التسوق في (المولات) .. مابين التباهي والحاجة في منتصف الالفية الثالثة ومع دخول التكنولوجيا على جميع مجالات الحياة المختلفة،خاصة فيما يتعلق بمظهر حياة المواطن وترقيتها، والعمل على ترفيه الاسر في التسوق الحديث بدلا عن (البقالات) و(الكناتين)!! جاء (السوبر ماركت) فأذهل المواطنين خاصة (ربات البيوت) فتركوا (دكاكين) الأحياء وباتوا يهاجرون الى (السوبر ماركت) ان كان في منطقة بعيدة عن الحي ويجلبون كل احتياجاتهم في استمتاع ونشوة، ثم بعد ذلك زحفت الى مجتمعنا (المولات) الكبيرة بداية بمركز (عفراء) للتسوق الذي لم يكن مجرد (مول) للتسوق، بل شكل كل وسائل الترفيه التي جذبت حتى المواطن العادي الذي لا يستطيع ان يشتري احتياجاته منه، وبعد (عفراء) غطت هذه (المولات) بشكلها الراقي احياء كثيرة في العاصمة المثلثة بعد ان كانت حصرية على احياء معينة. البقالات والمولات التجارية الكبيرة بكل ما تحوي من أشياء فخمة وراقية ما هي إلا نقلة في تطور (الكناتين والدكاكين) عبر الزمن لتصل إلى شكلها الحالي وتلبي جميع متطلبات الأسر وتتفاوت في الخدمات بين الأحياء ومستويات ساكنيها، ولم تقتصر على الأحياء القريبة منها فقط، بل من الممكن أن يرتادها الناس من كل اتجاه وخدماتها لا تقتصر على المواد الاستهلاكية فقط بل تجمع بين الترفيه والتسوق، كما لا فرق بينها وبين تلك الموجودة في العالم. وهنالك من يذهب إلى المول بغرض التباهي حتى إذا كانت جميع طلباته متوفرة في اقرب دكان إليه حتى يشاهده جيرانه واصدقاؤه أنه يشتري من المول الراقي، وعندما يجلس في مجتمع لابد ان يتحدث انه لا يشتري الا من المول (الفلاني).. بما ان (الدكان) رغم بساطة محتوياته وقدم وجوده وسط الأحياء ظل مسيطرا حقبا كثيرة حتى منتصف الالفية الثالثة، ويوفر كل احتياجات الأسرة البسيطة والتي اختفت تدريجيا وأصبحت لها محلاتها الخاصة، هجرها المواطن الذي يلجأ اليها عندما يحتاجها بشدة في وقت لا يستطيع فيه الذهاب الى (مول) بعيد. إلا ان هناك بعض البقالات في الأحياء تشابه (الكنتين) مع بعض التطور والحداثة فهي تجمع بين محتويات الدكان والمتطلبات والخدمات الحديثة لتصبح ك(السوبر ماركت)، وهناك (المولات) تقدم للزبون كل ما يريده دون عناء حيث توجد كل متطلباته فنجد ثلاجات اللحوم والمواد التموينية والحلويات ومختلف المشروبات والعصائر وفي بعضها حتى (الازياء والاحذية والثياب والحقائب) بأنواعها. ترى الكثيرات من (ربات البيوت) أن المولات رغم محدودية وجودها في أحياء بعينها وغيابها عن الأحياء الشعبية، إلا أنها وفرت الكثير على الزبائن وربات الأسر بالتحديد وحددت الهدف والاتجاه لاحتوائها على كل ما تطلبه الأسرة، وقد أصبحت أسعارها معقولة، ولكن (أسماء) موظفة قالت: أن احتياجاتهن (للدكاكين) مازالت قائمة ووجودها الظاهر وسط الأحياء لغياب بعض الاحتياجات البسيطة التي لا توجد في المول أو السوبر ماركت.. ووافقتها (حنان) (ربة منزل) بقولها: رغم التطور والحداثة يظل الدكان مكملا للسوبر ماركت و(المول) ووجود (الدكان) وسط الأحياء ضروري وقد يكون غيابه أو تغيير شكله وما يحتويه من أشياء محلا للحاجة أحيانا.. تدرج الدكان إلى سوبر ماركت والى (المول) ضرورة عصرية وغياب أشياء وحلول أخرى أمر طبيعي لهذا التطور واختلاف الزمان والمكان هو الذي يفرض علينا التعامل مع السوبر ماركت والتخلي عن الدكان.