خارطة الطريق ناصر بابكر المريخ بين المجد والمال (1-2) * تعد المعاناة المالية ومسألة مستحقات اللاعبين والأجهزة الفنية واحدة من المشاكل التي تواجه الكثير من الأندية في مختلف قارات العالم على مر الحقب والعصور.. وطبيعية الحال، زادت تلك المعاناة وتضاعفت مع الأزمة الإقتصادية التي ضربت العالم أجمع ليرتفع عدد الأندية التي تواجه تلك المشاكل بشكل ملحوظ واللافت أن أندية دول عرف عنها الرخاء والرفاهية المالية إنضمت لقائمة الأندية التي تعيش المعاناة المالية. * فعلى سبيل المثال.. عانى الريان خلال الموسم الحالي من مشاكل مالية لا حصر لها وظلت رواتب جهازه الفني ولاعبيه وحوافزهم تتأخر لأكثر من ثلاثة وأربعة أشهر واللافت أن تلك المعاناة لم تمنع الريان من الفوز بلقب الدوري القطري.. وإن كانت أندية قطرية تعاني من مشاكل مالية فمن الطبيعي أن تكون تلك النوعية من المشاكل حاضرة في الأندية السودانية. * أفريقياً، عانى واري وولفز الذي واجه المريخ في الدور الأول من الأبطال من مشاكل مالية جمة.. ونفس مشاكل المستحقات والمتأخرات التي يعاني منها بطل السودان عانى منها وفاق سطيف الجزائري وما زال شأنه شأن الكثير من الأندية الجزائرية.. وحتى منافس المريخ القادم الكوكب المراكشي ظل يعاني طوال الموسم من مشاكل مالية وظل لاعبوه يعانون ويضطرون للإنتظار والصبر عدة أشهر في سبيل الحصول على مستحقاتهم. * في السودان، وعلى الرغم من القدرات المالية لرئيس الأزرق، إلا أن المشاكل المالية أيضًا حاضرة في الهلال (رغم حرص الإعلام الأزرق على إخفائها) وهو الأمر الذي فضحه المدرب الهارب طارق العشري الذي كشف عن عدم حصول لاعبي الهلال على حوافز خمس مباريات متتالية دون أن يتطرق لمتأخرات أخرى في الرواتب وفي حوافز التسجيل. * تلك الحقائق، تؤكد أن ما يحدث بالمريخ من مشاكل مالية وتأخر في حصول اللاعبين والأجهزة الفنية على مستحقاتهم أمر طبيعي يحدث في الغالبية العظمى من الأندية بشكل عام وأندية أفريقيا خصوصاً وبالتالي فإن الأحمر ليس إستثناء. * المريخ حالياً يعيش إمكانياته المادية (الحقيقية) ومن وجهة نظري فالأفضل للأحمر أن يعيش واقعه ويواجه هذه المشكلة بشجاعة وصبر تساعده على الوصول لحلول جذرية إن لم تضع حداً نهائياً للمعاناة المالية فتقود على أقل تقدير للتقليل منها وهذا الخيار أفضل من علاج المشكلة عبر (المسكن) المتمثل في إجبار الرئيس السابق جمال الوالي على العودة ليتولى مسئولية الصرف لأن هذا الخيار يعني حل المشكلة (ظاهرياً فقط) لكن أصل المشكلة يبقى قائماً وموجوداً. * وضع حد للهاجس المالي نهائياً يتطلب تفاعل مختلف أنصار المريخ ومشاركتهم في الدعم بصورة شهرية ثابتة وهو أمر بدأ فيه عشاق الزعيم فعلياً عبر (نفرات القروبات) التي تمثل أولى بوادر الحل الجذري في إنتظار أن يتم تقنين ذاك الحراك الجماهيري وتنظيمه من خلال المجلس المنتخب القادم مع التنويه إلى أن لجنة التسيير وعبر مسئول الإستثمار الصادق حاج علي أظهرت تقدماً ملحوظًا في جزئية التسويق سواء عبر النقل التلفزيوني أو الإعلان على قمصان الفريق وحول الملعب وهو تقدم ينبغي العض عليه بالنواجز لأنه يمثل مورداً مهماً لدعم الخزينة بالمال. * المريخ ظل يعاني خلال السنوات الفائتة وحتى اللحظة من حجز دخل مبارياته المحلية ومن الجيد أن فترة الحجز تلك شارفت على النفاذ بعد أن إقترب النادي من تسديد المبلغ الذي تم على ضوئه حجز الدخل والذي يمكن أن يكتمل من خلال مباراتين أو ثلاث قادمات بالقلعة الحمراء وبعدها سيعود عائد شباك التذاكر ليكون واحدًا من مصادر دخل الأحمر. * وإلى جانب ما سبق، ينبغي أن يكون الإستثمار على رأس أولويات المجلس القادم ليكون مع العضوية والتسويق التلفزيوني والإعلان على قمصان الفريق وحول الملعب ودخل المباريات بمثابة تأمين للجانب المالي. * تلك الحلول يمكن إدراجها تحت بند (الحلول بعيدة المدى)، أما (المدى القريب) والذي لا يتجاوز شهراً بإعتبار تحديد تاريخ (27 مايو) للإنتخابات.. فإن الحلول العاجلة يمكن أن تتمثل في مضي مسئول قطاع الإستثمار الصادق حاج علي في خطواته الناجحة في التسويق عبر تسويق بث مباراة المريخ أمام الكوكب المراكشي مبكراً بمبلغ يليق بأهمية المواجهة ونسبة مشاهدتها.. والتسويق المبكر للقاء تلفزيونيًا يساعد على إيجاد الكثير من الرعاة للإعلان على قمصان الفريق والإعلان حول الملعب كما حدث في مباراة وفاق سطيف. * الجماهير التي نزعت عباءة الكسل وشرعت فعلياً في وضع حد لمعاناة المريخ المالية سيكون دورها كبيراً في إيجاد الحلول العاجلة التي تخدم فريق كرة القدم قبل مباراتي الترضية وذلك عبر نفرة شهر أبريل التي سيتم تسليم عائدها يوم (الخامس من مايو) عبر إحتفال ضخم والمنتظر أن يكون عائد نفرة الشهر الحالي أكبر بكثير عن عائد نفرة مارس حيث يتوقع أن يزداد عدد القروبات المشاركة في النفرة. * الحلول العاجلة تشمل ايضا مشاركة المقتدرين ورجال المال والأعمال الحمر على غرار الوالي والفادني وسوداكال في مساعدة النادي على حل مشاكل المالية الآنية بتقديم دعم للإدارة مع الإشارة إلى أن كل من يرغب في طرح نفسه في الإنتخابات يفترض أن يسهم بدعم النادي هذه الأيام بمبلغ كبير لأن من مصلحة أي مجلس قادم أن يجد المريخ في مرحلة المجموعات وبالتالي يفترض أن يتكاتف الجميع لأجل تحقيق هذا الهدف. * الدولة يفترض أن يكون لها دور ودور كبير في حل مشكلة المستحقات التي تواجه المريخ قبل مباراتي دور الترضية، فالمريخ حالياً هو الممثل الوحيد المتبقي للسودان في بطولات الكاف والدولة يفترض أن تفعل كل ما بوسعها لمساعدته على الوصول للمجموعات حتى يتواجد نادٍ سوداني في ربع النهائي القاري وحتى نضمن زيادة نقاط السودان في التصنيف وتفادي تقلص عدد ممثلي البلاد قاريًا في السنوات القادمة. * المساعدة على إيجاد حلول للمشكلة المالية وتقديم الأفكار التي تساعد على تجاوزها سواء آنياً أو مستقبلياً أفضل من لطم الخدود وشق الجيوب وتوجيه الشتائم للجنة التسيير.. فإشعال شمعة خير من لعن الظلام ألف مرة.