معاناة خوف قلق) ، ثلاثية تعيشها كثير من الاسر كلما انبلج نور الصباح ، حيث التفكير في قوت اليوم لأبناء المدارس ، الذين يتأبطون حقائب ، مملوءة بأمل الفرج لغد أفضل ، ولكن بسبب الظرف الاقتصادى الحرج ، اصبح تدبير وجبة لتلاميذ المدارس في رمضان ، أحد سيناريوهات المعاناة ، التى تدور فصولها خلف الابواب المغلقة ، ففي صمت قاتل تحاول أمهات كثيرات ايجاد معادلة ، لتدبير وجبة لصغارها في المدارس وأخرى لمائدة رمضان ، وقد يهتدين للتضحية بأحد الطرفين ، أي، إما ترك الصغار يذهبون بدون (حق الفطور) أو إقصاء مائدة رمضان ، وبالتالى يصبحن أمام خيارين أحلاهما (مر) .. مرارة الوضع الاقتصادى وتزامن فتح المدارس في شهر رمضان ، أمر وصفته كثير من الأسر ب (قاصمة الظهر) لما تعيشه من وضع يجعلها تطالب بمراجعة قرار ، فتح المدارس في رمضان ، وتتساءل الامهات إذا كانت الجامعات تغلق أبوابها في رمضان، فما الذي يمنع المدارس من ذلك ؟، احدى السيدات حكت معاناة جارتها وهى تموت كل يوم (الف مرة) من اجل توفير قوت تلاميذها ، وتقول الجارة : إن اهل الحى يساعدونها بقدر استطاعتهم المحدودة ، وهى في الغالب مساعدة قد تقضى حاجة اليوم فقط .. فإفطار رمضان و وجبة التلاميذ هاجس تعيشه الاسر داخل مربع الازمات الاقتصادية ، حيث لا أمل للخروج من دائرته ، طالما أُتخذ قرار فتح المدارس في رمضان ، فلماذا لا تتكفل الجهات المسئولة بالالتزام بوجبات التلاميذ ؟ وهل بقرار فتح المدارس في رمضان مراعاة ، لمن هم يصومون اول مرة ، من تلاميذ يدرسون في الصف السابع والثامن ؟ فبحكم عامل السن أن هؤلاء يحتاجون لرعاية خاصة في ذلك الشهر ، لان تجربة الصيام الأولى في مثل تلك الظروف ، (مناخية واقتصادية) لا تحتمل ادخال عنصر آخر يزيد من مشقة الصيام على تلاميذ قُصر ، كبرت أجسادهم قبل أن تنضج عقولهم .. مسألة إستئناف الدراسة لتلاميذ الأساس والثانوى في رمضان تحتاج لقرارات جريئة من أجل أسر فقيرة وتلاميذ يعانون مشقة صومهم الأول .