إذا توقف هيثم مصطفى عن اللعب بعد مباراة الإسماعيلي لغادر المستطيل الأخضر مرفوع الرأس بعد أن أكد لكل من قالوا إن أيامه في الملاعب قد انتهت إلى غير رجعة وأن صراعاته الأخيرة مع المدرب الفرنسي غارزيتو محاولة للتغطية على فشله في الاستمرار وأنه يثير كل هذا الضجيج حتى يغادر بأزمة وليس مجبرا على المغادرة بعامل السن وتراجع العطاء . أكد هيثم مصطفى من خلال مباراة الإسماعيلي مشاركته مع المنتخب الوطني في مباراتين مهمتين في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم أنه لاعب صاحب إرادة قوية لا تتوافر إلا للاعب غير عادي فقد تخطى كل حواجز الإحباط في زمن وجيز واستعاد لياقته بسرعة أدهشت الكثيرين وأدهشت قبلهم مدرب المنتخب الوطني محمد عبد الله مازدا .. الذي اعلن من خلال مؤتمره الصحفي الأخير أنه اختار هيثم مصطفى ليشارك مع المنتخب الرديف (المشارك حاليا في البطولة العربية بالمملكة العربية السعودية) وأنه لن يشارك في مباراة المنتخب الزامبي .. وذكر من خلال المؤتمر الصحفي اسباباً أخرى للاختيار لا علاقة لها بالجوانب الفنية . ولكن مازدا فاجأ الجميع باختياره ضمن القائمة المرشحة لمباراة المنتخب الزامبي ووضعه ضمن البدلاء وجاءت مشاركته في الدقيقة 60 قدم من خلالها عطاء جيدا وساهم بصورة مباشرة في هدف مساوي الثاني ولا تفسير لهذه المفاجأة سوى أن إرادة اللاعب قد فرضت نفسها على الجهاز الفني وأجبرته على الدفع به في هذه المباراة .. ثم جاءت مباراة المنتخب الليسوتي خارج الأرض وبعيدا عن الجمهور وللمرة الثانية يفاجئ مازدا عشاق الكرة السودانية بالبرنس هيثم مصطفى ولكن هذه المرة من البداية مقدما عطاء كبيرا يدل عليه بقاؤه في أرض الملعب طوال زمن المباراة (المباراة لم تكن مشاهدة) لتنتصر إرادة هذا اللاعب الكبير مرة أخرى ويؤكد أن العزيمة والإصرار على إثبات الذات سلاح قوي يصعب الصمود في مواجهته . ما قدمه هيثم مصطفى من دروس في الفترة الأخيرة يجبرنا على رفع قبعة الاحترام تحية له وتقديرا للاعب أكد أنه من طينة اللاعبين العظام بل هو في تقديري من أفضل اللاعبين الذين مروا في تاريخ الكرة السودانية منذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة . السلاح الأهم الذي ظل يفرض به نفسه طوال هذه السنوات الطويلة (17 عاما) هو الانضباط والالتزام بجانب حبه وعشقه لكرة القدم ولناديه الهلال وأرى أنني مهما كتبت من حقائق ووقائع عن هذا اللاعب فلن تكفيه هذه المساحة ولا عشرات المساحات ولن أبالغ إذا قلت تأليف كتاب من مئات الصفحات عنه لن يكفيه . عودة هيثم مرة أخرى بهذه القوة انتصار للإرادة .. وهو انتصار أيضا للمدرب غارزيتو الذي أكد من خلال إشراكه له في المباراتين أنه قد وصل إلى قناعة بأهمية وجود اللاعب في تشكيلة الفريق .. فقد أشركه أساسيا في مباراة الإسماعيلي ودفع به بديلا في مباراة أهلي الخرطوم وهذا دليل على أن هيثم أيضا وصل إلى قناعة كاملة بضرورة احترام رؤية المدرب الفنية و الرابح في النهاية الهلال.