وصلتني يوم أمس رسالة تهنئة ( محوّلة) من رقم هاتف الأخ الأستاذ السياسي والإعلامي جهير السيرة حسن إسماعيل .. وجدتها فرصة لتحويل الرسالة الجامدة والمعلّبة إلي مادة حيّة تنبض بحرارة ودفء الصلة التي جمعتني بالأخ حسن منذ مدة تجاوزت العقدين من الزمان .. ■ بعثت برسالة صوتية للعزيز حسن أعربت فيها عن شكري وتقديري لتهنئته التي لم أكن مقصوداً بها لعيني وشخصياً وإنما بصفتي أحد أرقام قائمته المسجلة ربما منذ سنوات !! ■ ومما قلته للعزيز حسن .. أفقدتنا تكلنوجيا التراسل الفوري الود والحنيّة والخصوصية التي كنا نجدها في التواصل الهاتفي المباشر .. كان أحدنا ولوقتٍ قريب يحرص علي مباشرة أقاربه وأصدقائه ومعارفه في الدائرة الضيقة بمكالمة هاتفية تحمل نبضات قلبه وصدق مشاعره .. أما في أيامنا هذه فقليلون هم أولئك الذين يقتطعون عمداً جزءاً من وقتهم للحديث والتواصل كفاحاً مع أحد الأرحام أو الأصدقاء أو المعارف .. (الأغلبية مشغولة) بالبحلقة في صفحات تطبيقات التراسل والتواصل وتترك للرسائل المعدّة سلفاً الإنابة عنها في نقل تهنئة بالعيد .. أو رسالة عزاء في والد أو والدة أوعزيز لايمكن لرسالة بلا مشاعر أن تخفف وقع الحزن ومصيبة الفقد .. ■ شكراً عميقاً للأخ العزيز حسن إسماعيل الذي بادلني برسالة صوتية محتشدة بالود والفرح وجميل السلام والكلام .. ■ وللأصدقاء والمعارف الذين يكتفون بالرسائل العامة والجامدة أقول : (رسايل الغاشي والماشي دي ما عندها طعم ولا روح .. لم تصلنا تهنئتكم بالعيد !!) ..