* عندما ذكرنا أن د. كمال شداد رئيس اتحاد الكرة يسعى إلى الزج بمؤسسات الدولة في قضية المريخ لحاجةٍ في نفسه لم نكن نهرف بما لا نعرف. * صدقت توقعاتنا عندما شاهدناه يجلس أمام وزيري الرياضة (الاتحادي والولائي) ساعياً إلى نقض قرارات مجلسه بخصوص قضية النادي الأحمر. * لم يفعل ذلك من فراغ، لأن كل مبتغاه ينحصر في إنكار شرعية مجلس المريخ المنتخب، سعياً منه إلى حرمان النادي من المشاركة في الجمعية العمومية المقبلة للاتحاد العام، ظناً منه أن المريخ سيصوت لمنافسه معتصم جعفر. * ذكرنا مراراً وتكراراً أن هذا الإداري المتناقض المتسلط ينظر إلى المريخ من فتحة صندوق الاقتراع، وأن كل همه محصور في المحافظة على منصبه الحالي بأي نهج، حتى ولو استدعى ذلك منه أن يدوس على اللوائح المنظمة لعمل اتحاده بحذائه الغليظ. * الصورة التي أوضحت شداد جالساً أمام يوسف آدم الضي وزير الشباب والرياضة الاتحادي، وهنادي الصديق وزيرة الشباب والرياضة بولاية الخرطوم، تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معان! * تاريخية لجهة أنها توثق لحظة انكسار تزدري مسيرةً طويلةً، ظل شداد يتشدق فيها بالحديث عن أهلية وديمقراطية الحركة الرياضة، ويجاهر فيه برفض تدخل الدولة في الشأن الرياضي، على مدى عشرات السنوات. * في خواتيم عمره، وفي أواخر تجربته الإدارية العامرة بالفساد والفشل والصراعات والنزاعات وتصفية الحسابات اختار شداد أن يدوس على أكبر وأهم الشعارات التي ظل يتشدق بها عبر السنوات، بلجوئه الذليل إلى السلطة كي تحقق له مراده بعدم اعتماد مجلس المريخ، لحساباتٍ انتخابيةٍ تخصه. * نحن أمام إداري متناقض، يتعامل مع شعاراته مثلما يتعامل كفار قريش مع أصنام عجوة كانوا يعبدونها، ثم يلتهمونها مع (أول جوعة)! * ها هو شداد يزدرد قناعاته مع أول زنقة في الانتخابات! * الحقيقة أننا لا نلوم شداد على ما فعل، لأن التناقض ليس مستغرباً فيه، كما إن مسيرته الطويلة حفلت بالعديد من المواقف المتناقضة، التي تدل على أن مبدأه في العمل الرياضي يستند إلى ميكافيلية قميئة، تبرر الغاية فيها الوسيلة. * مصدر الاستغراب ينحصر في قبول الوزيرين التعامل مع فرد على حساب المؤسسة التي ينتمي إليها. * الطبيعي أن تتعامل السلطة المشرفة على النشاط الرياضي مع المؤسسات لا الأفراد، وأن يتم التعامل بمخاطبات رسمية، وليس بلقاءات واجتماعات خاصة، تقوم على العلاقات الاجتماعية ومدى قرب المسئول من رئيس هذا الاتحاد أو ذاك. * لا تمتلك الوزارة (اتحادية كانت أو ولائية) أي سند من القانون يخول لها أن تدس أنفها في شأن نادٍ ينص نظامه الأساسي على أنه مستقل، ويدير شئونه بمعزل عن أي تدخل من أي طرف ثالث. * مصطلح الطرف الثالث الوارد في النظام الأساسي لاتحاد الكرة، وفي النظام الأساسي للاتحاد السوداني لكرة القدم معني به الحكومة قبل غيرها. * كتبنا عن العلاقة القوية التي تربط وزير الرياضة الاتحادي مع اتحاد الفلول، وذكرنا أن الاتحاد حرص على اصطحاب مدير مكتب الوزير في رحلة المنتخب إلى جزيرة ساوتومي وبرنسيب، كما حرص على إدراج اسم مدير مكتب الوزير وممثل آخر للوزارة في بعثة المنتخب التي سافرت لمعسكر إعدادي في مدينة العين بالإمارات. * كتبنا كذلك عن أن شداد اقترح على الفيفا إشراك الدولة في الحل، بعد أن ضمن تعيين تلميذته وحليفته هنادي الصديق وزيرةً للشباب والرياضة في ولاية الخرطوم، وفتح عبر حليفه برقو علاقةً قوية مع مكتب الوزير، عبر مديره. * حذرنا الأستاذة هنادي وطالبناها بأن لا تتورط في الشأن المريخي، ولم تفعل. * نعلم أنها تتعامل مع شداد على أنه راعي مسيرتها الإدارية، وندرك أنها تشعر نحوه بامتنان شديد، لأنه رشحها قبل سنوات للحصول على درجة الماجستير بدراسةٍ رعتها الفيفا في العاصمة المصرية، بل موّل لها تلك الدراسة من أموال الاتحاد! * أذكر جيداً أن الدولارات التي سددها شداد لتغطية نفقات الدراسة التي خضعت لها الزميلة هنادي أدرجت في ميزانية سابقة للاتحاد كمديونية عليها، لم تسددها حتى اللحظة! * لا شأن لنا بما قدمه شداد لهنادي، بشرط أن لا يتم تسديد فواتيرها على حساب استقرار نادي المريخ. * عليها أن تقدم له فروض الولاء والطاعة بعيداً عن الشأن المريخي. * من حقها أن تدعمه كما تشاء، بشرط أن لا يتم ذلك خصماً على استقلالية واستقرار نادٍ تتبع له الملايين. * إذا أراد الوزيران أن يعلما ما يدور بخصوص المريخ في اتحاد الكرة، وأن يتعرفا على فحوى القرار الصادر من الاتحاد بخصوصه فعليهما أن يخاطبا الاتحاد كمؤسسة، ويطلبا نص القرار. * لا يوجد مجلسان في المريخ حالياً كي يطلب الوزيران الالتقاء بهما. * هناك مجلس واحد، تم انتخابه بجمعية عمومية اعتمد مجلس إدارة الاتحاد مخرجاتها، وأجاز تقريراً قدمته لجنة ثلاثية كلفها المجلس بإدارة الأزمة. * يجب على المجلس المنتخب بقيادة القنصل حازم مصطفى أن لا يقبل الدغمسة الشدادية التي تتم بمشاركة ومباركة الوزيرين، وعليه أن يرفض الجلوس مع الضي وهنادي إذا تمت دعوة أي جهة غير رسمية للاجتماع. * لا يمتلك آدم سوداكال أي صفة رسمية تخوله الجلوس مع الوزيرين، وعلى مجلس المريخ المنتخب أن ينأى بنفسه عن تلك المهزلة، ولا يشارك فيها بأي نهج! آخر الحقائق * لا توجد أزمة في نادي المريخ حالياً. * من يختلق المشاكل ويخالف القانون ويزدري قرارات مجلس هو رئيس اتحاد الكرة، وبحسابات انتخابية بحتة. * على حازم وزملائه أن لا يستجيبوا لأي دعوة يحاول فيها الوزيران خلط الحق بالباطل. * هنادي ليست مسئولة عن نادي المريخ، إلا فيما يتعلق بسلطة المفوضية الولائية في التفتيش المالي لأندية الولاية. * إذا حاولت دس أنفها في الشأن المريخي بأي نهج فينبغي أن تنال رداً حازماً يوقفها عند حدها. * إذا أرادت أن ترد الجميل لشداد وأن تقدم له فروض الولاء والطاعة تقديراً للمساعدات التي قدمها إليها في ما سبق فعليها أن تفعل ذلك بمعزل عن المريخ. * ومن دون أن تستغل منصبها كي تحقق لشداد مآربه الانتخابية * سيشارك المريخ في الجمعية العمومية المقبلة للاتحاد برغم أنف شداد. * بالقطع سيصوت لمعتصم جعفر، لأنه لم يجد من شداد إلا الأذى والاستهداف. * نتوقع أن يحاول الدكتاتور توظيف اللجان الانتخابية لحرمان المريخ من حقه الشرعي في الجمعية المقبلة لاتحاد الكرة. * سيحاول منع المريخ من المشاركة بأي نهج، وهيهات. * إذا عذرنا هنادي على انحيازها لدكتاتور الاتحاد، فما عذر الوزير الاتحادي؟ * ما الذي يدعوه إلى مخالفة قانون هيئات الشباب والرياضة الاتحادي، الذي يلزمه بضمان أهلية وديمقراطية واستقلالية الحركة الرياضية؟ * إذا أراد الوزير معرفة حدود سلطاته في قضية المريخ فعليه مراجعة النص الذي يتعلق بسلطات وصلاحيات الوزير في القانون الصادر في خواتيم العام 2016. * لم يكن نواب رئيس الاتحاد بحاجة إلى الاجتماع بالوزير لو احترم الوزير القانون، وتعامل مع القضية بطريقة مؤسسية. * لو طلب نسخة من قرار مجلس إدارة الاتحاد بخصوص قضية نادي المريخ لما أهدر وقته في الاجتماع مع الدكتاتور. * لمصلحة من يدعم وزير الشباب والرياضة يوسف آدم الضي إدارياً أتت به الفلول لقمة اتحاد الكرة عبر أمانة الشباب التابعة لحزب المؤتمر الوطني المحلول؟ * فرضت أمانة الخراب شداد رئيساً للاتحاد عبر عملية انتخابية فاسدة، شهدت تدخلاً سياسياً سافراً، ورشاوى ضخمة بمليارات الجنيهات. * وزير الثورة يدعم رئيس اتحاد الفلول. * والوزيرة التي تدعي أنها تدعم الثورة تسعى إلى رد الجميل لقائد اتحاد الفلول على حساب المريخ. * لا لتدخل أي طرف ثالث في شئون النادي الأحمر. * آخر خبر: وزيران في حكومة الثورة يدعمان عضواً سابقاً في هيئة شورى المؤتمر الوطني وبرلمان الإنقاذ ولجنة موفقي مؤتمر الحوار الوطني الذي رعاه الرئيس المخلوع.. عجبي ويا للعجب!!