خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] الرياضة في الإسلام
** تعتبر الرياضة من أهم الملتقيات الاجتماعية باعتبارها شكلاً من أشكال الاتصال الجماعي ومظهراً ثقافياً وترقية للأذواق، بالإضافة إلى كونها رعاية للأجسام وحفظ للأبدان، وإظهار لنعم المولى عز وجل، وبذلك تعتبر الرياضة أساساً لبناء الجسم القوى المعافي لأن العقل السليم في الجسم السليم. ** عناية الإسلام بالإنسان عناية لا تعادلها عناية، ورحمته رحمة وسعت كل شيء، لذلك فإن الرياضة التي ينشدها الإسلام إنما هي هدف السمو بالمرء في بدنه وروحه وعقله. ** المؤمن القوى في عقله بالفكرة السليمة وفي نفسه بالعقيدة الصافية، وفي جسده بالمجاهدة العالية، لذلك اهتم الإسلام بالقوة في القرآن الكريم بالكثير من الآيات، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في حق طالوت وبيان سبب اصطفائه {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، وأيضاً يقول جل جلاله في قصص موسى {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}، وكذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث (المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير). ** يقول عز من قائل (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) والقوة هنا فكرة عامة شاملة، تحتوى كل ما يطلق عليه قوة، وينطوي تحت عبادتها كل ما تتحصل عليه في هذا الجانب فقوة العقل بالعلم والنفس بالإيمان، والبدن بالتمرين. ** إن الرياضة ضرورة تربوية وصحية وإنتاجية وعنصر هام في تنمية التعاون وغرس الروح الجماعية، وسفارة شعبية تلعب دوراً كبيراً في التعارف وتعزيز العلاقات بين الشعوب. ** يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. ** تعمل التربية الرياضية على تأمين اللياقة البدنية العالية وإكساب القوة والصبر والمصابرة والمهارة واستعمال الأسلحة المختلفة مثل القوس والسهم والسيوف والرماية وركوب الخيل والسباحة وتعليم الدفاع عن النفس بممارسة الألعاب الرياضية المختلفة مثل المصارعة والكاراتية والملاكمة والتاكندو والجودو، وتربية الأفراد تربية تعني بالنواحي الجسمية والعقلية والخلقية في برامج تدريب الفنون الشعبية والمسارح الاستعراضية لتلبية الرشاقة والخفة والحركة والتوافق العضلي والعصبي المرتبط بالسلوك السوي والإدراك الواعي بالصبر والتحمل اللازم لأداء التمارين الرياضية. ** الصلوات المكتوبة مثلاً بما تحمل من حركات للأعضاء والمفاصل تعطينا صورة ترويض مقبول وتنفيس للجسد، فضلاً عن ما يكمن فيها من روح ومعني.. ولقد شائت حكمة الله أن يحتمل أداء هذه العبادة الكبير والصغير والذكر والأنثي كلهم على حد سواء ودونما تكلف عضوي أو تكلف مادي، فهي رياضية تناسب كل الظروف والأحوال دون أن ينفق الفرد درهماً أو يبحث لإقامتها مكاناً. ** كل هذه الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة تشير إلى أهمية النشاط البدني والروحي ولذلك ينبغي أن تتاح للشباب الفرص الكاملة لممارسة الأنشطة الرياضية المتنوعة، وخلق الجو المناسب لهم عن طريق إيجاد الوسائل اللازمة لدعم مناشط الرياضة المختلفة، لخلق جيل صالح وأمة قوية قادرة على الإنتاج والدفاع عن الوطن، لأنهم رجالها الدين يحملون عبء الرسالة وإبلاغها للجميع.