بسم الله الرحمن الرحيم المؤتمر الشعبي أمانة النقابات والمهن بيان حول قضية الأجور إن المتتبع لنشأة وتطور الحركة النقابية السودانية منذ الاربعينات يجد أنها بدأت مسيرتها بالمشاركة الفاعلة مع القوي السياسية في معركة التحرر الوطني مما جعل من أندية العمال ساحة للتجمعات السياسية ومنبراً رافضاً لاستمرارية الحكم الاستعماري. ولقد مرت منذ بدايتها في الاربعينات الي يومنا هذا بمراحل تنظيمية وقوانين عمل متعددة كل يعبر عن مرحلة زمنية معينة – وكان القاسم المشترك في كل القوانين : 1. استقلالية الحركة النقابية . 2. السعي لتحسين ظروف العمال المعيشية من خلال شروط خدمة تلبي متطلبات الحياة . 3. الدفاع عن حقوق العاملين ورعاية مصالحهم . ولقد مرت قضية الأجور بمراحل متعددة إلي أن وصلت إلي (165 ) جنيه في حدها الأدني نتيجة لزيادة ال 25 % في الراتب الاساسي حتي عام 2003م(كان الدولار2جنيه) . ومنذ عام 2004 حتي يومنا هذا لم تعدل الأجور بالرغم من ارتفاع التضخم الذي وصل الي حوالي 50% وارتفاع الاسعار وتدني قيمة الجنيه السوداني(الدولار6,5 تقريباً) مما أثر سلباً علي معيشة العاملين ولم يعد المرتب يُمكن العامل من الحصول علي لقمة عيش كريمة دعك عن التعليم والصحة وبقية مطالب الحياة أزاء كل هذه المشاكل التي يعيشها العامل السوداني لا نري تحركاً إيجابياً من قبل اتحاد العمال إلا التصريحات الجوفاء المتباكية التي لا تغني ولا تسمن من جوع . أيها العمال الشرفاء: لقد فوجئنا باعلان رئيس اتحاد العمال خلال الصحف اليومية بأن وزير المالية لا يرد علي مكاتباتهم ولا ينفذ الاتفاقيات التي تبرم بين الاتحاد والدولة مما زاد من قناعتنا علي عدم مقدرة الاتحاد علي معالجة قضية الأجور . وإننا نتساءل متي كانت الحركة النقابية تستجدي حقوقها من الدولة مادة بيدها في إنحناء وانكسار وركوع وخنوع . إننا نتساءل لماذا لم يتمسك اتحاد العمال بالدراسة التي اعدها المجلس الأعلي للاجور وهو جهة لإختصاص الذي يمثل الفرقاء الثلاث ( الحكومة ، اتحاد العمال ، اصحاب العمل ) بالرغم من أنها لا تتجاوز مبلغ ال 2000 جنيه وهي تمثل 12% للحد الأدني لتكالف المعيشية دعك عن بقية مطالب الحياة وإننا لنعجب لإصدار الرئيس قراراً جديداً بتشكيل لجنة لأعادة النظر في مفارقات الإجور الذي يمثل إلغاءاً لدور المجلس الأعلي للإجور. إخوتي العمال إن الوضع الاقتصادي وضع مزري وبائس ومتدني وهو ما عبرت عنه موازنة عام 2013م التي قدمت بعجز مقداره عشرة مليار جنيه سوداني مما يؤدي الي مزيد من البؤس وتدني سعر الصرف وارتفاع الاسعار واتساع دائرة الفقر . أن الدولة تبني برنامجها لسد العجز علي إحتمال تدفق بترول الجنوب عبر الخط السوداني وقروض خارجية ونؤكد ان هذا الإفتراض يحتاج لإرادة سياسية شجاعة غير متوفرة في هذه الدولة – فالجنوب فاقد للثقة في هذه الدولة وكذلك الدول و الصناديق المانحة لا تري استثماراً لقروض ولا إمكانية لتحول عائداتها إذا استثمرت نتيجة لتدني قيمة الجنيه السوداني وإرتفاع قيمة الدولار . جماهير عمالنا الشرفاء: أن هذه القضايا وبهذا الحجم يعجز اتحاد العمال عن تحقيقها لأنه جزء من المشكلة فالمشكلة سياسية أولاً واتحاد العمال جزء من الكيان السياسي فإنه لا يستطيع الخروج ولا الوقوف ضد سياسة الدولة ولأن بعض قياداته تتبوأ مواقع عدة إدارية ونقابية وإتحادية ورؤساء مجالس إدرارات بنوك وشركات وهي تمثل مصادر دخل إضافية لهم ومرفهون بسيارات وإمتيازات ومتاع ومحصنون بأدوات قمع السلطان حتي أصبحوا موظفون في النظام بإمتيازات ضخمة مما جعلهم لا يعانون كما يعاني السواد الأعظم من العمال الكادحون المثقلون بالديون في الحصول علي لقمة عيش كريمة فضلاً عن أعباء تدهور الصحة وبلغ الدواء مرحلة لا يتحملها العامل البسيط وضعف التعليم بهجرة الكوادرالتي ذاقت الأمرين بين مطرقة ضيق العيش وسندانة بطش أجهزة السلطان لمطالبهم المشروعة. الحل يكمن في تضامنكم مع القوي الوطنية لاسقاط هذا النظام عبرالوقفات الإحتجاجية والإضرابات والعصيان المدني وبسقوطه سوف يسقط اتحاد العمال، لتأتلفون في نقابات أو اتحاد لتتمتعوا بقوة جماعية في تطوير أداء العمل أو مفاوضات الأجور أو الإضراب الجامع الفاعل ضغطاً على المؤجِّر بنقابات حرة ونزيهة تعبر عن قضاياكم وتدافع عن حقوقكم ومكتسباتكم ومراجعة قانون النقابات حتي لا تضعف قوتها ولا ليتيح تدابير لحد حركتها من حاكم ظالم ولا ليفتح مجالاً للتصرّف السياسي الفاسد في اختيار قيادتها ويٌفسح لكم المجال للتنمية وحفظ حقوق الإنسان في الحصول علي العمل دونما فصل تعسفي أو تولي الوظائف العليا بتقارب السلطان وإختيار قيادتها ومراجعة قوانين الخدمة العامة وتفعيلها. إخوتي العمال: إنكم تمثلون الكيان الحي في المجتمع السوداني وعليكم يقع عبأ كبير في تحريك أنفسكم وقوي المجتمع الأخري من أجل مستقبل مشرق وحياة كريمة يعيشها الإنسان السوداني الذي كرمه ربه كبقية سائر البشر ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلاً ). أمانة النقابات والمهن. 19 ديسمبر2012.