العتب مرفوع هيثم كابو موسم الخسائر الهلالية ! * أعتمدت الجمعية العمومية للإتحاد العام لكرة القدم المريخ بطلاً للدوري الممتاز وكأس السودان مع تأكيد شرعية لجنة الإستئنافات العليا والتمسك بكل قرارتها؛ ثم تكرمت على الهلال برفع العقوبات عنه تحت بند الإستثناء ..! * عند اندلاع الأزمة وإعلان الهلال الانسحاب قلنا أن مجلس الكاردينال أدخل الفريق في نفق ضيق لن يخرج منه دون تكبد خسائر فادحة يصعب حصرها، وسيضاعف أوجاع الأمة الزرقاء التي نفد صبرها بعد أن فتك بها (صفرها) ..! * معظم الرياضيين كانوا يعتقدون أن إنسحاب أحد طرفي القمة عن المنافسات سيعصف بالموسم؛ وسيقدم الجميع تنازلات ترضي (الفريق الحردان) لإحتواء الأزمة ولن يتم تتواصل المنافسة دون حل المشكلة جذرياً؛ وستبدأ القصة بضغوط على الإتحاد تفضي لتعديل البرمجة وتعليق النشاط، ولكن تجربة انسحاب الهلال من كل المنافسات هزمت كل تلك الفرضيات الأمر الذي أدخل الأهلة في مأزق وجعلهم ينتظرون الجمعية العمومية بعد أن أصيبوا بالإحباط ..! * الدرس الأول المستفاد من الأزمة التي أفتعلها الهلال : أن كل متضرر من قرار رياضي فني لا حل أمامه سوى اللجوء لكل اللجان المختصة وفقاً للوائح المنظمة للتنافس ببلاده وصولاً إلي لوزان؛ فكرة القدم في العالم كله لا تعرف مصطلحات من شاكلة (الفريق دا منسحب والتيم داك حردان) ..! * الدرس الثاني الذي يجب على الجميع إدراكه أن كل من أرتضى المشاركة في منافسة يجب أن يحتكم للقوانين التي تنظمها، ويتظلم عند الجهات المنأط بها الفصل في الشكاوى في كافة مراحلها فالضغط بالانسحاب لن يأتي بنتيجة غير الخسران والخراب ..! * قلنا من قبل أن الهلال أستخدم سلاح الانسحاب بصورة خاطئة فبدلاً من الإحتفاظ به ككرت ضغط سارع في تنفيذه فلم يترك للإتحاد خياراً، وأضحى حاله كمن أشهر مسدسه في وجه الواقفين أمامه ثم أطلق الرصاصات على نفسه، فهناك أسلحة إستخدامها يُضعِف موقف صاحبها الذي كان يستقوي بها، وخبراء التكتيك الحربي والإستراتيجي يقولون إن مكاسب القتال المباشر على الأرض مهما كان حجمها ففيها الكثير من الخسارة، وأفضل الإنتصارات على الإطلاق التي تتم بالضغط والتسليم والمناورة ..! * كل مباراة لم يأت الهلال لأدائها في الميقات المعلوم ندم عليها، بدءاً من مريخ السلاطين ووصولاً للمريخ الزعيم ..! * السبب الأساسي الذي جعل مجلس الهلال يسحب فريقه كسب المريخ لشكواه ضد هلال كادوقلي بقرار من لجنة الإستئنافات العليا التي وجهت بإعادة مباراتي المريخ والأمل عطبرة في الدورتين ليتقلص الفارق بين طرفي القمة ويعود حسم كأس الممتاز لما تبقى من مباريات وفقاً لما طرأ من مستجدات ..! * كان الهلال بإعلانه الانسحاب غير المدروس يبحث عن خسران نده لثلاث نقاط حتى يفوز بالممتاز دون الدخول في حسابات مباراة فاصلة؛ فإذا به الآن يخسر كأس السودان والدوري الممتاز، وحتى تمثيله الخارجي جاء من باب الاستثناء فبعد أن كانت مشاركته في دوري الأبطال حقاً له أصبحت منحة، فقرار الانسحاب عواقبه وخيمة؛ ومن يبحث عن انتصار بعيداً عن القانون حتماً سيحصد ويلات الخيبة والهزيمة ..! * مبروك للهلال استثناء الجمعية العمومية التي تفضلت عليه بالبقاء في خارطة التنافس الإفريقي، ونأمل من الكاردينال تهدئة اللعب وتجاوز فكرة الانسحاب إذا لم يدرس الخطوة جيداً بعد (مشاورة الأرباب) ..! نقش أخير * في كل أعراف ومفاهيم العالم يمثل الانسحاب (هزيمة مذلة)، بينما النصر في إكتساب حقوقك بالقوانين و(لو بعد حين) ..!