د.مزمل ابوالقاسم الكرت الأحمر.. متأخر * لم يكن اتحاد الكرة بحاجة إلى تطويل أمد الأزمة المريخية وتعميقها بالتدخل في تفاصيلها ودس أنفه في ملابساتها، بقدر ما كان ملزماً بأن يكف يده عن النادي، ويكتفي بقبول مخرجات الجمعية العمومية التي انعقدت في 27 مارس الماضي، والإقرار بأن مسودة النظام الأساسي التي أجيزت فيها متوافقة مع النظام الأساسي للاتحاد، فحسب. * لو فعل ذلك لما احتاج إلى اتباع نهج الجودية الذي أخفق به في جمع الشتيتين، ولما أطال أمد الأزمة، ولما كان بحاجة إلى استدعاء سوداكال والمجموعة الأخرى، للاجتماع بهم ومحاولة إقناعهم بالعمل كمجموعة واحدة، سيما وأن راعي الضان في الخلا يعلم أن الخلاف الناشب بين المجموعتين أكبر من أن يعالج بفقه الجودية والتحانيس. * خلاف عميق ومتشعب، اتسع فتقه على الراتق، ووصل مرحلة فتح بلاغات في الشرطة، والاستعانة بالبلاطجة والشبيحة لمنع انعقاد الجمعية العمومية الأخيرة. * ذكرنا ونكرر أن حل الأزمة المريخية يتم باحترام القانون، والإقرار بأن نادي المريخ عضو مستقل بذاته في الاتحاد العام، وينبغي أن يدير شئونه باستقلالية تامة، وفقاً لنص المادة 17 من النظام الأساسي للاتحاد. * نعيد ونكرر، المريخ ليس مجرد فريق لكرة القدم، كي يسيطر عليه اتحاد الكرة، ويحدد له هوية من يديرونه. * المريخ كيان ضخم، ومجتمع كبير تعداد أفراده بالملايين، وهو ناد يضم أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية، وعشرة مناشط أخرى بخلاف كرة القدم، وبالتالي لا يوجد ما يبرر سعي اتحاد الكرة لتسمية هوية من يديرونه. * القرار الذي أفرح المريخاب وأشعرهم بأنهم تخلصوا من أفشل مجلس في تاريخ النادي به عيوب قانونية مؤثرة، أدناها أن الاتحاد ليس مخولاً بتعيين أو إقصاء أي فرد أو مجموعة من إدارة النادي، لأن نظامه الأساسي يمنعه من التدخل في شئون الأعضاء. * اودرى القرار الأصلي النظام الأساسي للاتحاد العام، انتهك حرمة النظام الأساسي الساري لنادي المريخ. * على الاتحاد أن يكتفي بقبول مخرجات الجمعية الأخيرة، والإقرار بأن مسودة النظام الأساسي التي أجيزت فيها متسقة ومتوافقة مع النظام الأساسي للاتحاد السوداني لكرة القدم، وتلبي الاشتراطات الواردة فيه. * ذلك يعني الاعتراف الضمني بمجموعة الستة التي كلفتها الجمعية بإدارة النادي، وعزل سوداكال ومجموعته من المجلس، وقبول خارطة الطريق التي وضعتها الجمعية للمجموعة المكلفة بإدارة النادي. * كان الاتحاد سيحصل على المحصلة نفسها بطريق أقصر، وسند قانوني قوي، ومعالجة صحيحة للأزمة المعقدة. * مازلنا على موقفنا الرافض لإشراف الاتحاد على عضوية نادي المريخ، والمستهجن لإسناد أمر الإشراف على الجمعية العمومية المقبلة للجنة الانتخابات في الاتحاد السوداني لكرة القدم. * حددت الجمعية العمومية الأخيرة للنادي هوية الجهة التي تدير النادي، وكونت لجانه العدلية، وسمت أعضاء لجنة الانتخابات ولجنة الاستئنافات الانتخابية ولجنة الانضباط ولجنة الاستئناف. * الجمعية العمومية لنادي المريخ تمثل أعلى سلطة في النادي، ولا توجد أي جهة تمتلك الحق في نقض قراراتها، أو حتى تعديلها. * لا اتحاد كرة القدم ولا اتحاد السلة ولا اتحاد السباحة ولا اتحاد سائقي البصات السفرية ولا أي اتحاد آخر. * شئون المريخ تعني المريخاب فحسب. * مصير المريخ يقرره أعضاء الجمعية العمومية لنادي المريخ وليس سواهم. * بالتالي ننتظر من أعضاء لجنة التسيير التي كلفتها الجمعية بإدارة النادي الجلوس مع الاتحاد العام لمراجعته حول تدخلاته السالبة في شأن النادي، والتأكيد على أن أهل المريخ قادرون على إدارة شئونهم بمعزل عن أي وصاية، ومن دون أي تدخل من أي جهة، بما في ذلك اتحاد الكرة. * الغاية عندنا لا تبرر الوسيلة. * لو قبلنا تدخل الاتحاد لعزل سوداكال أو سواه فسنقر سابقة بالغة الخطورة في مسيرة النادي الكبير، لأن الاتحاد يستطيع أن يكرر تدخلاته مستقبلاً، لينهي تكليف أي مجلس تنتخبه الجمعية العمومية للنادي. * ذلك بعد التأكيد على أن عزل سوداكال لم يكن بحاجة إلى قرار من اتحاد الكرة، لأن الجمعية العمومية الأخيرة أقصته عن مجلس إدارة النادي بقرار سليم ومسنود بالقانون. * نحن لا ننظر للخلاف الحالي بثقب الباب. * نستشرف آفاق المستقبل، ونريد للمريخ أن يظل مستقلاً بذاته، وقادراً على إدارة شئونه بنفسه، وممتلكاً لقراره في كل الأوقات. * أما سوداكال فنحسب أنه جنى على نفسه، عندما عزل نفسه عن مجتمع المريخ الكبير، وحاول فرض وصايته على المريخ ليبقى حبيس سجن دكتاتوريته المقيتة، فدفع ملايين المريخاب إلى الاجتهاد لأزاحته عن رئاسة النادي بأي أسلوب. * انتهى أمد مجلس الخراب في الخامس من شهر أكتوبر الماضي، وكان عليه أن يسلم الراية وينصاع إلى حكم القانون ويكف عن محاولة أخذ النادي رهينة في يده، بما يزدري القانون. * أكبر أخطاء سوداكال أنه استعان بثلة من الفاشلين، واتخذ من أحد أضعف الإداريين مستشاراً له، فقاده إلى المزيد من الفشل، وأورثه عداوة أعضاء النادي ومجلس إدارة الاتحاد على حد السواء. * على نفسها جنت براقش، حينما استعانت بمن يشبه البصيرة أم حمد في سوء التدبير، فكان مصيره العزل والإقصاء، بأمر جمعية المريخ العمومية قبل الاتحاد العام. آخر الحقائق * كون سوداكال لجنة بقيادة سعادة الفريق منصور عبد الرحيم، وكلفها بإعداد مسودة النظام الأساسي للمريخ. * عندما تعارضت نصوص المسودة التي أعدتها اللجنة مع مساعي سوداكال الرامية إلى الاستمرار في حكم النادي تنكر لها، وسعى إلى استبدالها بمسودة القص واللصق القميئة. * كان من الطبيعي أن يفشل في مسعاه، لأن تمرير تلك المسودة القاصرة المعيبة كان مستحيلاً. * حكم عليها أعضاء النادي بالإعدام لأنها لا تشبه المريخ ولا تليق به أصلاً. * لذلك استقرت في مكانها الطبيعي داخل سلة المهملات. * نصوصها القاصرة التنافرة حكمت عليها بالفناء التام. * ذهبت إلى مزبلة التاريخ. * ذكرنا عشرات المرات أن إجازتها مستحيلة، وأنها لن تمر مهما اجتهد صاحبها في فرضها على الزعيم. * جمعية المريخ العمومية المقبلة ينبغي أن تنعقد بإشراف اللجان التي كونتها جمعية المريخ العمومية الأخيرة. * نتمنى أن تسعى الجمعية إلى تعديل النظام الأساسي الجديد في أقرب فرصة، كي تعيد الشرط المتعلق بالمؤهل الأكاديمي لعضو المجلس، بعد أن حذفه سوداكال وأقرته اللجنة التي أشرفت على التعديلات. * عضو مجلس المريخ يشبه عندنا عضو مجلس السيادة، أو عضو مجلس الوزراء. * يفترض فيه أن يتمتع بمؤهلات أكاديمية عالية المستوى، وخبرة نوعية في الإدارة. * لا يصح أن تنحصر كل مؤهلات عضو المجلس في إجادة (فك الخط)! * قرار الاتحاد الأخير لا يعني الأعضاء الذين حاول سوداكال تعيينهم في مجلسه بمعزل عن أي سند من القانون. * هؤلاء لا اعتبار لهم. * هم ليسوا محسوبين من ضمن أعضاء المجلس أصلاً كي يشملهم القرار. * سوداكال ورفيقاه لا يستندون إلى أي شرعية تمكنهم من الاستمرار في إدارة نادي المريخ، ناهيك عن الأعضاء الذين حاولوا فرضهم في المجلس. * الكرت الأحمر يليق بهم. * ننصح الأخ مدثر خيري أن يراجع تجربته الإدارية المتعثرة، وأن يبدأها من أسفل السلم الرياضي. * يمكنه أن يبدأ العمل في روابط الناشئين أو أحد أندية الدرجة الثالثة، كي يتعلم أصول الإدارة الرياضية بطريقة سليمة، ويتدرج في العمل الرياضي بنهج صحيح. * كذلك ننصحه (إذا سمح لنا) أن يكف عن ادعاء أنه خبير في القانون الرياضي، لأنه ليس قانونياً في الأصل. * مؤهلاته الأصلية تتعلق بالموجات الصوتية. * المريخ لا يمتلك معملاً للموجات الصوتية كي يستعين بخدماته. * تجريته المتعثرة في منصب المدير التنفيذي تؤكد أنه غير مؤهل للعمل في الأندية الكبيرة. * استحق لقب الإداري الأفشل في تاريخ المريخ. * ارتكب سوداكال خطأً مكلفاً عندما استعان به بعد أن رفده من منصبه، فقاده إلى المزيد من الفشل. * شأن المريخ يعني أهل المريخ وحدهم. * وكيفية حكم المريخ يقررها أعضاء الجمعية العمومية للمريخ. * آخر خبر: الكرت الأحمر.. متأخر.