كل شيء في جريمة مقتل عبدالرحمن عباس رحمة سائق الدبلوماسي الأمريك الذي قتل معه أمس بدا لأسرته غريبا ومفاجئا..في حوالى الساعة السادسة صباح امس تقريبا حضر مندوب من السفارة الامريكية الى اسرة عبدالرحمن يبلغهم فيها بالخبر. وعلى متن السيارة التي جاء بها المندوب تحرك والد عبدالرحمن “عباس رحمة محمد” وصهره”فخرالدين محمد على” الى المستشفى حيث كان جثمان ابنهم عبدالرحمن مسجيا..بعد ان سمح لهم بمعاينة الجثمان “يقول فخرالدين” تأكدنا من ان الجثة هي لعبدالرحمن..وهناك وجدنا مندوباً من السفارة الامريكية لم يزد على عبارة «so sorry»حسب افادات الطبيب كما ينقل عنه فخرالدين فقد اصيب عبدالرحمن بطلقة في الكتف واخرى في العنق وثالثة في الانف اخترمت جزءا منه..وكانت القاتلة تلك التي اصابته في عنقه واخترقته ثم اصابت موظف المعونة الامريكي جون مايكل. اسرة عبدالرحمن “ابوه وعمه وصهره” تحدثوا الينا عن ابنهم وغلالة من الحزن تلفهم على فقد عزيزهم وخلو صيوان العزاء من مسؤول يشفي غليلهم يفكون طوقها بجميل الصبر وتعديد مآثر ابنهم وسيرته التي تقول ان عبدالرحمن من مواليد مدينة الخرطوم العام 1967 له خمس شقيقات وثلاثة اشقاء توفيت والدته اما والده عباس رحمة فما زال على قيد الحياة.. ..تلقى عبدالرحمن تعلىمه حتى المرحلة الثانوية.. تزوج قبل حوالى العامين وله طفل “مجتبى” احتفل معه بعيد ميلاده الاول مؤخرا..عمل سائقا في احدى شركات الليموزين لتأجير السيارات وجمعه هذا العمل مع موظفي مكتب المعونة الامريكية ثم كان بوابة التحاقه بالعمل معهم بصفة رسمية قبل عدة سنوات كما يروي عمه محمد رحمة. لم يكن عبدالرحمن متوسعا في علاقاته الاجتماعية ولكنه كان متدينا وملتزما له علاقاته بالمصلين بزاوية الحي بجبرة وزملائه في العمل وهؤلاء هم الذين حصر عبدالرحمن علاقته معهم..كانت هذه هي افادة صهره فخرالدين لنا ويبدو انها كذلك كانت جزء من افاداته لرجال الشرطة الذين وجهوا الىه بعض الاسئلة في المستشفى. الروايات تتضارب حول الحادثة .. هناك من يزعم ان عبدالرحمن انزل شخصين في مدينة العمارات قبل ان يتوجه والامريكي جون الى الرياض،حيث لحقت بهما سيارة صغيرة وامرتهما ان ينتحيا جانبا ثم اقتربت منهما وقام من بداخلها باطلاق النار عليهما من الجهة التي كان فيها عبدالرحمن..التضارب شمل حتى شهود العيان فمن قائل ان شخصا يسكن بجوار مكان الحادث سمع وهو في الطابق العلوي صيحات استغاثة من الامريكي جون “help..help “ فنزل على اثرها ووجد الامريكي ممسكا بهاتفه النقال يحاول ان يتحدث الى السفارة الامريكية ولكنه لم يستطع ان يكمل مكالمته فتولى هذا الشخص عملية اخطار السفارة ومن ثم الشرطة..ورواية اخرى تشير الى ان صاحب بقالة هو الذي قام بابلاغ الشرطة.. اقارب عبدالرحمن الذين تحدثوا الىنا قالوا انهم لا يعرفون على وجه الدقة ما اذا كان هناك شهود عيان ام لا؟. عبدالرحمن كان يتحدث الى صهره فخرالدين بعد مغرب امس الاول الاثنين وقبل ساعات فقط من وفاته حول العام الجديد وضرورة ان تكون لحظات الاحتفال به لحظات تعبد وهجرة الى الله.. بعدها ذهب الى عمله في ذاك المساء وعند الساعة الواحدة تماما من صبيحة العام الجديد اجرى مكالمة هاتفية مع زوجته هنأها فيه بالعام الجديد وتبادل التهاني مع زملائه في العمل وكانت تهنئة احد زملائه كما حكى لأهله في صيوان العزاء انه قال لعبدالرحمن”ان شاءالله عام 2008 يكون سعيد”فأجابه عبدالرحمن”ان شاءالله يكون سعيد”..ولكن الامور سارت من بعد ذلك على غير ما تمناه وتوقعه زميل عبدالرحمن وعلى غير ما تمناه وتوقعه عبدالرحمن.