طغى اسم أحمد إسماعيل بشارة الذى لم يتجاوز الثامنة والعشرين من عمره على الانباء التى تتحدث عن تشاد طوال الاسبوع الماضى، خاصة بعد ان قتل (72) شخصاً فى اشتباكات بين جماعة اسلامية تابعة له وعناصر من الشرطة التشادية مساء الاربعاء الماضى متجاوزاً حتى أنباء انسحاب الصليب الأحمر عن تشاد. والداعية الاسلامى الشاب أحمد بشارة احد الشيوخ المحليين للطريقة التجانية بمنطقة كونو التى تقع فى الجنوب الشرقى لتشاد، وتبعد عن عاصمتها انجمينا مسافة ثلاثمائة كيلومتر. وتفيد التقارير الاخبارية الواردة من تشاد ان المواجهات المسلحة بدأت بشدة ليلة الاثنين الماضية عندما حاولت قوات الأمن منع الداعية بشارة من إلقاء خطبته، وانتهت ليلة الأربعاء. وقالت انها اضطرت للتحرك ضد بشارة لمنعه من اثارة حرب دينية في البلاد. وقال وزير الاعلام محمد حسين مفسرا لجوء الحكومة الى استخدام القوة «تصرفات أحمد اسماعيل بشارة كان من الممكن ان تغرق البلاد في النار والدم.» وكشف وزير الامن أحمد محمد بشير انه ومنذ الثالث من يونيو وهو يدعو جميع المسلمين الى الاستعداد لخوض حرب مقدسة ضد المسيحيين والملحدين قائلا ان تلك الحرب ستنطلق من تشاد وصولا الى الدنمارك. واضاف الوزير ان الداعية كان يدعي انه رسول الله ولا يتناقش مع الدولة، وكان يدعي احيانا انه المهدي او احد تلاميذه. ورفض فى ذات الوقت استقبال بعثة حكومية قبل ان يرسل انصاره المسلحين لمهاجمتنا. وأوضحت مصادر أمنية تشادية أن قوات الأمن اشتبكت مع أتباع بشارة الذين تسلحوا بأسلحة بدائية (السيوف والرماح والأقواس) لمواجهة عناصر الشرطة الذين ردوا باطلاق النار. وكشف وزير الأمن التشادي للصحافيين في العاصمة انجمينا الخميس الماضى عن أن (66) من أتباع رجل الدين لاقوا حتفهم وأصيب (51) آخرون بجروح خطيرة في الاشتباكات التي وقعت في كونو، اضافة لاصابة ستة من عناصر الأمن. وقامت السلطات التشادية بعرض بشارة على الصحافيين هو وسبعة من أتباعه المعتقلين. ووصف وزير الامن أتباع بشارة بأنهم (مسممون بتطرف لا يمكن وصفه... الى حد يقترب بهم من شفا الجنون)، واضاف انهم كانوا يلقون بأنفسهم أمام القوات الحكومية معتقدين فيما يبدو انهم محصنون من الرصاص. وقال الوزير إن أتباع بشارة سيطروا على قرية كونو وأحرقوا أربع كنائس ومركزا للشرطة ومركزا صحيا بالاضافة الى احراق (158) منزلا تخص من رفضوا الانضمام الىهم. وقال بشير (وأمام كل ذلك لم يكن بوسع الحكومة أن تقف مكتوفة الىدين دون أن تحرك ساكنا). وقال وزير الأمن: (انها محصلة تدعو للاسف لكننا نعتقد أننا نسيطر الآن على الوضع الذي سببته أفعال هؤلاء الارهابيين). غير ان حمودة احمد معروف (احد معارضى ديبى) استبعد تماما ان يكون لشيخ الطريقة التجانية بشارة أىة علاقة بتنظيم القاعدة أو أى تنظيم ارهابى، وان الطريقة التجانية كما هو معروف عنها جماعة دينية معتدلة، ويذهب حمودة الى ان حكومة انجمينا تسعى للفت انظار الرأى العام الغربى، واخافته بفزاعة الاسلاميين المتشددين. ويواصل حمودة معروف ل «الرأي العام» فى طرحه ويقول ان الشيخ بشارة من المعروف عنه انه يواصل دعوته، وتعلىمه لتلاميذه بالخلاوى فى تلك المناطق النائية، والفقيرة. ويضيف: بشارة وآخرون دعوا المجلس الاعلى للشئون الدينية التابع لنظام انجمينا، لتطبيق الشريعة الاسلامية منذ العام 2005م، ولكنه لم يستجب لهم. ويقدر عدد سكان تشاد بحوالى «8.3» ملايين نسمة حتى العام 2002، وتبلغ نسبة المسلمون أكثر من «80%»، اما بقية السكان فيتوزعون بين النصارى واللادينيين، ويتركز المسلمون في المناطق الشمالىة الصحراوية، والوسطى شبه الصحراوية. أما في الجنوب فتبلغ نسبة المسلمين حوالى «60%» حيث تختلط هنالك قبائل وثنية ونصرانية. وقد دخل الإسلام الى تشاد في أواخر القرن الخامس الهجري في عهد مملكة كانم، وانتشرت الدعوة الصوفية في تشاد في عهد الدولة العثمانية، فانتشرت الطرق الصوفية في تشاد خاصة التيجانية والقادرية والختمية والسنوسية، وتعتبر الطريقة التجانية ذات ثقل كبير فى تشاد. ويقلل بشير السمانى (السياسى التشادى) مما حدث، ويعتبر انه حادث صغير، الا ان السمانى يذهب الى ان الحكومة التشادية تسعى لتألىب اوربا وامريكا ضد السودان، فى حلقة جديدة، تقوم على اخافتهم من تيار اصولى متشدد يأتى من الشرق فى تلميح لتلقيه دعماً من السودان. ويضيف ل «الرأي العام» ان انجمينا تريد ان تلفت نظر امريكا بأن مصالحها النفطية فى جنوب تشاد والتى تقدر ب (6) مليارات دولار، قد اقتربت من (قبضة) الارهابيين الاصوليين. ويلفت السماني الى أن الطرق الصوفية وعلى رأسها التجانية تقوم الآن بدعوة قوية للإسلام بالحسنى في الجنوب التشادي الأمر الذي قاد لإسلام عدد من قيادات المجتمع، ومن ثم إسلام مجتمعاتهم بأكملها، ويختم قائلاً: «لم يدخل الإسلام السياسي بعد الى تشاد».