عبدالعزيز المازري لا يوجد خصم سهل... وسانت لوبوبو ليس نزهة** الهلال هذا الموسم فريق يعرف طريقه جيدًا... يمتلك خبرة، شخصية، وتوازناً جعله يبدو أقرب فرق المجموعات إلى هوية البطل. لكن البطولة لا تُنتزع بالتمني، ولا تُحسم بالثقة وحدها، بل تُكسب باحترام كل خصم، صغيرًا كان أو كبيرًا، لأن كرة القدم لا تعترف بمفهوم "الخصم الأسهل". قرأت ما كتبه الزميل محمد عبد الماجد عن أنّ مواجهة سانت لوبوبو أسهل من مواجهة المولودية، ومع كامل التقدير لوجهة نظره، إلا أن واقع الكرة يبتعد كثيرًا عن هذا الطرح. فالهلال أمام خصم لا يتعب، سريع في بناء الهجمة، قوي بدنيًا، ويملك رغبة تعويض خسارته الأولى، وهذه كلها عوامل تجعل المباراة القادمة أكثر تعقيدًا مما يتصور البعض. فالفريق الذي يدخل اللقاء بغضب وبروح التحدي يكون أخطر من الفريق المتماسك أصلًا. نحن بحاجة إلى وعي أكبر؛ احترام الخصم ليس خوفًا، بل قراءة صحيحة لكيف تُدار المباريات. المولودية فريق دفاعي، يمكن احتواؤه، والهلال تجاوزها بامتياز لأنه فرض نسقه منذ البداية. لكن لوبوبو نموذج آخر... خصم يضغط، يركض، ويبحث عن المساحة بأي ثمن، وهذه مدرسة تختلف تمامًا عن مدرسة شمال أفريقيا التي كثيرًا ما يكون خطرها خارج الملعب أكثر منه داخله. القول إن الهلال سيجد الطريق أسهل لأن المباراة أمام فريق من الكونغو فيه قدر كبير من التبسيط. كرة اليوم لا تُقسّم بهذا الشكل، ولا تُقاس بهوية الجغرافيا، بل تُقاس بقدرات اللاعبين ومنسوب الإصرار في يوم المباراة. والهلال لا يحتاج لمن يُخبره بأن خصمه ضعيف، بل يحتاج لمن يُذكّره أن الاستسهال أخطر من أي خصم. الهلال قادر، نعم... بل مؤهل ليكون حصان البطولة، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها. لكن القدرة لا تتحول إلى انتصار إذا خرج اللاعبون إلى الملعب بنصف تركيز. المباراة القادمة هي الامتحان الحقيقي، امتحان لصلابة الهلال خارج أرضه، لقدرته على امتصاص الحماس الكونغولي، ولذكاء ريجكامب في قراءة الدقائق الأولى التي ستكون مفتاح اللقاء. إن إرهاق الخصم بنسق عالٍ، واستثمار أخطائه الدفاعية، وتوجيه المباراة وفق شخصية الهلال الجديدة، كلها عوامل قادرة على منح الأزرق ما يريد. الهلال يملك ما يكفي من جودة، لكنه يحتاج أن يغلق الباب أمام نشوة الفوز، وأن يدخل اللقاء بعقلية الفريق الذي يعرف أن المعركة الحقيقية تبدأ الآن. **كلمات حرة:** * احترام الخصم ليس ضعفًا، بل جزء من قوة الهلال الحقيقية. * سانت لوبوبو يدخل اللقاء برغبة تعويض... والهلال مطالب بدخول المباراة برغبة تأكيد. * التفوق لا يُصنع بالأسماء، بل بالشخصية والهدوء في اللحظات الحرجة. * الهلال اليوم أكثر انسجامًا، وأقدر على التحكم في نسق المباريات خارج الأرض. * استسهال الخصم هو أول خطوة نحو خسارة لا يستحقها الهلال. **كلمة حرة أخيرة:** الهلال يمضي بثبات... لكن الطريق لا يُفرش بالورود إلا لمن يعرف أين يضع قدمه. وخصمك القادم ليس سهلاً... ولن يصبح سهلاً إلا عندما يحترمه الهلال كما يجب.