كيف يتصرف رب الاسرة عندما يضبط ابنته المراهقة تحتضن جهاز هاتف بعد منتصف الليل تتكلم همسا مع الطرف الآخر ؟ الاستاذة شريفة بريمة تلقي الضوء على ما يمكن اعتباره كارثة تحيط بالأسرة السودانية ، هكذا كتبت الاستاذة تقريرا ضافيا يوم الثلاثاء في صحيفة ( ألوان ) عن تلك المكالمات الليلية ? لا يمحوها النهار ، استنطقت عبرها بعض الشباب والآباء واختصاصية علم نفس. ولاحظت كاتبة التقرير ان اكثر المشتركين من عروض المحادثات المجانية التي تقدمها شركات الاتصالات هم من فئة الشباب المراهقين ،وهم الاكثر المستفيدين من مجانية المكالمات وبعضهم ادمن الونسة بعد ان يخلد للنوم بقية افراد الاسرة ، وتعترف طالبة جامعية تسكن الداخلية ان معظم الزميلات يبدأن الاستعداد مبكرا للكلام الليلي وتجهيز بطاريات أسبير ومع حلول الليل تبدأ حياتها من جديد .. ومعظم هذه المكالمات مع الشباب. ويقول الاب حاتم الطيب ان الكثيرين اساءوا استخدام هذه الخدمات المجانية (لمعاكسة الفتيات ). وعزا الطيب ذلك السلوك الى غياب الرقابة الاسرية وضعف الوازع الاخلاقي يجعل الفتيات يحادثن الشباب في اوقات متأخرة من الليل. اما العم محمد ياسين فانه يقول ان هذه الخدمة لا فائدة منها، فالوقت غير مناسب وهو السبب في انتشار المعاكسات. فجزء كبير من مستخدمي الخدمة المجانية شباب مراهقون لا يعرفون ما يضرهم ولا يميزون بين الخطأ والصواب وعلى رب الاسرة ان يتفقد ابناءه وبناته ويراقب تصرفاتهم باية وسيلة لمنعهم من اتخاذ هذه المكالمات سبيلا لهم لانه ليس من الادب ولا من الاخلاق ان يتكلم شاب مع فتاة في منتصف الليل وليس من ديننا ولا عاداتنا وتقاليدنا لان الله سبحانه وتعالى جعل الليل للراحة . وتعترف مراهقة اخرى انها واخواتها ينمن في غرف منفصلة ( يعني بنات ذوات ) ونسبة للعرض المجاني اتحدث بعد منتصف الليل وتمتد المكالمات الى وقت متأخر ، اعترافات تلك المراهقة تتوالى (اخواتي لا يعانين من الازعاج لانهن جميعا يتحدثن ليلا وان كنت اجهل مع من يتحدثن إلا انني لا افشي سرهن لان اهلي لو عرفوا انني احادث خطيبي في هذا الوقت المتأخر لن يقبلوا ،ولكن لا ادري ماذا سيفعلون. وتقول المعلمة فاطمة محمد ان المحادثات الليلية اجتاحت غالبية البيوت وشاهدت معظم البنات يتحدثن سرا بعيدا عن الاهل وهو سلوك غير صحيح ومضيعة للوقت وشركات الاتصال هي التي تساعد الشباب في التمادي في هذا السلوك بتقديمها خدمات مجانية. دعوة الى سؤال كيف يتصرف رب الاسرة عندما يكتشف تلك المحادثات التي يجريها شباب العائلة ؟ الاجابة عن ذلك السؤال يكمن في افادات اختصاصية علم النفس سلمى صلاح الدين التي قالت ان انتشار المحادثات خصوصا في اوقات متأخرة من الليل تلحق الضرر بالأخلاقيات الاسرية لأنها في الغالب تتجاوز حدود الادب والأخلاق ، ولكن الرقابة قد تكون مشكلة في ذاتها ، لذلك فان الحل هو مراقبة الاسرة مراهقيها دون ان يشعروا وإلا فان الرقابة المباشرة تؤدي الى فقدان الآباء والأمهات ثقة صغارهم ، وهذا امر خطير وربما يلجأ البعض من ميسوري الحال الى تجفيف الموارد المالية التي تمكن الشباب من اقتناء جهاز موبايل وشراء الرصيد ،ولكن الحرمان ربما يدفع الشباب لحيازة جهاز باية وسيلة ، قد تصل الى حد الانحراف . والحل لهذه المشكلة التي تؤرق الاسرة السودانية ربما يكمن في تصرف احد الآباء الذي قال انه فوجئ ذات ليلة عند عودته متأخرا من العمل بان بنات الاسرة منهمكات في محادثات طويلة من شباب مجهولين ومنذ تلك الليلة لم يجد الاب وسيلة لوقف تلك المهزلة سوى مصادرة جميع الاجهزة كل مساء ولا يعيدها إلا في الصباح.