لعل القارئ الحصيف للحوار الذي اجراه الاستاذ سنهوري عيسى مع السيد الامين العام للنهضة الزراعية المهندس الزراعي عبدالجبار حسين بصحيفة (الرأي العام) الصادرة بتاريخ 24 يوليو الماضي يدرك دون عناء فحوى ومغزى افادات الاخ عبدالجبار حسين عما يتوقعه المرء من نتائج جد متواضعة -وجدت - للبرنامج التنفيذي للنهضة الزراعية في عامها الاول (2008- 2009) للاسباب التي اوردها الاخ عبدالجبار حسين وبرغم قناعتنا الراسخة بان المال هو عصب الحياة ومن اهم المدخلات لتنفيذ اى برنامج، فاننا في السودان نهييء الناس لانتظار بشريات هي بعيدة المنال إلا بشق الأنفس في ظروف السودان ،ونجعل المواطنين في حالة انتظار دائمة لتحقيق تلك الآمال والطموحات المبشرة بها ثم يفاجأ الجميع بحصاد السراب في نهاية المطاف. قبل الاطلاع على ذلك الحواركنت جد متفائلاً بتحقيق نبواءت النهضة الزراعية في مراحلها المختلفة لأني أومن ايماناً لا يتزعزع بان النهضة الزراعية هي مدخل ومخرج السودان من كثيرمن مشاكله المستعصية اذا تهيأت ظروف نجاحها. اننا في السودان ما زلنا نخطط على الورق وطالما استمرالوضع عندنا كذلك فسنجنى السراب في كل خططنا وبرامجنا غيرالواقعية.. نسمع من يدعى ان أهل الزراعة هم السبب في عدم تحقيق اهداف النهضة الزراعية دون المام كامل بالمحددات الحقيقية التي تواجه الزراعة ببلادنا.. ماذا يعمل اهل الزراعة تحت اشراف مؤسسة الرئاسة وعضوية كافية الجهات ذات الصلة بالقطاع الزراعي لجعل البرنامج النهضوي للزراعة واقعاً؟ لقد أكد الاخ عبدالجبارحسين في افاداته ان تمويل الموسم الزراعي (2008- 2009) وتدبره اصبح همهم وليست النهضة ، ولعل المفيد في هذا الحواران البعض من الشعب السوداني قد أُخطرمبكراً بعض الشئ بمآلات الاحداث المتدفقة لبعض برامج النهضة المتوقعة بنهاية الموسم (2008- 2009). وعندما سئل الاخ عبدالجبارحسين عن البدائل المتاحة لسد الفجوة التمويلية للبرنامج افاد سيادته بان البدائل هواللجوء للقروض، وقد مضى من زمن الموسم الصيفي (2008- 2009) ما لا يمكن التعديل فىه للحاق بما فات اوادراك ما سيأتي لضيق الوقت وخاصة في القطاع المطرى ،وأرجو ان يكون الذي حدث ويحدث درساً نستفيد منه هذه المرة وقد اثبتت التجارب العلمية اننا لا نستفيد كثيراً من مثل هذه الدروس المتكررة. هنالك نقطة مهمة استخلصتها من حديث وحوارالاخ عبد الجبار حسين وهو يتحدث عن تفاصيل الأنشطة المراد تنفيذها بواسطة المجلس الاعلى والامانة العامة للنهضة الزراعية فى القطاع الزراعى وكأن سيادته يتحدث عن الغابات والوزارات الاخرى المعنية او نيابة عن وزرائها وليس باعتبارالمجلس الاعلى للنهضة الزراعية مرجعية داعمة لتأكيد تحقيق البرنامج التنفيذي للنهضة الزراعية. لقد تحدثت في كافة المقالات التي تناولتها عن النهضة الزارعية وحذرت من التنازع والاصطراع حول الاختصاصات والصلاحيات عند تطبيق وتنفيذ برامج النهضة الزراعية بين الامانة العامة للنهضة والوزارات والقطاعات ذات الاختصاص كوزارة الزراعة والغابات بصورة اساسية باعتبارها معنية في المقام الاول بتحقيق اهداف القطاع الزراعي بالتنسيق مع الآخرين، أنا أرى ناراً او وميضاً منها تحت الرماد!! هل يوافقني أحد في هذا التنبؤ؟ لذلك انا أدعو الاخوة الزراعيين وكل المهتمين بالنهضة الزراعية في القطاع الزراعي بقراءة ذلكم الحوار المهم حول مسارالنهضة الزراعية مع الاخ عبدالجبار حسين والعمل سوياً لتصويب مسارها وتجاوز ما يمكن تجاوزه من مهددات تقف حائلاً دون السيرفي الدرب الصحيح وتحقيق الاهداف المرحلية للنهضة الزراعية وكلي أمل ان يستدرك اهل السودان ما يمكن ادراكه قبل فوات الأوان من اجل انجاح المسيرة بحسابات دقيقة وبمشاركة واسعة من الجميع وبإخلاص.