لا يقترن يومٌ من أيّام الله السبعة بيومٍ من شَهرٍ شمسي ويومٍ من شَهرٍ قمري فى نقطة إلا بعد دورة تاريخيّة من حركة أجيال، وإلا بعد أنْ يوصي راصدو الأيّام أحفادهم بمراقبة اقتران يوم من أيّام الله السبعة مع ذكراه الشمسيّة والقمريّة... واليوم السبت السادس من اكتوبر، ولم يتطابق هذا الإقتران الثنائى بالعاشر من رمضان اقتراناً ثلاثيّاً منذ عام (1973)! اليوم الذكرى التاسعة والثلاثون لحرب اكتوبر التى قامت فيها القوات المسلحة المصرية بتسجيل نقاط فى البورصة العسكرية، فقد كان عبور قناة السويس من الغرب الى الشرق من المستحيلات العسكريّة بمقاييس تلك الأيّام... كان ذلك فى الساعة (14:5) ظُهر السبت 6 اكتوبر، 10 رمضان! حرب اكتوبر على أهميتها الاستراتيجيّة لم تستردد كل الأرض، لكنّها فتحت الطريق لمفاوضات تسترد باقى الأرض... فقد قام الرئيس المصرى أنور السادات بعدها بأربعة أعوام بصدمة دبلوماسية لاستكمال المفاوضات، فهبط بمطار اللد بتل ابيب وألقى خطابا بالكنيست الاسرائيلى وصَلّى الجمعة بالقدس... وهكذا القادة التاريخيّون دائماً يبدأون الخطوة الأولى الأصعب، ويتركون لمن يليهم بقيّة الخطوات مع إعفائهم مِن تذوّق مرارة الخطوة الأولى! من مُدهشات الأقدار السياسية أنّ يوم 6 اكتوبر كان يوم عرس السادات السياسى ويوم مَجده، فقد أحسّت كل شعوب الاقليم أنّ الأسطورة العسكريّة لاسرائيل تحوّلت إلى شئ قابل للهزيمة... لكنّ ذكرى يوم عرس السادات السياسى الثامنة كانت أيضا يوم اغتياله! لم يكن حدث السبت السادس من اكتوبر العاشر من رمضان حدثاً مصريا فقد كان حدثاً عربيّاً وأفريقيّاً وسودانيّاً، فللتاريخ فقط كانَ مطار وادى سيدنا قبل ذلك اليوم مطاراً لإسناد ظَهْر الجيش المصرى، وكانت فرقة سودانيّة مرابطة بقناة السويس، أظن أنّ رئيس هذه البلاد الآن كان واحداً فيها! وصيّة تاريخانيّة للجيل الذى سيشهد اقتران يوم السبت بالسادس من اكتوبر والعاشر من رمضان أنْ يعود لقراءة هذا المقال، هذا إنْ أُودعَ فى دار الوثائق المركزيّة، وإنْ بقيت دار الوثائق المركزيّة بشارع السيّد عبد الرحمن، وإنْ بَقِىَ شارع السيّد عبد الرحمن!!