احمد يعقوب [email protected] بدأت الانقاذ فعلياً فى الدخول عبر الانفاق المظلمة –وبدأت اوصالها تتفكك،وذلك عندما بدأ صراع السلطة يدور بينها داخليا –فالاحداث الاخيرة التى حدت بجهاز الامن ان يعتقل العديد من الضباط والمدنين بما فيهم مدير المخابرات الاسبق (صلاح عبدالله قوش)يعبر عن حالة اللاوعى السياسى والتخبط فى غياهب المجهول –وصراعهم حول السلطة يبرهن على فشل مشروعهم الحضارى –ونسفهم لشعارات من شاكلة(هى لله-هى لله لا لسلطة ولا لجاه)-بدأت الانقاذ تتفكك فعليا وهى عملية مفيدة للشعب السودانى –وشعب جنوب السودان –فالانقاذ واقعيا ادخلت شعبى البلدين فى عنق الزجاجة فالشعب السودانى الذى تحكمه الانقاذ انهكه سرطانها الذى تفشى فى اوصاله –فالاسلامويون اذاقوا شعبى البلدين المر وسقوهم موارد الهلاك –قتلوا فى الجنوب ما قتلوا باسم الجهاد ضد الكفار –وفعلو مافعلوا فى دارفور باسم الزرقة والعرب وهاهم جادون فى مسعاهم فى الهدم والتنكيل بالشعب فى النيل الازرق وجبال النوبة –ومستعدون دائما فى قصف المناطق الحدودية مع جنوب السودان مثلما حدث مؤخرا فى قرية (كيراديم) فى ولاية بحر الغزال وهذا القصف لن يكون الاول ولا الاخير –فنظرة الانقاذ تجاه جنوب السودان نظرة ثابتة ولن تتغير وسوف تسعى بكل ما اوتيت من حيل ان تثبت ان اختيار الجنوب للاستقلال كان خطأ فادحاُ –وتدُعم ذلك عن طريق فرض قرارت تعجيزية على جوبا ورهنت تنفيذ هذه القرارت بعملية ضخ النفط وفتح الحدود للتجارة بين البلدين –ومن جملة القرارت تسليم قادة الجبهة الثورية –وهى قرارت توضح ان الانقاذ تريد احتواء الجبهة الثورية عن طريق حكومة جنوب السودان ويمكنك ان تطلق على عملية كهذه تحالف غير مباشر وغير معلن من جانب الانقاذ مع جوبا-فالقرارت الاخيرة تعتبر جملة من الابتزازات على دولة جنوب السودان وهى تعمل اوتريد بالاحرى على تدمير اقتصاد جنوب السودان المنهك اصلا-وتطبق سياسة التجويع على الشعبين –فعمليا سيستفيد شعبى البلدين من عملية ضخ النفط –وسيزدهر اقتصاد البلدين ،وتنتعش الاسواق بعد الركود الهائل الذى اصابها جراء وقف انتاج النفط –ولكن الاتقاذ لايهمها شئ طالما انها تأكل وتشرب اما الشعب فله رب يحميه ناسفين بذلك قول الرسول(ص)(كل راع مسئول عن رعيته). على ان السوء الذى بلغه السودان فى عهد الانقاذ يعتبر الاسوأ فى تاريخ حكم السودان-فلقد تشظى السودان وتناحر فيما بينه- واصبحت القبلية والجهوية هى السمة الرئيسية فى تولى المناصب القيادية فى الدولة –واستأثرت قبائل بعينها على موارد السودان وانتشر الفساد بكل انواعه -وتم شن الحروبات فى كل ربوع السودان –فالهامش مشتعل ويئن كل يوم ويطالب با حتياجاته الاساسية من صحة وتعليم و——–الخ.ولكن الانقاذ ترفض وتأبى تطلعات الشعب من اجل عيشة هنية وتعمل على احتكار موارد الدولة فى ايدى قليلة –فمعظم الشركات الخاصة والحكومية وحتى المناصب القيادية تديرها قبائل معينة تعد باصابع اليد وعلى رأسهم طبعا (الجعليين والشايقية.وحلفاءهم اما الصراع حول السلطة فأتى بعد مؤتمرهم الاسلامى الفاشل الذى تجسد فشله واقعيا عندما تصارع تيارين داخل المؤتمر الوطنى وهما تيار (على عثمان)والبشير نفسه حول السلطة يعنى (شوايقة وجعلية ) فالحال من بعضه فالامور متأزمة من الاساس وجاء الانقلاب الذى فشل ليزيح اللثام والقناع عن وجه الاسلامويين القبيح الذين يريدون البقاء فى السلطة اطول فترة ممكنةوهوما سينعكس سلبا (اى بقاء الاسلامويين )على العلاقة مع جنوب السودان – فاتفاقية اديس ابابا لا تزال غير مطبقة وتنتهك الانقاذ قواعدها كل يوم –وقصف قرية (كير اديم ) لهوخير دليل على ان الانقاذ لديها نية مبيتة حول الجنوب –ولاتريد ان تكون العلاقات تسودها طابع التبادل التجارى الذى يعم بالفائدة على شعبى البلدين –ولاحتى علاقات حسن جوار-فالانقاذ تريد الوضع ان يكون متأزما دائما فى الجنوب لشئ ما – ربما سياسة ما تنتهجها –لكن على كل حال شكل العلاقة التى تريدها الانقاذ هى ازمة دائمةوتبعية من جوبا لقرارات الخرطوم الاستفزازية –الانقاذ تريدحربا مع جنوب السودان لذلك تراها تقصف المناطق الحدودية –وهى بذلك تريد ان تغطى على اشياء كثيرة بما فيها فشلها فى ادارة ازمات السودان . ذهاب الانقاذ الى المذبلة التاريخية والى سلة المهملات شئ واجب ووارد وعلى الجميع المساعدة فى كنس نظام الانقاذ واوساخه واستئصال سرطانه الذى عم جسد البلدين –لابد من ذهابها والا فالحريق الذى تعده الانقاذ لم يسلم منه احد –فالشعب السودانى متمزق ومتشظى ويعيش فى حالة اقتصادية مزرية –ان البترول الذى ترفض الانقاذ مروره عبر الشمال الا وفق شروطها الابتزازية هو الذى سينزل البركات على شعبى البلدين –ولكن طبعا لايهمها الوضع الاقتصادى او الراحة لشعبى البلدين فطالما هى فى السلطة فكل شئ يهون فى سبيلها فستظل ممسكة بتلابيب السلطة الى ان يحين وقت ذهابها الذى بدأ الان. وبالرغم من ان بعض التحليلات اشارت الى ان المحاولة الانقلابية (التى تتحاشى الانقاذ تسميتها بالانقلاب واطلقت عليها كلمة اخرى عندما اسمتها محاولة تخريبية ) اشارت التحليلات المختلفة انه ربما ان الانقاذ اختلقت هذا الوضع لتغطى به اشياء كثيرة تحدث-اوهى فى مجملها مجرد تصفية حسابات شخصية وسط الاسلامين الرافضين لسياسة الحركة الاسلامية ولاترقى لان تصل الى محاولة انقلابية بل هى مجرد تنظيف وتطهير البيت الاسلامى من الشواذ —على انه مهما يكن من امر فالحركة الاسلامية اثبتت فشلها وفشل مشروعها الحضارى فى ترقية الدولة بل ان مشروعها الحضارى الاسلامى الفاشل افرز دولة جديدة على خارطة الكرة الارضية –وادى الى تمرد اقاليم الهامش فى كل بقاع السودان –وسواء كانت الاحداث الاخيرة عملية تخريبية او انقلابية او قصة انقاذية سيئة الاخراج –فانها تكشف عن الهرج والمرج الذى وصلته الانقاذ وتكشف ايضا عن ان ايامها الاخيرة قد دنت وان بقاءها فى الحكم سيفرز اشكالات جديدة من ضمنها سوف تسوء العلاقة مع جنوب السودان الى ابعد نقطة ممكنة وسوف تتصاعد لغة التصعيدات والتصريحات التى تجعل الاوضاع متوترة اخيرا بقاء شعبى البلدين وسط سلام دائم واقتصاد مزدهر وتبادل المنافع مرهون بذهاب الانقاذ والا فان الدولتين ستبقيان فى جحيم الانقاذ-دعوتنا ان تكون المسؤلية مشتركة فى كنس الانقاذ واوساخها-لان الشعبين هما المستفيدان من عملية التغيير.