بعض أبناء الرؤساء الافارقة السابقين اصبحوا رؤساء، بينما يجري على قدم وساق العمل لاعداد البعض الآخر من ابناء الرؤساء السابقين لخلافة آبائهم، بصرف النظر عن مؤهلاتهم للزعامة وتنصيبهم ضد رغبات شعوبهم. وفي الحلقة الاولى تحدثنا عن جوزيف كابيلا (الكونغو) والجنرال ايامي جاما (بتسوانا) وماووزي (توجو) الذين خلفوا ابناءهم بالفعل في مناصبهم الرئاسية كما تحدثنا عن سيف الاسلام (ليبيا) وجمال مبارك مصر وكيف ان العمل يجري لاعدادهما لتولي الرئاسة بعد والديهما. في شرق افريقيا هناك مأساة تتفاعل وعلى عكس ما فعله نيسلون مانديلا الذي جلس على قمة كليمنجارو السياسية هو وجورج واشنطون لم يسمحا للمرض ولا الموت ولا الهزيمة لكي يتنازلا عن الحكم. ..................................................................................................... الرئيس اليوغندي الجنرال يوري موسفيني في يوليو 2005م اغتصب وشطب بنداً من الدستور حدد فترة الرئاسة لاثنتين كل منهما خمس سنوات، حتى يتمكن موسفيني من البقاء في السلطة كما يشاء (والغرب اكتفى بالصمت)، والتعديل الدستوري يسمح له تولي الرئاسة في فبراير 2006م ولكنه يقول انه لا يزال متاحاً في انتخابات 2011م ولكن ما يثير الغثيان تعليقه الاخير بمناسبة تخريج ابنه (أبناء الثوريين يكملون مهام آبائهم). الابن الرسمي الاكبر الوحيد للجنرال موسيفيني الملازم ماهوزي كابنروقايانال دبلوماً في الاستراتيجيات العسكرية من الكلية العسكرية الامريكية في فورت لينفورث القيادة العسكرية العليا في يوليو 2007م قبل تخرجه من لينفورث كان الميجر ماهوزي قائد نخبة الحرس الرئاسي الذي يتولى حراسة والده. التحق بالجيش عام 2001م بعد تلقيه دورة تدريبية في اكاديمية ساندهيرست البريطانية ونال رتبة الميجر على يد (ثوري آخر) القائد الليبي العقيد القذافي، كان هذا في يناير 2001م عندما شارك العقيد صديقه موسفيني في احياء الذكرى (15) لتوليه السلطة في يوغندا في 26 يناير 1986م. وفي نفس المناسبة نصح القذافي صديقه موسفيني ان الثوريين - موسفيني وشخصه- (لا يسلمون السلطة طوعاً). بعد تخرجه في يونيو وترقيته بعد ذلك لرتبة عقيد عين ماهوزي لقيادة القوات الخاصة التي تحرس حقول النفط التي اكتشفت أخيراً في يوغندا. وبهذه الترقيات المتسارعة فلا شك ان الميجر ماهوزي يتم اعداده لتولي مناصب اعلى، بما فيها رئاسة يوغندا عندما يغادر والده بسبب (الموت). بعض الناس ينظرون ولكنهم لا يرون - متعلمون ولكن لا يعون الدروس، كما يقول المثل، في كينيا المحور الاقتصادي في شرق ووسط افريقيا - يريد الرئيس التراجيدي مواي كيباكي اختيار يوهور مياقاي كنياتا (ابن اول رئيس كيني جومو كينياتا)، رئيساً للبلاد. كيباكي عاجز عن الرؤية ،وحتى عن ادراك حقيقة ان سلفه دانيال اراب موي كان قد رشح لوهورو كينياتا لرئاسة الجمهورية في العام 2002م، ولكنه اصيب بخيبة امل. الخلف المحتمل لاراب موي حينذاك وكيباكي حالياً- يوهورو كينيايا اسم على كل لسان في كينيا. ولكن وزيرة العدل والشؤون الدستورية مارثا كارويا - حليفة كيباكي/يوهورو التي تمردت عليهما - تقود الآن حملة ضد التكريس السياسي الذي يمارسه الرؤساء المغادرون. وفيما يعتقد انه بداية معركة خلافة كيباكي في العام 2012م ، عام الانتخابات، فقد نسبت الصحافة الكينية الى مارثا كارويا قولها ان التكريس السياسي ممارسة غير ديمقراطية وغير مقبولة، وفي يونيو اكدت كارويا لمؤيديها (انني لا انتظر من احد ان يختارني للرئاسة ولا من اي شخص ان يدفعني. ان الشعب هو الذي يشجعني) وتضيف المحامية التي تحولت الى السياسة (هل لدى يوهورو منصب حجز له)؟ اذا تركنا السياسة جانبا فان كيباكي الذي يحتل رئاسة مشكوك فيها، ويوهورو ينتميان الى نفس القبيلة، القبلية كانت واحداً من ابرز الاسباب التي ادت للفوضى العارمة في انحاء كينيا، في اعقاب انتخابات ديسمبر 2007م المعيبة. كيباكي مسؤول عن الانقلاب المدني بسرقته الانتخابات من حركة الديمقراطية الصفراء التي يقودها رايلا اودينقا، حالياً رئيس الوزراء. وفي جنوب غرب افريقيا أو نامبيبا كتب المعلق السياسي ماكس هماتا في المجلة الاسبوعية ابنقورمارت في 7 اغسطس (انه امر محبط بعض الشيء لحزب بجذور اشتراكية مثل سوابو الحاكم ان يقترح تحويل ناميبيا الى مملكة بتنصيب تويوني توبوما خلفاً لعرش والده. تويوني هو الابن الاكبر للرئيس السابق سام نوجوما نسبت صحيفة (ناميبان) الى مصادر سوابو قولهم ان سام نوجوما مؤسس ناميبيا يريد ان يتولى وزير التجارة هيق قنيقوب رئاسة البلاد بدلاً عن الرئيس الحالي هيفيكيين لوهاما على ان يخلفه اكبر اولاد نوجوما، يوتوني نوجوما - حالياً نائب وزير العدل. يبدو ان نوجوما الاب الذي كرس يوهاما للرئاسة في 21 مارس 2005م عندما تقاعد في يناير الماضي ان صعود يوتوني نوجوما في مناصب الحزب يعتبر تعويضاً وثمناً لتقاعد والده. وافادت مجلة(بان افريكان) التي تصدر في لندن (الآن فان اكبر ابنائه سوف يسمح له لابقاء اسم العائلة داخل الحزب) وربما يدرك يوتوني في اوائل الخمسينيات من عمره، انه ربما يكون رئيساً عام 2020م . ولكن ليس كل الناس في افريقيا مقتنعين بمبدأ توريث الرئاسة للابناء، الكاتب المصري الشهير محمد حسنين هيكل وهو شخصية بارزة منذ جمال عبدالناصر في حوار مع مجلة روز اليوسف الحكومية اشار الى عدم اليقين السائد في مصر عن مستقبل البلاد. فيما يتعلق بانتقال سلس للسلطة، عبر هيكل عن خوفه العميق على الاستقرار في مصر واستمرار، وظهور الملكية في افريقيا ليس استثناء. ويقول هيكل (اذا ذهب رمز الدولة تحت هذه الظروف دون آلية محددة للانتقال فاننا سوف نجد انفسنا امام مشكلة تؤدي الى فناء هذه الدولة). مجلة الشرق الاوسط ربع السنوية نسبت الى هيكل قوله في ربيع 2001م وهو يحذر «مثل هذا الوضع سينتج عنه اكثر من مجرد اختفاء رئيس».