في الوقت الذي تتجه فيه أفريقيا لأن تصبح لاعبا أكثر أهمية في الاقتصاد العالمي، تحتاج إلى تطوير تعاونها مع الشركاء العالميين بما يخدم مصالحها على نحو أفضل. وذلك حسبما يقول المحللون هنا.وفي معرض تعليقهم على التصريحات الاستفزازية الأخيرة التي ادلت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال جولتها الأفريقية ، يقول الخبراء إنه لن يتحقق سوى القليل إذا تربص النهج الغربي والصيني تجاه أفريقيا لكل منهما. فقد قال جوليون فورد المحلل الأفريقي البارز في مؤسسة ((أوكسفورد اناليتيكا)) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه «من وجهة نظر أفريقية، لا تكمن المسألة حقا فيما إذا كانوا يفضلون الشركاء الغربيين أم غيرهم من الشركاء، ولكن في كيفية المساومة على نحو أكثر فاعلية من أجل تحقيق صفقة جدية لبلادهم «.وقال إن «الحكومات الأفريقية تتعرض لضغوط لضمان قيام المستثمرين -- مهما كان بلدهم -- بخلق فرص عمل وتحقيق منافع محلية» مضيفا أن الاستطلاعات التي اجريت في البلدان الأفريقية الكبرى تكشف رؤية إيجابية عموما لدور الصين في الشؤون العالمية وفي القارة.وذكر جوناثان هولسلانج الباحث الزميل في معهد بروكسل للدراسات الصينية المعاصرة «بالنسبة لأفريقيا ، اعتقد حقا أن هناك إمكانات قوية للتعاون مع الصين والشركاء الآخرين «. جدير بالذكر أن الصين، وهي الآن أكبر شريك تجاري لأفريقيا ، ضخت استثمارات كبيرة في القارة. ففي عام 2010، قفزت الاستثمارات الأجنبية المباشرة للصين في المنطقة لتصل إلى ما يزيد على 10 مليارات دولار أمريكي وبلغ حجم التجارة الثنائية 124 مليار دولار، وفقا للارقام الرسمية.وقال هولسلاج إنه في الوقت الذي أصبحت فيه الصين قوة محركة رئيسية للنمو في أفريقيا، تكمن القضية الرئيسية في قدرة أفريقيا على التعامل مع الفرص الناشئة. وأضاف أن «الصين تخلق الفرص ولكن هناك إختلافا بين خلق الفرص وكيفية الاستفادة منها حقا. وهذه مسؤولية ملقاة على عاتق القادة الأفارقة وتشكل تحديا بالنسبة لهم».ولمعرفة آراء رجل الشارع الأفريقي العادي حول الصين، التقت شينخوا مع قطاع عريض من المواطنين الأفارقة في ماتونج -- وهي منطقة شهيرة للأفارقة في بروكسل.فقد قال داف سيسوكو(32 عاما) إنه من الملاحظ أن كل أسرة في بلده السنغال تملك تليفزيونا أو جهازا كهربائيا أو قطعة أثاث صنعت في الصين.وذكر أن «المستويات المعيشية ارتفعت وبدأت الطبقة الوسطى في الظهور ببطء. وها نحن نشهد تغييرات إيجابية من بينها إنشاء طرق ومستشفيات جديدة في البلاد».وقال أوجوستين مويومبو (29 عاما) من توجو إن ما لديه من انطباع جيد عن الصين ينبثق عن حقيقة ان الصين تعتبر توجو «شريكا تتعامل معه على قدم المساواة».وأضاف قائلا «في أفريقيا، تكمن أهدافنا في تدعيم نمونا وجعله قابلا للاستدامة . ونحن نرحب بجميع الشركاء الذين يمكنهم مساعدتنا في تحقيق ذلك «.