ايمن كبوش (عالجني) يا استاد الهلال.. !! # ظل الاخ الحبيب (ايمن مصطفى طاهر) يحثني على كتابة هذا المقال (الهلال)… كلما التقينا داخل (استاد الهلال) على ايام متابعتنا للقاءات الاعداد.. تملكه الطرب (متمتما) ما بين (كم نظرنا هلال) و(عالجني يا استاد) وهو (العليل) حبا ووجدا واشتياقا لذلك الهلال الذي كانت اعلامه ترتفع على اعلى سارية في بيوت السودانيين، ثم يحج الناس اليه (حفاة) على الاقدام (ميسرتهم) عند بيت الخليفة و(ميمنتهم) في (شارع البابا الطيب عبد الله) مع مدخل الجوهرة الزرقاء.. هاهم (زرق الجباه) يقطعون التذاكر وينوون السفر الى العرضة شمالية، زادهم ازرق بلون السماء… وقلوبهم بيضاء كماء النيل… في دواخلهم شوق الى زغاريد نساء ام درمان و(قوون الغربال) و(فول النوش) وباسطة (ايمن تبن).. اما الفضاء فهاهو يزمجر باهازيج فتية الاولتراس الاشاوس.. والمدرجات تهتف بصوت واحد (هلال).. يا للهلال الذي كان ومازال يعبّر عن سودان العشاق... ويحدّث عن امدرمان والسودان والناس الحنان... يا للجمال الذي يستدعي كل تلك الاغاني (الاماني) ويراقص السمر الحسان.. نحن جند الله.. جند الوطن.. ثم: بسم الله.. بسم الضياء «الامدرماني» الذي يشع ويجتاز الحدود الجغرافية من البقعة المباركة لكي يعبر ويعم حدود السودان القديم.. اما بعد: التحية لهلال الامة.. هلال السودان.. هلال الوحدة الوطنية عندما كان شمالنا حلفا.. وكان جنوبنا نمولي.. هلال المجد.. موحد القلوب في مدينة المساءات السودانية الشجية... عاصمة الحب.. عاشقة الشعر والشعراء والنجوم اللوامع.. غدا الاحد سيكون لكل شارع من شوارعها الضيقة وازقتها الواسعة حياة وانس ورواية وتاريخ جديد.. سيخرج من صلبها طفل متوشح بعلم الهلال.. وسيكون لكل حجر من حجارتها الكريمة وطابيتها وشواطيئها اقاصيص واحاجي تتمدد في عرضتها ثم تسير الى صينية التجاني الماحي ثم الى الاربعين والموردة.. ام درمان.. ذاكرتها الحية سوف تزدحم بحكايا وهدايا واغنيات الغربال وياسر مزمل ومكابي وعبد الرؤوف ولامين جارجو وسينجوني ومحمد المنذر وفدينهو وفوفانا وابوعشرين.. وصلاح عادل.. سوف نعبر كوبري الحديد الى الخرطوم... ويدلف اخرون منا عبر كوبري شمبات الى بحري يا بحرينا... وفي الخاطر، كما هو في خاطر اخي الحبيب (ايمن طاهر)، صاحب « قصائد حب لامدرمان » الشاعر (محمد محمد خير) الذي كتب لنا ذات ضياء: وجاني المنادي ينادي بيك وسرت زي الضو عليك وصرخت يا جنة بلال عالجني يا عابدين شرف سامحني يا استاد الهلال الليلة يا ام درمان بشوف كل المدن في توب سماحتك تنهجك زهت الفتيحاب بالشمش واتبسمت بانت على وش أب كدوك والعرضة غنت من مطامير الحقيبة الصادحة هم ما بشبهوك من يوم ولدتي العاشقين ما شفتي يوم بيت ناس ابوك وعشق المدن توّر علىّ جرح الغرام غرامي ليك .. خايف ... بي جمالك يشدهك واتلملمن بنوت فريق القلعة غنن من شعر ناس ابو صلاح يا الله لزمني الجراح انا ما حبيس سجن التلج لكني مطلوق السراح # اعود واقول انني في انتظار لقاء الغد.. لكي اكتب بتلك اللغة التي تدهش.. ثم اقول شكرا لامدرمان التي اذاعت البيان الاول لانقلاب الهلال الذي سيحكم السيطرة على منطقة شرق ووسط افريقيا باجتياز عقبة سان جورج الاثيوبي... اي 11 مقاتل من حملة الجواز الازرق.. سيحسموا المعركة من جولتها الاولى.. عيسى فوفونا.. بانغا.. فيدينهو.. الطيب عبد الرازق.. ابراهيم ايمورو.. سينجوني ومحمد المنذر وعبد الرؤوف وياسر مزمل ومكابي والغربال.. والبقية.. كلهم.. كلهم سيكونوا جدرانا يتكئ عليها فرحنا القادم.. أليس ذلك كذلك يا عليقي.. يا خالد بخيت.. أليس هذا هو الهلال يا عبد المهيمن.. ؟ نتمناها فرحة هلالية بطعم حبشي يشبه نغم (الهلال دوّر حديدو).. فترقص اديس ابابا حزنا على فتاها المدلل سان جورج ؟!