العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى يبحث عن السعادة والأمل في عام 2012م والسعادة التي يبحثها هي ان تعيش في استقرار اقتصادي وأمن أمني تشعر خلالها بتحقيق النجاحات العملية والاجتماعية والروحانية أما الأمل فهو ان تشعر بأنك حققت أحلام العمل والأسرة وتتطلع بعد ذلك إلى غدٍ أفضل هذا هو البحث عن نوع السعادة والأمل الجاري الآن لكن هذا البحث للأسف يتم وسط أزمات عالمية متلاحقة ومتواصلة ووسط ضغوط حياتية في غاية الصعوبة سببها الحروب المفتعلة والنزاعات وتدخلات الدول في الدول الأخرى وغض الأممالمتحدة الطرف عن الدول التي أخذت «مفاتيح» أمور العالم في يدها وفرضت أموراً في غاية الخطورة مثل الحصار الاقتصادي وعدم الاستقرار الأمني بكافة أشكاله هذه الأفعال هي التي تسببت في تعميق أزمات العالم القديمة من فقر ومجاعات ونقص الغذاء والبطالة وآخر احصاءات الأممالمتحدة عام 2011م تقول إن أعداد الجوعى في العالم ارتفع إلى «300» مليون جائع منهم حوالي «59» مليون جائع في أربع دول أفريقية فقط وان هناك حوالي «200» مليون طفل مهددون بالموت بسبب نقص الغذاء وأن العالم يحتاج إلى «80» مليون وظيفة لمقابلة أزمة البطالة وسط الشباب ورغم ان تصرفات بعض الدول كانت واضحة إلا أن الأممالمتحدة وقفت عاجزة عن فعل شئ لأنها واقعة تحت تأثير تلكم الدول وفي الجانب الآخر هي عاجزة أن تفعل شيئاً في مجابهة الأزمات الاقتصادية لأنها لا تملك المال ولأن الركود الاقتصادي العالمي حجب عنها مساهمات الدول المانحة لذلك فإن كل برامجها واجهت الفشل ابتداءً من برنامج الألفية لخفض معدلات الفقر في العالم إلى برامج التنمية المستدامة والمناخ والغذاء واليوم تجتمع الأممالمتحدة في نيويورك في دورتها «67» لكن للأسف لا ندري إلى أين يتجه الاقتصاد العالمي بعد هذه الاجتماعات وهل سوف تتخذ المنظمة خطوات أكثر فعالية حيال القضايا الاقتصادية لشعوب العالم أم تركن للبطء وقلة الحيلة التي ظلت تلازمها؟ هذا هو السؤال الملح الآن: لماذا يعيش العالم في حالة عدم الاستقرار الأمني وغياب الأمن الاجتماعي؟ ولماذا أصبح الإنسان لا يشعر ان هناك مكاناً آمناً في هذا الكون اللهم إلا «أرحام الأمهات» ولماذا أصبح الفساد المالي العالمي يؤدي إلى الأزمات المالية العالمية وإلى أزمات الديون التي وصلت أخبارها حتى إلى الابرياء داخل منازلهم في قاراتهم البعيدة دون رادع يردع أولئك المستفيدين؟ فشعوب العالم اليوم تتمنى الخلاص فالعالم اليوم فعلاً يحتاج إلى «مخلص» وليس «المخلص» فالعالم اليوم يعيش فعلاً في مهب الرياح الشريرة وهو يتلقى «تسونامي» من الوعود بالانفراج سواء من الأممالمتحدة أو مجلس الأمم أو من الدول المهيمنة وهو لا يزال ينتظر ذلكم الفرج.. الأممالمتحدة رغم حضورها السنوي في عقد اجتماعاتها السنوية في نيويورك كل سنة إلا أنها ذات حضور ضعيف وغير فاعل في مشكلات العالم السياسية والاقتصادية و الدليل على ذلك حتى الاسبوع المنصرم الماضي تقف عاجزة تماماً عن الأزمات السياسية التي تجتاح الشرق الأوسط والتهديدات العنترية لبعض الدول تجاه دول المنطقة والإساءة للأديان والحصار الاقتصادي الجائر تقف الأممالمتحدة عاجزة حيال هذه الأزمات وهي تعلم مدى خطورتها على السلم العالمي وهي تعلم أنها تعيق تعافي الاقتصاد العالمي من الركود وضعف النمو وكم كان من الأفضل أن ناصرت الأممالمتحدة مطالب جماهير شعوب العالم في توزيع عادل لثروات العالم بين الفقراء والأغنياء بالتساوي وفي دعم الحريات ولكن للأسف فإن الأممالمتحدة كان دورها ضعيفاً في مناصرة ثورات «احتلوا وول استريت..» و«ثورات الربيع العربي..» التي نادت بإنصاف الفقراء والحرية والعيش الكريم والآن تعد هذه الاجتماعات في نيويورك لا ندري والله إلى أين ستتجه الأمور السياسية والاقتصادية هل بما مضى أم الأمر فيه تجديد.