كشف وزير الدولة الإثيوبية للشؤون الخارجية رضوان حسين استعداد بلاده لتبادل البيانات حول سد النهضة مع السودان لتلبية مخاوفه بشأن سدوده الأصغر. وقال رضوان بحسب موقع (إثيوبيا بيزنس) أمس: (أخبرنا السودان إننا مستعدون لتبادل البيانات بانتظام لتلبية مخاوفهم من أجل أمن سدودهم الأصغر، لكن موقفهم يخدم الآن مصالح طرف ثالث أكثر من الشعب السوداني). وأضاف: (إن السودان ومصر لا ينبغي أن يتمسكا بموقفهما لأن الإثيوبيين لا يستطيعون الانتظار إلى أجل غير مسمى وهم يتوقعون الضوء الأخضر للاستفادة من مواردهم)، وأكد أن إثيوبيا قدمت المزيد من الفرص لمصر والسودان للاستفادة من السد. وقال الوزير الإثويبي في حوار مع قناة العربية إن مصر يجب أن تشجع إثيوبيا على الانتهاء من بناء سد النهضة الإثيوبي بسرعة لأنه سيخدم مصر كونه شريان الحياة ومخزن مياه في مواسم الجفاف. أحمد المفتي: إثيوبيا تريد الاجتماع مع السودان من أجل شرعنة ملء السد الأحادي وقال الخبير في المياه أحمد المفتي إن الموقف الإثيوبي موقف غير جاد فيه كثير من المراوغات وزاد أن بيانات التي أطلقتها غير صادقة بخصوص التعاون مع السودان ومده بالمعلومات الخاصة بتشغيل سد النهضة، وأكد أن ما ادعته إثيوبيا ادعاء غير جاد وتابع: لا يمكن لإثيوبيا أن تعطي البيانات متى أرادت هي، أو في الوقت الذي يناسبها وأضاف: إذا أرادت تبادل المعلومات مع السودان ومصر المطلوب أن تطلق بيانات بها التزام تام وجاد ومكتوب لملصلحة دولتي المصب وأشار دكتور المفتي للمتابع لأزمة سد النهضة يعرف تماماً أن إثيوبيا لا تريد أن تعطي المعلومات للسودان ومصر لذلك لا جديد في الموقف الإثيوبي صرحت بذلك أم لم تصرح، ونوه الى أن تصريح الحكومة الإثيوبية الثاني بأنهم لن ينتظروا السودان ومصر من الاستمرارية في التفاوض صحيح وليس جديداً عليهم ذلك اجتمعوا أو لم يجتمعوا في التفاوض هم مستمرون في عمل استكمال سد النهضة وزاد أنهم يريدون الاجتماع مع السودان من أجل شرعنة ملء السد الأحادي من جانبهم خاصة وأنهم من العام 2011م يتصرفون أحادياً فيما يتعلق بالملء والتشغيل وفيما يتعلق بالملء الثالث وجزم المفتي أن المفاوضات مع الإثيوبيين بغير إيقاف أنشطتهم تصبح مفاوضات مضيعة للوقت وتصب في مصلحتهم لذلك لابد لهم أن يبدوا حسن النية والجدية بإيقاف أنشطتهم ويستمروا في المفاوضات التي يعتبرونها مظلة شرعية لعملهم في سد النهضة ولفت الى أن إثيوبيا لن تقف عند هذا الحد، بل ستستمر كما فعلوا في الملء الأول والثاني ومصر والسودان لن يفعلا شيئاً. أبوبكر آدم: السودان وإثيوبيا لن يشكلا خطراً على أمن مصر المائي ويقول الدكتور أبوبكر آدم عبد الكريم الكاتب والمحلل السياسي إن قضية سد النهضة ليست قضية بين السودان ومصر وإثيوبيا، بل قضية دخلت فيها كل الأطراف والمنظمات الدولية والإقليمية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية لإيجاد حل يرضي الأطراف الثلاثة، وتابع: لكن التباعد بين الدول الثلاث في المصالح أفسد اللقاءات وجُمدت القضية وأشار الى أنه بعد التصريحات الإيجابية من الحكومة الإثيوبية تجاه السودان يعني فتح الملف من جديد للتفاهم حول نقاط الخلاف واعتقد دكتور أبوبكر أن هذه الخطوة تعد خطوة متقدمة من الحكومة الإثيوبية للوصول مع السودان الى حل يرضي كل الأطراف وخاصة السودان لأن المصلحة السودانية الإثيوبية في مجال استغلال المياه والطاقة الكهربايئة والأراضي السودانية لمصلحة الشعبين ويمكن أن تحدث نقلة اقتصادية كبيرة لصالح الشعبين وأضاف: من مصلحة السودان التقاط هذه التصريحات وترجمتها الى أفعال خاصة في الظروف الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد وقال: الدول الثلاث كل دولة تنظر الى مصلحتها الخاصة بعيداً عن الأطراف الأخرى بغض النظر عما يتم في اللقاءات الدولية ولفت الى أن السودان وإثيوبيا لن يشكلا خطراً على أمن مصر المائي أو في أي لقاء يجمع بين إثيوبيا والسودان ويكون ذلك على حساب مصر في أي حال من الأحوال وأن مصر طرف أصيل في اتفاقية مياه النيل . أحمد عابدين: إثيوبيا تعمل على شراء الوقت ويرى الباحث السياسي أحمد عابدين أن إثيوبيا تعمل على شراء الوقت حتى تصل الى العمل في سد النهضة الى مراحل متقدمة من أجل أن تصع كل الأطراف أمام الأمر الواقع السودان ومصر وبعد اكتمال السد تبدأ في الحوار والمفاوضات ولفت الى أن مشروع سد النهضة يمثل لإثيوبيا مستقبل أجيال كاملة لذا نجدهم مصرين على المضي في إكمال مشروع سد النهضة وأضاف الحرب التي خاضتها إثيوبيا مؤخراً اعتبرت حرباً مقدسة بالنسبة لهم لأن لديهم ظنون بأن هنالك أيادٍ خارجية لها علاقة بحربهم في إقليم تقراي من أجل زعزعة الاستقرار في إثيوبيا لتنشغل بمشاكلها الداخلية والانصراف عن إكمال العمل بالسد ونوه الى أن نزول أبي أحمد الى ميدان المعركة هو بمثابة دفعة معنوية من أجل الالتفاف حول المشروع الوطني وإنهاء الحرب لذلك وجد تجاوباً كبيراً والتفاف من الشعب الإثيوبي لذلك التقراي لم بنهزموا بالميدان فقط، بل معنوياً، وأضاف أن الوضع الجيوسياسي يدلل أن إثيوبيا تشتري في الوقت حتى تنال ما تريد وتضع الدولتين مصر والسودان أمام الأمر الواقع، وأبدى أسفه على أن مصر مشحونة ومنشغلة على أساس لا يكتمل السد الا حسب الشروط التي تضعها مصر بالإضافة الى أن السودان يعاني من مشاكله الداخلية مضيفاً أن هذا توقيت مريح لإثيوبيا حتى تصرح بالتعاون المعلوماتي مع السودان بمعنى تعالوا ونتعامل مع بعض وبه كذلك رسالة مبطنة لمصر مشيراً الى أن ما تقوم به إثيوبيا عمل استخباراتي كبير وجزم أستاذ أحمد عابدين بأن إثيوبيا لن تتنازل عن شروطها لأنها عملت على قراءة ظروف الدولتين مصر لديها مشاكل بالإضافة لمشكلة طريق شريان الشمال بين مصر والسودان وأزمة الاستيراد والتصدير بين الدولتين، كذلك غياب السودان عن اجتماعات الاتحاد الأفريقي كل هذه الظروف تعمل إثيوبيا على استغلالها من أجل تمرير أجندتها عبر استغلال الوقت. د. فتح الرحمن: الخلافات ما زالت مسيطرة بين الدول الثلاث ويقول رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة النيلين د. فتح الرحمن أحمد، في إفادته إن الخلافات ما زالت مسيطرة على المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، فعلى الرغم من البيانات السودانية المتتالية المبشرة بحدوث تقدم على الصعيد الفني والانتقال إلى النقاشات حول الطبيعة القانونية للبنود التي سيتم التوافق عليها، وإحالتها للفرق القانونية المختصة بالدول الثلاث لمناقشتها، ابتداءً، مشيراً إلى أن سد النهضة مشروع استراتيجي حيوي ويعرف ب"استراتيجية الدفعة القوية" بالنسبة إلى أديس أبابا ولا يتأثر الملف لديها بمواقف الحكومات أو المواقف اللحظية. ويتهم خبراء دوليون في المياه إثيوبيا والنظام البائد، بالتواطؤ في الترويج عن فوائد سد النهضة للسودان، وأن حكومة المعزول كانت تطلب من الوفد المفاوض الموافقة على المقترحات الإثيوبية، وذلك لأغراض سياسية، منها تطلع البشير للدعم الإثيوبي في الوقوف معه أمام المحكمة الجنائية ومنع التمرد، مشيرين إلى أن الملء الثاني للسد سيدخل البلاد في حالة من العطش تارة والغرق مرات أخرى حال تم الملء دون اتفاق، وبعد اكتمال الملء الثاني ل"سد النهضة" طمأنت إثيوبيا السودان ومصر مشيرة إلى أن الخطوة لن تضر أحداً، وقالت السُلطات الإثيوبية وقتها: "تم الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي على نهر آباي (التسمية الإثيوبية للنيل الأزرق) في 20 يوليو الجاري"، وأضافت: "لقد قامت إثيوبيا بملء سدها أثناء موسم الأمطار بحذر وبطريقة مفيدة"، ومراراً تقول "إن السد لن يضر أياً من البلدان وسيظل مكسباً ورمزاً حقيقياً للنمو والتعاون المشترك". دكتور عبدالرحمن: إثيوبيا يمكن أن توفر المعلومات بشأن سد النهضة أما المحلل السياسي الدكتور عبدالرحمن أحمد محمد فقال في إفاداته إنه في حالة استئناف المفاوضات التي تخص سد النهضة يمكن التباحث على كل وجهات النظر السودانية أو المصرية، وأضاف أن إثيوبيا جاهزة للتباحث مع الدولتين. وزاد: لا يخفى على أحد أن إثيوبيا قبل أعوام قبلت بمراقبين وخبراء دوليين لمراجعة وفحص سد النهضة وقدمت المئات من المستندات المتعلقة بسد النهضة وخرجت اللجنة المكونة من الخبراء الدوليين وعضوية الدول الثلاث بتوصيات. ونفذت إثيوبيا التوصيات لأنها تخدم أغراضها الاقتصادية، وأضاف أن وزير الدولة السوداني للموارد المائية البرفيسور سيف الدين حمد أكد أن إثيوبيا نفذت رؤية السودان حول سد النهضة وكلفها ذلك مليار دولار. ولفت دكتور عبدالرحمن الى أن إثيوبيا منفتحة من أجل التفاوض لكن استئناف المفاوضات مرتبط بالأوضاع الداخلية في السودان وإثيوبيا غير المستقرة، وأشار الى أن تبادل المعلومات بين الدولتين لا يحتاج إلى عناء وعدم ثقة، وهي إجراءات يمكن لإثيوبيا أن توفرها للسودان دون أدنى مخاوف من الأشقاء في السودان خاصة وأن السد يخدم البلدين. تقرير – الخواض عبدالفضيل