واحدة من قضايا النزاعات التي لا تهدأ .. تدور تفاصيلها بحي الرياضجنوب شرق مدينة الخرطوم ، وردت إلينا عبر شكوى تمثلت في الاستيلاء على (نادي الرياض ) من قبل بعض الأفراد قاطني المنطقة ، وتؤكد أن المشكلة التي تواجه السكان تشكل حالة فريدة من نوعها في تاريخ السودان .. توجهت إلى هناك لمعرفة ما يدور . بداية التأسيس تأسس مبنى (نادي الرياض ) في العام 1983م ، كواحد من بين الأندية التي أنشئت ، ليكون منتدى ثقافياً واجتماعياً لسكان حي الرياض عامة ، وقاطني مربعي (16 و 17) خاصة ، فوجود مساحة خصصت لقيام نادي بالمنطقة كان بمثابة منفذ يتنفس من خلاله السكان الصعداء ، آملين أن يكون باحة لتوثيق الترابط الاجتماعي والأسري بينهم ، ووفقاً للتصديق الذي على أساسه منحت قطعة أرض لقيام النادي ، وقف على تشييده المرحوم ( عبد الكريم المهدي ) وبعض أعيان المنطقة في ذلك العهد ، الهدف من قيام النادي أن يكون حضناً رؤوماً للأسر ساكني المنطقة ، يلتقون فيه كل مساء ، وتعقد فيه منتديات تختص بالمرأة، إلى جانب ممارسة مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية الأخرى ، هذا المبنى بشكله الحالي يقع وسط منازل سكان مربع (16) ويحيط به حزام من الأشجار، كان للسكان دور كبير جداً في زراعته ، يقف المبنى متداخل الألوان ، والمتماسك الجدران ، شامخاً وهو من أعرق النوادي بالخرطوم ، مساحته الشاسعة تحتوي على ميدان للتنس وآخر لكرة القدم ، وجزء آخر من المساحة خصص كنادي كليب (ركن للقهوة ) ، تحيط به من كافة الاتجاهات منازل أعرق الأسر بالمنطقة ، حاولت تلك الأسر الامتداد والتوسع وممارسة الأنشطة بداخله ولكن ضاق بها ، وأضحى الطريق الرابط بينهم وبين ذلك المبنى ذي المساحة الشاسعة محرماً ، هذه الخلفية القصد منها إعطاء لمحة عن تاريخ النادي والإشارة للمشكلة التي تواجه سكان الرياض . بداية المشكلة تشهد مساحة (نادي الرياض ) البالغة حوالي (16) ألف متر مربع ، نزاعاً بين السكان وإدارة النادي الحالية ، بسبب الفوضى التي عمت الأجواء الهادئة وأذهبت النوم عن أعين المواطنين ، وأضحى الإحباط ركيزة بديلة للأمل الذي كان يتوكأ عليه السكان الذين يقيمون في الجزء الشمالي المتاخم للنادي ، فمنذ فترة بدأت تلوح في الأفق بوادر الأزمة ، التي ظلت تعاني منها الأسر ، والتي تترجم في الاستيلاء على مبنى النادي من قبل بعض الأفراد بالمنطقة ، تلت تلك المشكلة قضية أخرى متعلقة بالإزعاج الذي يتسبب فيه زوار النادي القادمين من مناطق بعيدة جداً ،لينعموا بممارسة الرياضة حتى أوقات متأخرة من الليل ، في وقت لا يجد سكان المنطقة فرصة لدخول النادي وقضاء وقت فيه ، وحسب شكوى عدد من سكان الرياض ل(الرأي العام ) أنهم تفاجأوا منذ فترة بتحويل الجزء الشمالي من ( النادي ) المتاخم لمنازلهم إلى ميدان تجاري يؤجر بالساعة، ويمارس فيه نشاط كرة القدم بواسطة شركات ومؤسسات وأفراد، معظمهم من خارج نطاق مدينة الرياض بأسرها ، حيث يبدأ نشاط ممارسة كرة القدم يومياً وبصورة راتبة من يوم الأحد وإلى يوم الخميس ، من الساعة الخامسة مساءً وحتى منتصف الليل ، وفي أيام الجمع والسبت (العطلات الرسمية ) منذ الصباح الباكر وحتى ما بعد منتصف الليل ، يصاحب هذا النشاط بطبيعة الحال ارتفاع أصوات اللاعبين الذي يحول هدوء اليوم إلى جحيم لا يطاق، خاصة وأنه تتبعه في بعض الأحيان الألفاظ غير اللائقة التي تخدش الحياء العام ، مما يعرض العائلات والضيوف لإحراج شديد ، وكحل لهذه المشكلة حاول السكان معالجتها ودياً وتم الاجتماع برئيس مجلس إدارة النادي عدة مرات، وكان آخرها أن تم الاتصال بهم بواسطة المهندس ( عبد الحميد حمدي) رئيس اللجنة الشعبية بالحي، إلا أنه فوجئ كما تفاجأ السكان، بالردود السالبة التي وصلت إلى حد التجريح في بعض الأحيان ، وبذلك تفاقمت الأزمة كثيرا، ووفقاً لمستند تحصلت عليه الصحيفة ، يوضح دور اللجنة الشعبية بمنطقة الرياض وسعيها لمعالجة المشكلة ، يفيد أن اللجنة سعت لتسوية الخلاف بين المواطنين ساكني المنازل حول النادي والمتضررين من الإزعاج اليومي بسبب نشاط فرق كرة القدم، وبين إدارة النادي, حيث تلخصت محادثة اللجنة مع السيد سكرتير النادي المهندس ( سلمان مسعود) بحصر النشاط في الساعة الحادية عشرة مساء حسب قوانين النظام العام، ولكن للأسف لم ينفذ هذا الاتفاق ، وظل الحال كما هو ،ويوضح المستند أن الأنشطة المصدق بها لهذا النادي الذي تم منحه بواسطة الرئيس الراحل ( جعفر نميري ) ، وبواسطة محافظ الخرطوم ( بابكر محمد التوم ) رحمه الله ، فهي أندية أسرية اجتماعية ثقافية ، لم تكن الرياضة فيها نشاط أساسي . لن نسكت عند لقائي ببعض السكان أكدوا أن إدارة النادي لم تبن على أسس قانونية ، مما جعل الأسر المحيطه بالنادي تعيش حالة من القلق على السلامة الشخصية، وذلك بسبب حالة الفوضى التي تمارس داخله ، وتخوفوا من تطور الأمر ،ما لم يتم التدخل من جانب السلطات العليا ، وأقر عدد من سكان الجانب الشمالي الغربي، والشمالي الشرقي، والجانب الشرقي المواجه للنادي بمربع 16 ، أنهم ظلوا يعانون من الإزعاج المستمر الناتج عن ممارسة نشاط كرة القدم بالميدان التجاري الواقع بالجزء الشمالي الشرقي من النادي، والذي يمتد بشكل شبه يومي من الخامسة عصراً وحتى ما بعد منتصف الليل، يصاحب ذلك ارتفاع أصوات المشجعين واللاعبين الذين حولوا هدوء اليوم للمرضى والطلاب وطالبي الراحة إلى جحيم لا يطاق ، المهندس طيار ( محمد الطيب سيف الدولة ) أحد السكان المتأثرين بالحالة التي وصل إليها (نادي الرياض ) ، قال : منعت إدارة النادي الحالية سكان الرياض من دخول النادي وممارسة الأنشطة التي قام من أجلها ، بما في ذلك المرأة ، وأكد سعيهم لتطوير النادي والدخول إليه مجددا ولكن أوصدت الإدارة كل الأبواب في وجوه المواطنين ، مشيراً إلى وجود فئة معينة مسموح لها دخول النادي ، وأن ملعب كرة القدم مؤجر ب (150) جنيهاً للساعة الواحدة ولا يدرون أين تصرف تلك المبالغ ؟ .. في السياق أفاد المواطن ( علاء الدين محمد ) يسكن مربع 16 ، يقع منزله شمال نادي الرياض مباشرة ، منذ فترة قامت إدارة النادي باستثمار الجزء الشمالي الشرقي من النادي الذي يقع قبالة منزله كملعب تجاري، يؤجر بالساعة لشركات وجماعات وأفراد من خارج الحي ، فترة بقائهم في النادي تمتد حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي ، يمارسون أنشطتهم وكأنهم في صحراء ، (كمية ) من الازعاج تقابله حيرة السكان. في ذات المنحى أكد ( محمد صالح حسين ) مدير عام مصرف أبوظبي الإسلامي يقيم بحي الرياض ومتضرر من الأنشطة التي تمارس داخله ، عدم استفادة سكان الحي من وجود النادي الذي يدخلون إليه مقابل رسوم تحددها الإدارة ، مشيراً الى أن هدفهم استفادة الأسر منه في المناسبات الاجتماعية وممارسة رياضة كرة السلة والتنس ، ( شذى دهب وهند عبد الكريم المهدي ) يسكن الرياض مربع 16 كشفن عن حجم المشكلة التي يعاني منها السكان حول النادي، الذي يسيطر عليه أكثر من تسعة أشخاص يدعون ملكيته، أشرن الى أن المشكلة في الأصل احتكار بلا وجه حق ، وحتى الذين يأتون لممارسة الرياضة من شمبات والكلاكلة ( وسكان الحي محرومين بأمر ناس النادي )، أما ( إبراهيم ابو بكر الصديق ) رئيس مجلس إدارة بيت الجودة يسكن بالقرب من النادي يرى أن استغلال مساحة 16000 متر مربع في قلب العاصمة، وأهم أحيائها في لعب الكوتشينة بواسطة عدد محدود من كبار السن وتأجير ملعب لممارسة نشاط كرة القدم، يهزم الغرض الذي من أجله تم التصديق بهذا النادي، وهو ممارسة الانشطة الثقافية وترقية الروابط الاجتماعية بين سكان الحي ، إضافة إلى امكانية استخدامه كمركز لتقديم الخدمات الطوعية بواسطة اللجنة الشعبية أو المحلية او أية جهات خدمية أخرى . مطالب السكان وأكد بعض سكان الحي تحركهم لتشكيل جمعية عمومية لتأمين النادي، والحد من الممارسات التي تحدث داخله، موجهين رسالة الى السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية على عثمان محمد طه باعتباره يسكن على بعد أمتار من النادي، يلتمسون فيها فتح تحقيق حول ظروف وملابسات الاستيلاء على النادي، والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه التصرف في مقر النادي بسوء نية ، مطالبين بتفعيل دور النادي وإيقاف أنشطة تخل ببيئة السكن مسببة ازعاجا لسكان الحي، وإيقاف أية تجاوزات للتصاديق الممنوحة للنادي باعتباره منتدى ثقافيا واجتماعيا، وردع رئيس مجلس إدارة النادي الذي أصبح يمارس سلطاته في النادي باعتباره اقطاعية وملكية خاصة، يمارس فيها ما يشاء من أنشطة أخيراً الاتهامات التي أطلقها سكان حي الرياض بمثابة دق المسمار الأخير في نعش النادي العريق الذي يحصد الأخضر واليابس في شتى الأنشطة ..