رأي حر صلاح الاحمدى ما معنى الكاتب ؟ هل يبدو هذا السؤال بديهيا ..ام انه لا يثير تلك العلاقات الحساسة بين الكاتب وعلائقه المادية وبين تحديده لمفهومى الحرية والابداع . يبدو هذا السؤال لاول وهلة وكأنه غير ذى موضوع لان الملتقين والنقاد يتوفرون على حاسة التمييز بين من هو كاتب وبين من قد لا تنطبق عليه هذه الصفة فى نظرهم . ولكن التساؤل الذى يبدو وكأنه يفتح ابوابا مفتوحة سرعان ما يفضى بنا عند التحليل المتأنى الى متاهات تنزع سمات الوضوح والبداهة عن الكاتب ووضعه الاعتبارى ووظيفته وعلائقه بما يكتب والملاحظ خلال السنين الاخيرة والى اليوم ان اعادة طرح هذا السؤال غالبا ما تقترن باتساع نطاق التكنولوجيا وابتكارتها لحوامل ثقافية تنافس الكتابة والكاتب وتسجل الغلبة لوسائل التعبير الاكترونية. هذه التحولات هى التى تطرح مسألة الوضع الاعتبارى للكاتب هل يكتسب صفته من اعتراف خارج ذاته ؟وهل معايير هذه الصفة هو نجاحه فى السوق باعتباره يملك بضاعة وحقوقا ام ان صفة كاتب تعود الى معايير داخلية تمثل فى انه يتوافر على اسلوب وتقنية فى الصنع وقدرة على الاحتراف وطريقة العيش ومواجهة القارئ . نافذة ما يزيد من طفو معنى كاتب والتباسه ان الادب والكتابة غير مدرجين ضمن حقوق الانسان ومن ثم فانهما لا يعتبران حاجة ولا حقا لازمين للانسان بتعبير اخر فان الكتابة تندرج ضمن مجال اللا ماديات اى ما له علاقة بالمخيلة والاحتمال وما هو متصل بممارسة الحرية . هناك اذن التباس يحف بمعنى كاتب ويلامس اسئلة متشابكة فى مفهوم الادب والكتابة باطلاق لانها لا تقتصر على التخيل فضلا عن ذلك فان هذا المعنى عرف تحولات جوهرية عبر الانتقال من زمن قديم الى حديث وارتبط ذلك الانتقال بمسيرة الكاتب. ولعل فى طليعة العوامل المبررة للالتباس المتصل بمعنى كاتب ان هذا الاخير يعرب عن وجوده داخل المجتمع والحياة من خلال وضعيتين متلازمتين ومتفاعلتين الاولى تتصل بالشروط الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية والتى تحدد شخصيته وهويته ووجوده الملموس ..والثانية تتصل بعلاقة الكاتب بالنصوص التى يكتبها والتى يمارس من خلالها نشاطه وينتج عمله الادبى او الفكرى او الرياضى والوضعية الثانية هى التى تقدم الخصائص التى ينفرد بها الكاتب فى المجال السياسى او الادبى او الرياضى نافذة اخيرة وهكذا يتضح ان سؤال معنى كاتب هو اكثر تعقيدا من الاجابات التى تطالعنا فى مقالات معظم الكتاب والتى كثيرا ما تقتصر على ابراز التصورات الشخصية التى يكونها الكاتب عن نفسه لذلك فان رباط سؤال معنى كاتب باسئلة الخطابات السياسية والاقتصادية والرياضية وشروط تداولها ووظائفها التى تحددها بنيات ومؤسسات وصراعات هو ما قد يسعف الكاتب على تحديد لونية تدخله وسط حقل معقد . خاتمة معنى الكاتب قوة مبدعة ومشروع يكونان الموضوع الاصلى للكتابة ولكن ما نعتبره مكونا للكاتب ما هو فى الواقع سوى اسقاطات يعبر عنها بنفسه من خلال الكتابة ليظل السؤال حائرا ما معنى كاتب؟
