بلا حدود هنادي الصديق * مسابقة حمل الزوجات ! * فَاجأتنا إحدي القنوات الفضائية قبل فترة بمسابقة من نوع غريب ومثير في ذات الوقت، جرت فعالياتها في إحدي الدول الاوربية، وفحوي المسابقة الطريفة هو حمل الرجال لزوجاتهم والجري بهن لمسافة مقدّرة. وبالطبع، الرجل الأسرع والذي يصل لخط النهاية أولاً يكون هو الفائز بالجائزة .!! *والذي بالتأكيد سيكون فائزا في نفس الوقت بلقب الزوج المحب والمولع بزوجته،
* قد يسأل أحدكم وما علاقة الحب بهذا الأمر، فربما كان حظه من السماء و كانت زوجته (وزن الريشة)!! * أو لماذا لا يكون الحظ قد ابتسم له بجعله الأوفر حظاً بسبب قوته الجسمانية ولياقته البدنية العالية .!! * المهم أن القصة لا علاقة لها بالحب أو خلافه وكل القصة أن الفكرة من الأساس مجنونة وجميلة ومبتكرة، ويمكن أن تمارس في كل دول العالم عدا السودان، وبالطبع السبب معروف! *وانا أشاهد هذه المسابقة علي التلفاز ضحكت ملء شدقيَ وأنا أتخيل عددا من قياداتنا الرياضية الرجالية من وزراء ورؤساء اتحادات ورؤساء أندية وكلٌ يحمل زوجته علي ظهره ويجري بها للوصول بها لخط النهاية حتي اشفقت علي البعض منهم خاصة من اصطفاه الله بزوجة من صاحبات (وزن الثقيل ) و(وزن الجلة) وما أكثرهن .!! * ولهفي علي من كان من قبيلة (بني مثني وثلاث ورباع) .!! * عموما القضية التي أود طرحها من خلال سرد هذه القصة الحقيقية هي الاتجاه بالرياضة السودانية لتمارس علي مستوي الأسرة خاصة الزوجات اللائي إستحقنَ أن يُحملنَ فوق الرؤوس وليس الظهور .!! * فالمرأة التي حملت 9 شهور وربت بالسنين وتحملت ما لا يتحمله الرجل تستحق أن تكون تاج رؤوس الرجال لا أن تُحمل علي رؤسهم فقط . * وفي السودان كلنا يعلم أن ممارسة المرأة للرياضة عليها بعض التحفظات وحتي ذكر أسماء زوجات المسئولين في المجالس يمكن أن تحدث مشاكل لا حصر لها ناهيك أن تذكر في الصحف رغم أنهم يتعاملون يومياً مع آنسات وسيدات أشكال وألوان .!! * ولكن عندما يتعلق الأمر بالبيت والأسرة فهو الخط الأحمر بعينه والمحظور، والفرق كبير بين التربية المتحفظة والمعقدة. * والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة لماذا لا يطبق المسئولون عن الرياضة ما ينادون به بشكل يومي ويظهرون مع زوجاتهم وبناتهم في المناسبات أو المنافسات الرياضية لتكون هي الظاهرة التي تحل عقدة رياضة المرأة السودانية .!! * ولماذا لا نشترط علي هؤلاء المسئولين أن يكون وجود أُسرهم في المناسبات الرياضة شرط أساسي لدعوتهم وتشريفهم لتلك المناسبات، وكيف يمكن أن نمهد لهذه الأفكار حتي يتم إنزالها علي أرض الواقع سريعاً..؟!! *هذه الأسئلة وغيرها الجهة الوحيدة التي يمكن أن تجيب عنها هيئة الرياضة النسوية (الميتة سريريا)، وكل المنظمات العاملة في مجال المرأة وحتي يحين موعد الإجابة عن هذه الأسئلة الصعبة دعونا نستمتع قليلاً بتخيل ( منظرهم وهم يحملون زوجاتهم ) وعلامات المحبة بادية علي محيا بعضهم من الذين يعشقون زوجاتهم حد الثمالة وتقطيب الجبين و(القنتة) والغيظ غير ملامح البعض الاخر من أصحاب الأفكار المنادية بأن (المرأة مكانها المنزل).!!