تشهد دوحة العرب العاصمة القطرية الناشطة في المنطقة والعالم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. والمتطورة دوماً، تشهد بعد غدٍ القمة الثامنة والعشرين لمجلس التعاون الخليجي. وتأتي هذه القمة في ظروف عربية وخليجية غاية في الدقة والأهمية. واستطاعت دولة قطر بقيادة أميرها وقائد ركبها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرجل صاحب القدرات الهائلة، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية أن تتبوأ مكانة سامية في منطقة الخليج. ومنطقة الخليج.. هي أهم منابع النفط في العالم.. لذلك تتزايد عليها الأخطار يوماً بعد آخر، هذه المخاطر التي تواجه دول الخليج.. وتهدد أمنها وسلامة أراضيها، يتطلب الأمر إيجاد نوع من التنسيق الكامل بين هذه الدول. لذلك لم تنجح كل المشروعات السابقة التي سبقت مشروع مجلس التعاون الخليجي.. ونجح هذا المشروع لجديته والذي يدعو دول مجلس التعاون الخليجي بإقامة أوسع دائرة للتعاون الاقتصادي والبترولي والصناعي والثقافي. وأهم القضايا التي تواجه المجلس في دورته الحالية هي أزمة الملف النووي الإيراني والتربص الأمريكي والأوربي ببرنامج إيران النووي الذي أكدت أنه برنامج سلمي وليس حربياً. وقد أكد أصحاب الجلالة والسمو ملوك وأمراء دول الخليج حرصهم على حضور هذه القمة المهمة.. والذين سيبدأ وصولهم الى مطار الدوحة بدءاً من يوم الاثنين بعد غدٍ حيث يتم افتتاح القمة في الثالثة من بعد ظهر الاثنين وتستمر لمدة ثلاثة أيام. سمو أمير قطر سيلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية ومن المتوقع أن يتناول فيها أهم المخاطر والتحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة في ما يتعلق بالأمن الإقليمي واستقرار دول المجلس. وسوف يواصل القادة اجتماعاتهم في جلسة مسائية في اليوم نفسه ثم جلسة مغلقة قبل ظهر الثلاثاء.. على أن تعقد الجلسة الختامية في اليوم التالي. ومن المتوقع أن يجري القادة مجموعة من اللقاءات الثنائية والجماعية على هامش القمة. الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي سعادة السيد عبد الرحمن بن حمد العطية أكد في تصريحات مهمة لوكالة الأنباء الفرنسية أمس بتأييد مجلس التعاون الخليجي للجهود السلمية لحل أزمة الملف النووي الإيراني مؤكداً أن التصعيد لا يسهم إلا في تعقيد الأمور مشدداً على أن الأسرة الخليجية ترفض إدخال العامل العسكري في الملف النووي داعياً الأطراف كافة بما في ذلك إيران للعودة الى لغة الحوار بدلاً عن لغة التصعيد. وقد رحب مجلس الوزراء القطري بانعقاد هذه الدورة في الدوحة. ان التصريحات التي أدلى بها سعادة الأمين العام لمجلس التعاون حول أهمية لغة الحوار ورفض لغة التصعيد في ما يتعلق بالنووي الإيراني.. هو موقف يعبر عن الحكمة والرأي السديد الذي يجنب المنطقة كوارث لا أول لها ولا آخر إن سادت لغة التصعيد والتصعيد المضاد الأمر الذي يؤدي الى ما لا يحمد عقباه. فبالحوار.. يمكن أن يصل الجميع الى قواسم مشتركة تمثل الحل الأمثل. ان مجلس التعاون الخليجي جزء لايتجزأ من الأمة العربية المجيدة.. وكذلك جزء من الجهد العربي ويجب أن يكون نواة لمجلس عربي قوي يتميز بفعالية قوية وباقتصاد قوي يستطيع أن يفرض سياساته على الجميع ويستطيع أن يحافظ على موارده بعيداً عن الأطماع الغربية. ويدافع عنها بجيش عربي قوي يحافظ على كل المكتسبات التي تحققت للجماهير العربية عامة ولجماهير دول مجلس التعاون الخليجي خاصة والتي تتميز بوضع أفضل من كثير من مواطني أوربا. وتنتظر كثير من الدول العربية التي تقع خارج منظمة مجلس التعاون الخليجي نتائج إيجابية وقرارات مهمة حول الاستثمار الخليجي في تلك البلدان.. وزيادة حجم هذا الاستثمار الذي نجح في كثير من الدول العربية التي بدأت دول المجلس مجتمعة ومنفردة في الاستثمار في المشاريع الزراعية والصناعية الكبرى. ان في السودان ومصر وغيرهما من بلدان الوطن العربي أراضٍ واسعة للاستثمار وتتوافر المياه والتربة الخصبة الصالحة لقيام شتى أنواع المشروعات الزراعية والصناعية التي يمكن أن تخلق من السودان وغيره سلة غذاء للعالم، خاصة أ قوانين الاستثمار في السودان تضمن أموال المستثمرين وتقدم لهم من الإمتيازات التي لا توجد إلا في السودان، وهي التي استطاعت أن تجذب الكثير من شركات المستثمرين العرب الى السودان وأقاموا مشرعات ناجحة للغاية. أقول قولي هذا وأنا مغادر الى الدوحة لحضور هذه القمة المهمة.. وأشكر الذين تكرموا بتقديم الدعوة لي ولصديقي الأستاذ عادل الباز رئيس تحرير صحيفة (الأحداث) ونأمل أن نكون عند حسن ظنهم في عكس قرارات ونتائج هذه القمة.. كما نأمل أن تتاح لنا الفرصة في لقاء عدد من المسؤولين الخليجيين المشاركين في هذه القمة.. والله الموفق وهو المستعان.