- في الفترة من 13 – 21 ديسمبر الماضي إحتفل مناديب وممثلي أكثر من 153 دوله ومنظمة شعبيه وأهلية بالمهرجان العالمي للشباب والطلاب، الذي ظل يُنظم دورياً عبر قيادة (إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي – وفدي- )، حيث وقع الإختيار في هذه المره على دولة (جنوب أفريقيا – مدينة بريتوريا) لإستضافة المهرجان السابع عشر، في تظاهرة إجتماعية – سياسية عكست الى حد ما الواقع الإجتماعي للشباب في مختلف دول العالم. - أهمية الحدث تأتت في الضجة التي دارت حول مشاركة ونشاط (الوفد السوداني)، حيث يمكن تلخيص الأمر ببساطة في مشاركة السودان في المهرجانات والإجتماعات والمؤتمرات الدورية والموسمية عبر تنظيم (إتحاد الشباب السوداني)، وهي منظمه شبابية يسارية ضاربة القدم، ومعروفة الطابع، نالت عضوية (إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي – وفدي) قبل الإستقلال وحتى يومنا الراهن، والذي يضم في عضويته أكثر من 150 دولة ومنظمه عالمية يساريه. - وهكذا (إتسقت وتتسق) مشاركة (إتحاد الشباب السوداني) كما درج على ذلك منذ أول مشاركة رسمية له في الخمسينات كما حدثنا الدكتور محمد سليمان “كاتب كتاب السودان حروب الموارد والهوية” في الأسبوع الماضي في جلسة مناقشة شبابيه – طلابيه حكى فيها عن تجربته الشخصية في المهرجان الذي أقيم في موسكو في ذلك الوقت، أوكما جاء عن التاريخ الذي سطره قادة الإتحاد كبشرى عبد الكريم، خلف الله الرشيد وآخرون لا يسع المجال لذكرهم. - تنظيم (المؤتمر الوطني) حاول جاهداً – بكل أدواته - المشاركة في المهرجان العالمي، فتقدم بطلب للحصول على تأشيره من سفارة جنوب أفريقيا بالخرطوم، مع إتصاله باللجنه المنظمه للإحتفال ببريتوريا، فأحيل الأمر أخيراً الى (سكرتارية إتحاد الشباب السوداني) عبر طلب – يُرجى فيه الموافقه – على مشاركة منتهكي حقوق الإنسان في كرنفال إتجاهه الرئيسي الدفاع عن حقوق الإنسان!!! - بصورة طبيعية رفضت (سكرتارية إتحاد الشباب السوداني) الطلب الذي تقدم به تنظيم السلطة، لثلاثه أسباب، الأول لكونه يُعبِّر عن أجسام غير معترف بها إجتماعياً وشعبياً وقانوناً فعلياً مثل مايسمى ب (إتحاد الطلاب السودانيين، إتحاد شباب المؤتمر الوطني، إتحاد طلاب ولاية الخرطوم،…) وغيرها من الأذرع الأمنية، ثانياً لأن تلك الأجسام ظلت تقف ضد طموح ورغبات وخطوط تطور شباب السودان، ثالثاً لإعتبارات طبقية وإجتماعية وسياسية وأمنية، وهكذا تعددت الأسباب، ودون أدنى جهد جاء الرد الطبيعي للسلطة (أن إذهبوا بعيداً عنا أيها المجرمون). - من المهم الإشاره الى فترة القبضة الأمنية السابقة، وقت ان شنت السلطات هجوماً على القوى الديمقراطية وأودعتهم السجون وبيوت الأشباح، وضيقت عليهم الخناق، فإستغلت تلك الأوضاع غير الطبيعية لتُنشأ جسمها الهلامي (إتحاد الشباب الوطني) ثم إنقلبت به في (إتحاد الشباب والطلاب العرب) مستبدلة عضوية (إتحاد الشباب السوداني)، بعضوية ماسمي ب (إتحاد الشباب الوطني وغيرها من الأجسام سابقة الذكر) في إنقلاب عسكري – أمني عبَّر عن طبيعة السلطة وتنظيماتها غير الديمقراطية. - السلطة التي لا تأتي ب (الباب) لا تعجز عن (خلع الباب) والدخول عبره، وهكذا إحتلت مقعداً في(إتحاد الطلاب والشباب العرب)، ومن ثم وبتنسيق أمني وإستخباري عالي المستوى مع ممثلي (بعض الحكومات العربية) سيئة الصيت، أتت بمندوب ل (حكومة السودان) ممثلاً لذلك (التنظيم العربي) في المهرجان العالمي ببريتوريا، عبر دعوة قدمها (إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي) ل (إتحاد الشباب والطلاب العرب) لإختيار بعض المناديب (التشريفيين)، كشكل بروتوكولي ليس إلا… - وما أن وصلت (العقارب) الى بلاد (الديمقراطية والحرية) إمتد بها الأمر الى عمل محاولات وأحداث تعرَّض فيها ممثلي (إتحاد الشباب السوداني) للإعتداء البدني بواسطة بعض المخبرين ممن يمثلون سفارة المؤتمر الوطني وتنظيماته الأمنية في بريتوريا، وغيرها من المضايقات ومحاولات الإبتزاز رخيصة الثمن. - شباب العالم ومنظماته الديمقراطية أدركوا حجم المؤامرة التي تحاك ضد (إتحاد الشباب السوداني) ومناديبه، فأعلنوا في موقف تضامني رهيب عن دعمهم غير المحدود، مؤازرتهم الواضحة ل (إتحاد الشباب السوداني)، فجاءت توصيات البيان الختامي لدول العالم التي فاقت المائه وخمسون دولة ومنظمة شبابية ب (إدانة الإبادة الجماعية في دارفور، تأييد حرية التنظيم النقابي في السودان، إستنكار الإعتقال الذي طال نساء وشباب السودان في الخرطوم في تلك الفترة إبان حملة مقاومة قانون النظام العام، الموقف الرافض لإنتهاكات المؤتمر الوطني لحقوق الإنسان، دعم التعايش السلمي بين قوميات وأطراف ومواطني السودان، إدانة الحكومة السودانية في موقفها حيال الديمقراطية والعادلة الإجتماعية، مناهضة أذرع الإمبريالية في السودان)، وغيرها من التوصيات التي صفعت تنظيم السلطة ودولة الجلاد (عشرة مرات) بعدد تلك (التوصيات العشره) التي حظيت بتأييد جماعي. - وهكذا (خرجت عقارب) تنظيم شاب السلطة من (الجحر)، ولم تجد سبيلاً غير الإعتداء البدني، وإطلاق تهديدات ووعيد لأعضاء الوفد السوداني المشارك – إتحاد الشباب السوداني- بالإنتقام منهم في (الخرطوم) حال عودتهم، فأوفت (الأجهزة الأمنية) بوعدها مطلقة (عقاربها المسمومة) يمنة ويسره علها تجد ضالتها في ضحية تفرغ فيها (سموم العقارب) بأمر نقيب المحامين السودانيين كما جاء عنه، لدرء خيبات (سلطة النهب والعقاب، وتدمير الشباب والطلاب) ، لقائدها الميمون (الشيخ) البشير (لاحس كوع المعارضه السودانية)…