بالصفحة الاقتصادية بالصحيفة الصادرة بتاريخ الخميس 29/11/2012م كتب الاستاذ سنهوري عيسى المشرف على الصفحة الاقتصادية بالصحيفة ملخصا لمجمل ما دار بالملتقى الاقتصادي الذي عقد يومي الاثنين والثلاثاء 26،27 نوفمبر 2012م بقاعة الصداقة وما خرج به الملتقى الاقتصادي من موجهات وتوصيات لتجاوز مشاكل الاقتصاد السوداني. ذكر الاستاذ سنهوري عيسى في بداية تقريره الذى تناول فيه فعاليات الملتقى الاقتصادي انه قد أسدل الستار على فعاليات الملتقى الاقتصادي وهو يستعرض موجهاته الإطارية ومقترحاته ، وأفاد بان الملتقى الاقتصادي قد أقر بان التنمية الشاملة مسئولية وطنية للدولة والمجتمع بجانب ضرورة اتخاذ الاجراءات العاجلة والملحة لإفساح المجال أمام القطاعات جميعها كي تسهم بفاعلية فى التنمية الشاملة والمستدامة، لتستصحب معالجة أوضاع القطاع العام وإزالة العوائق وتمكينه من المنافسة في الداخل والخارج. موجهات ومقترحات عامة جيدة ومطلوبة فقط تحتاج لتفاصيل وضعها موضع التنفيذ ، كما اشار التقرير الى تأكيد الملتقى لدور القطاع الخاص والمشترك، ولم يذكر شيئاً عن دور التعاون في عملية التنمية الشاملة ، وفي فقرة لاحقة أشار التقرير لتأكيد الملتقى الاقتصادي بان تعطى الأولوية للزراعة في الأنشطة الاقتصادية وتوفير معيناتها لتلعب دورها الاكبر في قيادة الاقتصاد السوداني في كافة الانشطة الاقتصادية وضرورة الاهتمام بالزراعة المطرية التقليدية بالسودان ودعمها ، كما اشار لآراء بعض الاقتصاديين وبعض قيادات اتحاد مزارعي السودان حول مخرجات الملتقى الاقتصادي وضرورة تنفيذ توجيهاته ،مع السعي الجاد لربط الزراعة بالصناعة واعطاء القطاع الصناعي الاهتمام والرعاية خاصة انه قطاع انتاجي ،غير اني لاحظت تناقضا فيما ذكره التقرير وهو يشير الى توجيهات الملتقى في الفقرة الاخيرة من التقرير ،عندما قال ان الملتقى الاقتصادي اكد في توصياته ريادة القطاع الخاص وخروج الدولة من الاقتصاد ، والتناقض واضح فيما ورد في هذه الفقرة وما ورد عن الملتقى من موجهات في الفقرة الاولى من التقرير من موجهات عامة . نحن نعتقد ان المشكلة الاساسية للاقتصاد السوداني وأزماته المتكررة ذات ارتباط وثيق باعتمادها على آليات التحرير الاقتصادي ومحاولات اخراج القطاع العام من الأنشطة الاقتصادية والتجارية وترك تلك الانشطة خاصة للقطاع الخاص حسبما يعكس انفلات أسعار السلع والخدمات ومحاولات رفع الدعم عن بعض السلع الاساسية والاستراتيجية كالوقود والسكر . أهل السودان في حاجة ماسة لمعرفة كل توجيهات الملتقى الاقتصادي كاملة للحكم عليها والشخصيات التي قدمت أوراق الملتقى ،وكل الذين شاركوا في ذلك الملتقى، الفكرة كانت ممتازة عندما تحدث المسؤولون عن عقد هذا الملتقى الاقتصادي وإشراك المجتمع والاختصاصين منهم خاصة لتجاوز مشاكل الاقتصاد السوداني. يقول بعض المعارضين للنظام الحاكم بالسودان الآن بان فكرة ومبدأ الملتقى الاقتصادي بكل الآمال التي كانت منتظرة منه للشعب السوداني المغلوب على امره كانت (ملهاة، وسراباً يحسبه الظمآن ماءً )، ولكنها لعبة سياسية من نظام الانقاذ ، وانا شخصياً لا أعتقد ذلك وليطمئن قلبي أكثر فاني في انتظار الحصول على تفاصيل توجيهات الملتقى وكشوفات المشاركين وكاتبي الأوراق الرسمية للملتقى والشعب السوداني في انتظار انزال التوجيهات لأرصد الواقع للحكم عليها . الملتقى الاقتصادي لم يكن انعقاده سراً من الاسرار ، ولذلك اقترح اخراج توصيات وتوجيهات واوراق ذلك الملتقى في (كتب) ليسهل الاطلاع عليها وتؤخذ معلومات الملتقى الاقتصادي كاملة مفصلة، ك(بيان عملي) وردا على هؤلاء الذين يرون فيه انه كان تمويهاً من النظام الحاكم. والله من وراء القصد