هاهو العام الميلادى ( 2010 ) يمضى مسرعاً نحو نهاياته المحزنة . و ما من ح صاد سوى الدمار و الهشيم . فالبلاد تمضى نحو التقسيم و التشرذم بفضل سياسات الإنقاذ التى كرّست الجهوية و القبلية و الدعوات العنصرية ، فى أسوأ صورها و تجلياتها و معانيها الذميمة . و ما من مجال حيوى فى البلاد ، إلّا و مسته يد التخريب . فلا خدمات ضرورية من صحة و علاج و تعليم قدّمت للشعب ، رغم الوعود البرّاقة و أبواق الدعاية المستمرة ، و لا حرّيات مكفولة فى الدستور روعيت !. و المؤسف أن القيادة السياسية للمؤتمر الوطنى ، تمضى فى طريق العنف و إستسهال الحلول الأمنية لمشاكل الوطن و المواطنة . و تنظر لعافية الوطن و بقائه من نظاراتها القاتمة ، و تربط مصير البلاد ببقائها فى سدة الحكم ، رغم إتساع رقعة الدمار و الإنهيار التام . و تمضى ( العصبة المنقذة ) تبشر الشعب و المواطنين بالمزيد من القمع و الإضطهاد و إنتهاكات حقوق الإنسان . و هاهو رئيس الجمهورية يعلنها صريحة فى مدينة القضارف ، مدافعاً عن جريمة جلد فتاة الفيديو ، و يمنح مرتكبى الجرم المشهود وسام تطبيق الشرع الحنيف ، و يشكّل لهم الحماية و يضمن لهم الإفلات من العقاب ، رغم الوعود ( المضروبة ) من القضاء و وزارتى الداخلية و العدل بالمساءلة و التحقيق و المحاسبة ! . ينتهى العام ، و حرية الصحافة و حقوق الصحفيين فى خطر جسيم . فالصحفى أبوذر الأمين و رفاقه ، قابعون خلف القضبان ، بحكم قضائى فى جريمة نشر صحفى ، يكفى أن الشاكى و المحقق الأوّل فيها هو جهاز الأمن . و هناك فى الجزء الآخر من كوبر ” ينتظر ” الصحفى جعفر السبكى ، معتقلاً بقانون الأمن ، و ممنوع عنهم الزيارة . و هناك بقربهم يتواجد عدد من نشطاء حقوق الإنسان ، فى معتقلات النظام ، دون تقديمهم للقضاء . و هاهو الناشط الحقوقى المعروف الدكتور مضوى آدم إبراهيم ، يدخل السجن ، فى قضية ملفقة و مصطنعة ، و تشكل سابقة نوعية و فريدة – و لن تكون الأخيرة – فى طريق معاداة المجتمع المدنى ، و مواصلة مخطط إغلاق نوافذ العمل الطوعى الأهلى . و كل هذا وذاك ،هو مجرّد ( المناظر ) فى الفلم السخيف ( المنتظر )، من إنتاج الحزب الحاكم، و إخراج و تمثيل جهاز الأمن . الوطن فى خطر . و ماتبقى من السودان ( الفضل ) سيمضى إلى زوال ، إن إستمرّ المؤتمر الوطنى مواصلة القمع و التنكيل و الإخلال بالوعود و العهود !. فدارفور مازالت فى قلب المحرقة . و شعب جبال النوبة يعلو صوته فى إتجاه المناداة بحق تقرير المصير. و شعوب جنوب النيل الأزرق، تتحسس الطريق نحو تصعيد المطالبة بالإيفاء بمستحقات المشورة الشعبية . و قطار أبيى ، ينتظر صافرة الإنطلاق نحو المجهول المعلوم . و مازال الشرق ينتظر التنمية التى جمعت لها الأموال ، و يخشى الناس أن تلحق تلك الأموال رفيقتها أموال ” الشريان ” فى دارفور . و لنتذكر جميعاً ، و على وجه الخصوص - ليتذكر سادة المؤتمر الوطنى ، أنه لا سبيل لتجنيب البلاد و العباد هول الكارثة ، سوى فتح الطريق للتحوّل الديمقراطى و الإصلاح القانونى ، و الحوار بين كل مكونات الوطن ، بدلاً عن مراكمة الإنتهاكات . و إلّا فالثورة لا محالة قادمة .و على القوم مراجعة دروس التاريخ ، و إعادة قراءة حصاد شريعة النميرى، علّهم يعدلون عن تخويف الشعب و إرهابه بمواصلة السير فى تطبيق شريعة البشير !. و حتماً سيذهب الزبد جفاء !. .