تتواصل الهواجس وسط المواطنين فى ظل استمرار تضارب تصريحات المسؤولين بشأن وجود مرض حمى الوادى المتصدع من عدمه،وتأكيد ظهور مرض الحمى النزفية بالبلاد الذى تسبب فى وفاة العشرات من المواطنين بعدد من الولايات، بل وانتقل الى الخرطوم من الولايات التى شهدت حالات اصابة بالمرض خاصة ولايتا الجزيرة والنيل الابيض ..وانعكس تأثيرهذا المرض على اضحية هذا الموسم ،واسهم فى تزايد مخاوف المواطنين من انتقال المرض من الانسان الى الحيوان وأفتى بعض المواطنين قبل العلماء بعدم جواز الاضحية على غرار - لاضرر ولا ضرار - وان المرض قد ينتقل من الحيوان الى الانسان وبالتالى قرر كثير من المواطنين عدم الاضحية والبعض الآخر يعول على الاجراءات التى اتخذتها بعض الولايات من تجميع للماشية واخضاعها للحجر البيطري ومنحها شهادة صحية فى ان تسهم فى توفير ضحية آمنة ،واصبح الناس بدلا من ان يستعدوا للعيد الذى يحل علينا غداً ،ويتبادلون التهاني بهذه المناسبة الدينية ،اصبحوا يسألون بعضهم البعض ..هل انت ستضحى هذه السنة ،ويرد البعض بلا ،ويرد البعض الآخر والله ما عارف اعمل شنو احترنا فى الحاصل هل هناك مرض ام لا، بينما يرد البعض الآخر بنعم . ولكن بغض النظر عن هذا سيضحى وذاك لن يضحى ..يبقى هنالك جانب مهم فى عيد الاضحى سيفقد بريقه وهو - برنامج العيد - .. وهنا تبرز بعض الاسئلة التي تبحث عن اجابة ما برنامج العيد هذا العام فى ظل النزفية ،هل سيكون لعيد الاضحى نفس برنامجه الثابت وطقوسه المعروفة التى فى مقدمتها التركيز على شواء اللحوم ،وأكل المرارة ،وشرب ما يسمى ب(الشربوت) الذى يعد من الطقوس الرئيسية للكثيرين ،بل ويجمع الكثيرين فى طقوس عائلية واجتماعية وشلليات تحتسي الشربوت وتأكل اللحوم المشوية والمشفاة والتى تطهى بطرق معينة وتقدم بطرق معينة ويتم خلالها حديث أنس خاص ...الخ . كما يحمل برنامج العيد استعدادات مكثفة للافراح من مناسبات الختان للاطفال والاعراس وزيارات الاهل والاقارب والاصدقاء، بجانب الاستعداد لعودة الحجاج التى تشمل شراء الهدايا لهم من خراف ومواد غذائية وغيرها من انواع الهديا فضلا عن برنامج الترفيه الاسرية والجماعية ..اي ان برنامج العيد مفتوح وحافل ولكنه هذا العام فى مهب الريح، وسيتأثر فى معظم طقوسه بالنزفية خاصة شواء اللحوم ،وأكل المرارة ،وشرب ما يسمى ب(الشربوت) ،الامر الذى يدعو الكثيرين الى الاحساس بالرتابة والملل فى اجازة العيد ويدفع الكثيرين الى البحث عن برنامج آخر، ومن هنا ندعو الجميع الى التواصل فى العيد ليكون برنامج العيد هو التواصل والتراحم ومن لم يضحى يتصدق بقيمة اضحيته الى الفقراء والمساكين والمحتاجين ،وان يطوروا النمط التقليدي لبرنامج العيد لتكون هذه المناسبة بداية لتفكير جدي فى خلق برنامج عيد بأسس جديدة ومواكبة للتطور وتراعى التقاليد والارث الاجتماعي.. وكل عام وانتم بخير.