الأطفال عندما يلتقون في الشارع او في الروضة أو في المدارس، أو اذا جمعتهم مناسبة ما.. تجد كل واحد منهم ينظر الى الآخر نظرات تحمل في داخلها أحاسيس وتعابير عن أشياء، وربما لا يفهمها الكثيرون ولكنها تعبر عن شيء خفي في نفس الطفل صاحب هذه (النظرة) التي تكون حادة في كثير من الأحيان.. ونظرة (الطفل) للطفل الآخر ربما تكون اعجاباً لزي أنيق بألوان جميلة زاهية أو نظرة شوق للإمساك بلعبة نادرة يحملها الطفل الآخر.. ولكن الأقرب الى الحقيقة كما أثبتت بعض الدراسات التي أجريت وتتعلق بهذا الموضوع هي نظرة (الغيرة)، فالأطفال يشعرون بالغيرة بمجرد ما يرون أطفالاً مثلهم بملابس جديدة وهيئة نظيفة ومرتبة وقد لا يستطيع بعضهم تحمل هذا الشعور، فيفتعلون المشاكل على الأقل (لتخريب) هندام الطفل الآخر أو (كسر لعبته) المميزة عن الاخريات. كثير من الأمهات لا ينتبهن (لغيرة) أطفالهن، بل ويتجاهلها وأكثر ما تعلق به الأم اذا اشتبك ابنها مع طفل آخر بسبب ما بالقول: (انه حاد في طبعه) وذلك هو حال الاطفال.. (نورا) ربة منزل قالت: واضحة هي غيرة الأطفال وانها لاحظتها في أكثر من مرة عند طفلها (محمد). وقالت: ذات مرة كنا نسير في الشارع فجأة توقف وسحب (يده) من يدى ففي تلك اللحظة كان هناك طفل يلهو بلعبة جميلة لفتت نظر ابني وما كان منه الا ان توجه اليه وأخذ اللعبة وعندما تمسك الطفل بلعبته ، قام طفلي بتحطيمها في الحال وتركه (يبكي)، وأضافت:هذه (غيرة) لا يمكن لأي أم ان تنكرها أو تجد مبررا لطفلها اذا صدر منه تصرف سئ تجاه طفل آخر.. أما (تهاني) موظفة، أكدت وجود (الغيرة) عند الأطفال بصورة عامة كما هي عند الكبار، ولكنها أخطر لأن الطفل لا يستطيع ان يتمالك أعصابه اذ تظهر ردة فعل غيرته سريعا.. ولكن (عائشة) ربة منزل قالت: دواخل الطفل تختلف عن الكبار ولا أظن إذا حدثت مشكلة بين طفلين يمكن ان نسمي هذا الامر (غيرة) ، ويمكن ان نعتبرها شيئا طبيعيا لا يجب ان نقف عنده حتى لا نسبب (عقدة) في نفسية الصغير. واوضحت الأستاذة نهلة حسن بشير الباحثة الاجتماعية ان الغيرة عند (الطفل) تبدو واضحة مثل عين الشمس.. ليست كما هي عند الكبار فهم (يغطونها) بمقدرتهم الفائقة في إخفاء مثل هذا الشعور.. وقالت: على الأسر ادراك خطورة (الغيرة) عند أطفالهم لانهم يمكن ان يضربوا الطفل الذي أخذتهم منه الغيرة بأي شيء في أيديهم ويسببوا له أضراراً، بل يمكن ان يصل الامر الى حدوث جريمة جراء هذه (الغيرة) .. وقالت: الحرمان من الأشياء المحبوبة للطفل من أكبر مسببات الغيرة فبقدر الإمكان يجب ان نوفر ولو القليل من (اللعب والملابس والحلويات والمشروبات) لأطفالنا حتى لا نشعرهم بالدونية، كما يجب أن نعلمهم أن الاعتداء على الغير أو ممتلكاته شئ (عيب) دون ان نزجرهم،لأن هذه (الغيرة) مشاعر طبيعية عند البشر والاطفال جزء منهم، كما يجب على الأمهات والآباء الانتباه لهذه المشاعر والتعامل معها بالطريقة الصحيحة.