راى حر صلاخ الاحمدى ما الذى نزرعه عندما نزرع شجرة ؟ نزرع حياة لونا نزرع هواء نقيا .نطلق عطرا ذكيا .نزرع زهرة .نزرع ثمرة .نفرش ظلا .نبعث طيرا .نزرع سفينة .ونصنع شراعا .نزرع كتبا .وصحفا وفاكهة .نزرع الجمال .والحب .ونواجه البور الحقول والغابات .نتحدى الصحراء نتحدى الفناء تساعد الارض والسماء من يزرع شجرة لانه يزرع معنى للحياة ولسكان السماء . اذا كانت منظمة السياحة العالمية قد اتخذت شعارها القادم .فلتزرع شجرة.كما يجب على وزارة السياحة السودانية ان تتخذ هذا الشعار ايضا .فالعالم كله يريد ان يتمسك بالحياة يريد ان يعود الى الطبيعة الى الفطرة ولا يفلت من السخرية من يجعل شعارنا ان نزرع شجرة فالسودان بلد زراعى .هكذا تعلمنا فى الكتب .وقيل لنا ايضا ان النيل قد اهدى السودان الى شعب السودان اهدانا الماء والارض ولم يحرص ابناء السودان على الهدية لقد بددوها اضاعوها ارهنوها دفنوها تحت بيوتهم الجديدة والذى لم تدفنه البيوت بعد ان تركناه لرمال الصحراء وزحف الصحراء على وادى اسمه التصحير وزحف وادى على الصحراء اسمه التشجير فلم تتسع الارض تحت اقدامنا لقد بقيت كما تركها لنا عندور محافظ الخرطوم نافذة فنحن لم نزرع شجرا ولا اصلحنا ارضا ولا وسعنا واديا وانما حاصرنا انفسنا بالرمال وختنقنا امالناعلى ضفاف النيل ولم يفكر احد فى الافلات من هذه الضائقة السياحية التى افتقدنا ابسط مدلولاتها البسيطة فى ظل وزارة السياحة ومع بداية ثورة الانقاذ 1989كان الضيق بكل شى شعار العصر واول ما اهتدينا لتفريج هذا الضيق ان نزرع شجرة وذهب الرئيس المشير عمر حسن احمد البشير واختاروا له (العاصمة الخرطوم ) ليزرع شجرة وترك الشجرة وماتت الشجرة الفكرة القدوة الامل ولم نفلح فى ان نجعل زرع الشجرة واجبا على كل زائر للسودان او كل زائر لقرية او مدينة بان يغرس شجرة ويراعى شجرة نافذة ولم يفضحنا شئ كما فضحنا العاصمة القومية فقد كنا نظن اننا نبنى الحياة فتركنا الحياة تموت .كنا نظن اننا مزارغين نحب الارض الخضراءفاثبتنا اننا نفضلها جرداء .كما كنا نظن اننا نقدس موتانا كاجدادنا القدماء فلم نقدس موتانا من الاشجار كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينصح بالا يقطع الناس الاشجار بل له حديثا حكيما معناه ترفقوا باخوانكم النخل ..وقد روى عنه عليه السلام .ان النخل يسمع ويتالم وذهب هذا الحديث على انه معنى جميل وان الرسول يطلب من الناس الرحمة بالاحياء من الاشجار والحيوانات والانسان بالنخيلوان الذى يترفق بالنخيل بهذا الكائن الحى هو الذى سوف يكون رحيما مع غيره من الاحياء .وان الرسول هو اول من نصح المسلمين بان يعيشوا وان يدعوا غيرهم ليعيش ايضا . وفى السنوات الاخيرة اثبتت الدراسات العلمية ان الاشجار تتكلم وان لها لغة وان هذه اللغة على شكل موجات صوتيىة وضوئية وقد سجلت هذه اللغة وقد نشرت المجلة العالمية( بارى ماتش ) منذ عشرات السنيين صورا بالالوان لما تقوله الاشجار والازهار عندما تدخل احدى الفراشات .وما الذى تقوله هذه الاشجار اذا كان القادم عصفورا او غرابا او كلبا وكيف تحس الزهور بالفراشة الت سوف تحط عليها ثم تستدرجها الزهور برائحتها لكى تمصرها وتمتصها نافذة اخيرة وقد نشرت المجلة ايضا صورة بالالوان وبالاشعة للنزيف الباطنى لاحدى الزهور عندما قطعت …وكيف ان الزهرة نفسها تبكى ولان الشجرة امها تبكى ايضا والذين كتبوا وبحثوا فى هذه الكائنات ليسوا دراويش المسلمين ولا من الشعراء الرومانسين .ولكنهم علماء امنوا بان للكون كله لغة مشتركة كما ان له قوانين صارمة تمسك كل اطرافه .وهذه القوانين هى (حكمة )الله التى وسعت كل شئ والتى احكمت رباط كل شئ وكل حى من الاشجار والحيوان والانسان خاتمة ما تقطع صفق الشجرة عشان ما يجينا جفاف وتصحر