الإخوان سوف يكسبون الشارع بإعادة محاكمة الرئيس مبارك حسب تصريحات محمد مرسي هذه العبارة قالها أحد الأشقاء المصريين بالسودان للأستاذ عبد الباسط سبدرات ... وأراد أن يخبره بفوز الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين بمنصب رئيس جمهورية مصر الشقيقة.ولم يكن مفاجئاً فوز الدكتور مرسي ، نسبة للجماهيرية الواسعة التى يتمتع بها تنظيم الإخوان المسلمين فى مصر ... والذى تغلغل وسط الأحياء الشعبية وظل يقدم لهم العلاج والدراسة وكافة المعونات التى تساعد الفقراء العاديين والمستنيرين .وبالرغم من أن الفارق بين د. مرسي والفريق أحمد شفيق ضئيل إلا أن الإخوان المسلمين فى مصر تعاملوا مع المعركة الإنتخابية بذكاء شديد ... حتى حققوا الفوز ...، هذا الفوز الذى لم يكن منسجماً مع جماهيرية الإخوان فى مصر .إن كثيرا من جماهير مصر غير المنتمية لأى تيار أو حزب سياسى متخوفة من تجربة الإخوان المسلمين الأولى فى الحكم ، خاصة التجار والفنانين ورجال الأعمال والأقباط .لكن د. مرسي سارع ببث الطمأنينة فى نفوسهم ... والمجلس وبذكاء شديد ضمن تأييد شباب وأحزاب الثورة له ...، وتعامل مع كل الأحداث التى مرت بهدوء وذكاء منقطع النظير .إن حل مجلس الشعب بقرار من المحكمة الدستورية ... سوف يشل حكومة د. مرسي ...، وهناك قضايا معقدة تنتظر قرارات ذكية من المجلس العسكري ... وكلها تستهدف سحب البساط من حكومة د. مرسي ... لكن الإخوان سيكونون للمجلس بالمرصاد ... وهم يتهيأون الآن لإفشال وإحباط أية محاولة إنقلاب عسكرى يقوم بها المجلس أو يحرض عليها .الإخوان سوف يكسبون الشارع بإعادة محاكمة الرئيس مبارك حسب تصريحات محمد مرسي ، قبيل بدء الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة ، وبهذا كسب كثيرون من شباب الثورة .مصر فى أشد الحاجة إلى استقرار سياسى ، يعيد إليها مجدها القديم وألقها المعروف ، لأن شهور الثورة الطويلة خلقت العديد من السلبيات وعدم الإستقرار الذى عرفت به مصر طوال حياتها ، مصر المؤمنة ... مصر الحضارة ... ومصر التاريخ .سياسة الإنتقام السياسى غير واردة فى ذهن د. مرسي ولا عند الإخوان ، هم يتهيأون إلى تأسيس حكم رشيد بعيد عن الإرهاب ... والعنف ... وقريب من الشورى والعدالة .والشعب المصري يملك كل مقومات النجاح والإنتاج ... لذلك على الإخوان نسيان فترات الماضي ، وأن لا يفكروا بالإنتقام من خصومهم وهم يحكمون دولة عمر حضارتها سبعة آلاف سنة .وعلى الإخوان مراعاة أنهم يحكمون مصر بكل طوائفها وأحزابها المختلفة مع الإخوان سياسياً وأيدلوجياً ... وأن يغيروا أنفسهم لأنهم مختارون من كل فئات الشعب المصري المختلفة .إنها فرصة تاريخية للإخوان والذين سيحكمون أكبر قطر عربى من حيث السكان والقدرات البشرية ... عليهم أن يكونوا قدوة حسنة ، وأن يستفيدوا من كل تجارب الحكم فى الوطن العربي .وعلى مرسي وإخوانه الإستفادة من تجارب الإخوان المماثلة لهم فى الوطن العربي ... خاصة التجارب الفاشلة والخائبة والناجحة .على إخوان مصر انتهاج الديمقراطية ... وعدم التعامل كنظام شمولي يفقد شرعيته بعد قليل .أمام إخوان مصر فرصة لإستبدال الصورة القديمة التي عرفوا بها ... بصورة جديدة وعصرية ، تؤكد قدرتهم على قيادة الدولة المصرية وعلى تحقيق أشواق وأمنيات الشعب المصري الشقيق . والله الموفق وهو المستعان