قضية الحاجة الماسة لتوفير مياه نقية للشرب والاستخدامات الاخرى ، اصبحت تزحف شيئاً فشيئاً نحو العاصمة التي تعتبر اكبر مستهلك للمياه على مستوى ولايات السودان المختلفة ، وكان ان تناولنا قضية شح المياه بصفحة (حضرة المسئول) في عددٍ من المناطق المختلفة منها مدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الازرق ، ثم منطقة الزومة بوابة الولاية الشمالية ، وغيرها من المناطق الاخرى ، واليوم ها هي مدينة وجزيرة توتي ، والتي تتوسط قلب ولاية الخرطوم ، تدخل ضمن هذه المناطق التي تفتقد لمياه الشرب ، وقد يستغرب القارئ الكريم لضم هذه الجزيرة ضمن المناطق التي تعاني شح المياه وذلك لموقعها المتميز حيث تحيط بها المياه من كل جانب ، وكما يقولون اذا رفع الانسان طوبة لوجد تحتها ماء ، ولكن توالت الشكاوى من سكان وقاطني جزيرة توتي لصفحة (حضرة المسئول) مشتكين من مشكلة تخوف من ان تتطور لتصبح ازمة ، حيث شكا مواطنوها ل(حضرة المسئول) بقولهم : معاناتنا مع المياه بدأت قبل اكثر من شهر ونصف الشهر ، وتقدمنا بشكوى لهيئة مياه ولاية الخرطوم ، وتناول احد ائمة مساجد جزيرة توتي موضوع شح مياه الشرب بالجزيرة في احدى خطب الجمعة ، وكان احد المصلين عضواً في اللجنة الشعبية وقام وخاطب المصلين بأنهم في اللجنة الشعبية يسعون لحل المشكلة وان هنالك معالجات ستتم وستدعم جزيرة توتي بمولد و بابور ليساعد في ضخ المياه في الشبكة ، وتكللت مساعيهم بنجاح وعمل البابور ولكن الحال لم يتحسن قيد انملة ، بل ازداد الامر سوءاً ، و عاودت المياه انقطاعها فقبل اكثر من عشرة ايام ? كما يقول مواطنو الجزيرة - والى الان ما زالت منقطعة ، وعندما تأتي عبر الشبكة فإنها لا تصلح لان تشربها البهائم ناهيك عن الانسان ، حيث انها تأتي محملة بتلال من الرمل والطمي والطين ذي اللون الداكن والمسود ، ولم يجدوا بداً من شربها باعتبارها مياهاً نقية واتت عبر شبكة المياه ، إلا ان المواطنين اصيبوا بأمراض جراء تلوث هذه المياه ، واكتظت المراكز الصحية بالجزيرة بالمرضى وقد اكد احد الاطباء ل(حضرة المسؤول) بان كل هؤلاء المرضى أعراضهم واحدة ومتشابهة ويعانون من تسمم حاد جراء تلوث مياه الشرب ! اهالي جزيرة توتي اتوا لصحيفة الرأي العام قاصدين صفحة (حضرة المسئول) علهم يجدوا آذاناً صاغية تسمع لشكواهم لينعموا بشرب مياه نقية طاهرة ، وهم الان يشربون المياه من النيل مباشرةً ويغرفوها بجهودهم الذاتية بالجرادل مما يشكل خطورةً عليهم ، اهالي جزيرة توتي يوجهون شكواهم للدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم حامل هموم وآلام مواطني هذه الولاية ، وللمهندس جودة الله عثمان مدير عام هيئة مياه ولاية الخرطوم ، آملين ان تحل مشكلتهم حلاً يشفي غليلهم ، وان لا يكونوا كالعير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ، فتوتي يحيط بها الماء من كل جوانبها ولكن تفتقر لنقطة ماء !!