يشير تقرير داخلي جديد عن بعثة الاممالمتحدة في السودان الى «دروس» مستفادة من الاسلوب الذي تصرفت به قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية خلال الهجوم الذي وقع على منطقة ابيي مايو الماضي. واتهم ريتشارد وليامسون مبعوث الولاياتالمتحدة الى السودان قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في المنطقة بالاختباء داخل ثكناتها خلال القتال الذي اندلع في مايو بدلا من حماية المدنيين بموجب التفويض الممنوح لها. ويقول جزء من التقرير الخاص بقوات الاممالمتحدة والذي اطلعت علىه رويترز ان الاممالمتحدة حددت عدة «دروس» ستؤخذ من تقييم اعمال قوات الاممالمتحدة رغم انه لم يقدم اي تفاصيل عن ارتكاب اخطاء. ورفض اشرف قاضي مبعوث الاممالمتحدة الخاص الى السودان تصريحات وليامسون الشهر الماضي قائلا ان «قوات الاممالمتحدة في السودان لا تمتلك القدرة ولا التفويض للتدخل عسكريا.» ويقول التقرير الجديد الذي جاء في اعقاب طلب من مجلس الامن الدولي للتحقيق بشأن ما حدث في ابيي ان افراد قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة قاموا بإيواء وحماية حوالى 100 مدني لجأوا الى مجمع الاممالمتحدة.لكن مراسلا لرويترز كان حاضرا في مجمع الاممالمتحدة وقت الهجوم رأى الاوضاع بصورة مختلفة. وقال المراسل ان قوات الاممالمتحدة رفضت في باديء الامر السماح للمدنيين بدخول المجمع لكن المدنيين شقوا طريقهم في نهاية المطاف الى داخل المجمع بعد ان بدأ قتال عنيف بين القوات الشمالىة وقوات جنوب السودان. ولم يكن لدى ادارة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة اي تعلىق فوري. وقال عدة دبلوماسيين بالاممالمتحدة لرويترز فضلوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية القضية انهم يشعرون بالقلق من ان يكون التقرير الخاص بافعال قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة خلال هجوم ابيي عملية «طمس للحقيقة» او بمعنى آخر محاولة لجعل الامور تبدو وكأن قوات حفظ السلام الزامبية لم ترتكب اخطاء. ويقول التقرير ان اجراء مراجعة لمستويات القوة في ابيي سيكون جزءا من دراسة القدرات العسكرية لقوات حفظ السلام الدولية. وهذه ليست المرة الاولى التي تواجه فيها قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة اتهامات بالتخلي عن المدنيين في وقت الشدائد. فقد اثيرت اتهامات مماثلة على نطاق واسع ازاء الطريقة التي تصرفت بها قوات حفظ السلام خلال الصراعات في رواندا والبلقان.