أفرد هذه المساحة للأخ عصام شوربجي المحامي لتناول موضوع مهم وحيوي شغل الرأي العام كثيرا(مديونية صلاح إدريس على الهلال) برؤية قانونية بحتة تسلط الضوء على كثير من الحقائق الغائبة ... معا إلى تفاصيل المقال: مؤسسة محترمه بقيمة وعظمة نادي الهلال لا يمكن ان نقول انها تدار على طريقة (الطواقي) الشائعة بسوق ( الكسر والنبل والمواسير) وأنا أقول ذلك بالرجوع لتصريح ورد بإحدى الصحف الرياضية يقول بان نادي الهلال قد ذهب في معرض تعليقه على مطالبة السيد/صلاح إدريس بالقول بانه اذا كان للرجل مطالب على النادي عليه ان يتقدم بالمستندات التي تدعمها وهذا النظر في تقديري مخالف للقانون لان المستندات التي تدعم ادعاءات السيد/ صلاح ادريس يتعين ان تكون ثابتة أصلا ومحفوظة لدى أمانة خزانة النادي وليس لدى أية جهة أخرى سواها ناهيك عن ان تكون بيد الدائن وهو خصم الآن ما يعرض تلك المطالبة للطعن والشك ولكن وبالرجوع للحق الذي يدعيه السيد/ صلاح ادريس يتعين النظر لمصدر ذلك الالتزام والمقصود بمصدر الالتزام هو السبب القانوني الذي أنشأ الالتزام وقد جاء تقسيم الفقهاء مصادر الالتزام لخمسة وهي العقد وشبه العقد والجريمة وشبه الجريمة والقانون وعلى ذلك فانه يتعين البحث في السبب القانوني الذي انشأ التزام السيد/ صلاح إدريس فهل أبرم عقدا مع الهلال قضى بان يظل يدفع للنادي ويمول فعالياته ويغطي منصرفاته على ان يعود الى النادي لاحقا لاسترداد تلك الديون أم أن ما كان يدفعه السيد/ صلاح ادريس كان من أفعال التبرع الاختياري او من أفعال الارادة المتفردة ؟ ولعل الاجابة على هذا التساؤل هي التي تحدد مشروعية وقانونية مطالبته المالية . إذن ولمعرفة ذلك يتعين الرجوع للمستندات المالية المودعة طرف امين خزانة النادي فاذا كان هنالك من عقد يتعين مراجعة صفات من قاموا بتوقيعه للتحقق من سلطتهم في إبرامه لأن العقد هو توافق إرادتين لإحداث أثر قانوني وأنا في حالة نادي الهلال أستبعد وجود أي عقد تمويل أو إقرار قد نشأ بين نادي الهلال والسيد/ صلاح ادريس لان نادي الهلال طلب بان يستعرض السيد/صلاح ادريس المستندات التي تدعم مديونيته اذن فالأرجح ان تكون تلك المديونيات قد نشأت دون الرجوع لمجلس الادارة بل بمبادرة شحصية للسيد/ رئيس النادي وفي هذه الحالة قد تتخذ تلك المديونيات الوصف القانوني لعقد القرض والذي عرفته المادة (277) من قانون المعاملات المدنية السوداني بانه (تمليك مال أو شئ آخر على أن يرد مثله قدرا ونوعا وصفة الى المقرض عند نهاية مدة القرض ) غير ان عقد القرض وحتى يتخذ الطابع القانوني يتعين ان يكون مكتوبا كشرط للقول باستيفائه متطلبات الشكل القانوني عند الاقتضاء ولم يرد ضمن المادة الصحفية التي تناولت الخبر ما يفيد نشوء مثل هذا العقد . اذن فاذا كان الإقراض لم يتم بموجب عقد فانه يمكن الرجوع لمضابط اجتماعات مجلس الإدارة للبحث فيما اذا كان هناك ثمة تخويل للقيام بمثل هذه الأعمال فان لم يكن هناك من تخويل بذلك فانه لا التزام على نادي الهلال للسيد/ صلاح ادريس ويمكن تصنيف تصرفات السيد/ صلاح ادريس بانها من أعمال التبرع وهي لا تنشئ التزاما قانونيا في مواجهة نادي الهلال . ومن أمثلة ذلك ان يبادر رئيس القطاع الرياضي بالهلال بالحجز لفريق الكرة بفندق ( الفردوس) مثلا فان مثل هذا الالتزام لا ينشئ حقا لمدير القطاع الرياضي في مواجهة النادي ما لم يكن مدير القطاع مخولا للقيام بمثل هذا العمل سيما واننا بصدد شخصية اعتبارية قانونية محكومة بدستور ولوائح مالية تستلزم إجازة أوجه الصرف فيها عبر لوائح او اجتماعات وحتى اذا لم تكن للنادي يصار لقواعد المراجعة والمحاسبة المتعارف عليها علميا وذلك لأن ثمة نصا قانونيا يحكم المؤسسات والهيئات في مسائلها المالية طبقا لنص المادة(25) من قانون المعاملات المدنية لسن1984ة . اذن فالتصرف في الشأن المالي بما يخالف القانون لا يرتب حقا ولا ينصرف إثره علي الغير فتصدى السيد/ صلاح ادريس لتسجيل لاعب ملياري دون إجازة مثل هذا التصرف ان حدث لا يرتب التزاما في مواجهة النادي ويقع مباشرة ضمن أفعال التبرع لانه يخالف أسس الادارة ودستور النادي واللوائح المالية التي تحكم أعماله وقواعد المحاسبة والصرف المتعارف عليها علميا.جاء في حديث رواه الترمذي في رواية لابي هريرة رضي الله عنه يقول : قال رسول الله (ص) (لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد الله باذنه فقال له ربه يرحمك الله يا آدم اذهب الى أولئك الملائكة الى ملأ منهم جلوس فقل السلام عليكم ، فقال السلام عليكم قالوا: عليك السلام ورحمة الله ثم رجع الى ربه فقال : ان هذه تحيتك وتحية نبيك بينهم قال له الله ويداه مقبوضتان : اختر أيهما شئت : فقال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطها فاذا فيهما آدم وذريته ، فقال أي رب : ما هؤلاء ؟ قال هؤلاء ذريتك فاذا كل انسان مكتوب عمره بين عينه فاذا فيهم رجل اضوؤهم او هو من اضوئهم قال :يارب ما هذا ، قال هذا ابنك داؤود وقد كتبت له عمره اربعين سنه ، قال رب زد في عمره قال : ذلك الذي كتبت له قال أي رب : فاني قد جعلت له من عمري ستين سنة فقال انت وذاك ، قال ثم سكن الجنة ماشاء الله ثم اهبط منها وكان آدم بعد لنفسه فأتاه ملك الموت فقال له آدم: قد عجلت قد كتب لي ألف سنة ، قال بلى ولكنك جعلت لابنك داؤود ستين سنة فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته ) قال فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود ) . اذن فليستعرض السيد/ صلاح ادريس سنده ولمجلس الادارة عرض الأمر على مستشار النادي القانوني للتحقق من مصدر الالتزام ومشروعية الحق . عصام الدين محمد فرح شوربجي المحامي ورئيس نادي النسر كريمة