هل تصبح حقيقة الجملة الشهيرة «مصائب قوم عند قوم فوائد» منطبقة تماماً على ما نراه في شارع الحوادث وبالقرب من مشرحة مستشفى الخرطوم.. مشهد «البكاسي» وهي تصطف خلف بعضها في ترتيب مسبق ومعين.. وانزواء بعضها امام المشرحة اشبه بصياد يستعد لاقتناص فريسته.. «بكاسى نقل الجنائز» هل هي طلباً للأجر.. أم عمل فرضته ظروف الحياة؟ ابراهيم عبدالله واحمد الطيب يعملان في هذه المهنة منذ «41» عاماً على التوالي وهما مستأجران لأحد البكاسى من شرق النيل ويقولان انهما لا يأخذان مبلغاً معيناً.. بل كل ما يتم اعطاؤنا له من اهالى المتوفى نقبل به.. ويضيف: واجبنا في المقام الاول سترة الجنازة.. ولكن ليس معنى هذا ان نقوم بترحيلها مجاناً فعلينا ايجار البوكس وهو بين «052-054» شهرياً.. وفي بعض الاحيان على حسب الوفيات.. أما الطاهر احمد الطاهر وهو يملك أحد البكاسى يقول انه يعمل في هذه المهنة منذ «31» عاماً.. واتفق مع زملائه انه يقوم بأخذ «الساهلة».. أما عمر مصطفى فقال بأن المواطنين يلجأون الينا لأننا ارخص من الاسعاف.. وقال ان الاسعاف ينقل الجنازة بمبلغ «0052» جنيه للكيلو.. ولا يتحرك الا بعد دفع «23» جنيهاً رسوم مبدئية.. فضل المولى حامد من محلية الخرطوم لتنظيم المواقف قال انهم يقومون بتنظيم عمل اصحاب البكاسى ولا توجد اية مشاكل.. وعن خروج الجنائز من المستشفى يضيف بواب المستشفى عاطف دفع الله: تخرج بعد جلب أهل الميت سرير أو بطاقة حتى نضمن رجوع النقالة.. ولكن بمعرفتنا لاصحاب البكاسى نعطيهم النقالة وهم يقومون بإرجاعها لنا..