتة فيها. لكن هذا الجزء من الاتفاق كان قد تم التوصل اليه , فيما مضى ولا نري فيه اي جديد!!! .والمناطق المتنازع عليها والتي اصبحت خمسة بدلا عن اربعة, باضافة منطقة سفاهة ,وتشكل 20% من طول الحدود , تم تأجيل الحسم فيها و لم يتوصل الطرفان لاتفاق بشأنها , وكاننا هنا بصدد انطباق قانون باريتتي او 20/80 والذي يقضي في هذه الحالة بالقول ان 80% من مشاكل الحدود بين السودان وجنوب السودان تؤدي اليها 20% من الحدود غير المتفق بشأنها!!!!!!. مشكلة ابيي والنيل الازرق وجبال النوبة لم يتم التوصل لحلول فيها في اتفاق الامس وقد تم تأجيلها بطريقة او بأخرى. من السرد الذي قدمناه اعلاه يتضح ان اتفاق الامس لم يأت بنتائج تتناسب والقدر الذي بذل فيه من جهد ووقت !!! وربما توصل اليه طرفاه بغية تجنب مآلات القرار 2046 كنوع من ذر الرماد على العيون ليس الا, ونرجو ان نكون مخطئين فيما ذهبنا اليه.!!!!!