عاد المواطن الأميركي خوسيه باديلا وكل من أدهم حسون وكفاح الجيوسي الذين أدينا العام الماضي بالتآمر لمساعدة “إرهابيين” في الخارج إلى محكمة في ميامي لحضور جلسة تستمر عدة أيام، وستصل في النهاية إلى قرار قد يفضي بإبقائهم بقية حياتهم خلف القضبان. وأدين باديلا ?المواطن الأميركي الذي اعتنق الإسلام- في أغسطس الماضي، بتهمة عرض خدماته على تنظيم القاعدة، وكانت الحكومة الأميركية قد اتهمته بالتآمر لشن هجوم بقنبلة قذرة. في حين أدين حسون والجيوسي بتهم التآمر للقتل والخطف والتشويه لأناس في الخارج، والتآمر لتقديم دعم مادي “للإرهاب”، والرجال المسلمون الثلاثة متهمون بتشكيل خلية دعم في فلوريدا، قدمت أموالا ومجندين من أجل “متشددين إسلاميين” يسعون لإقامة حكومات على غرار حكومة طالبان في بلدان يعيش فيها المسلمون. وفي بداية الجلسة طعن محامو الدفاع فيما تضمنه التقرير الحكومي من وصف تاريخي للحركة الجهادية في ثمانينيات القرن الماضي، ونفوا أن يكون المتهمون ساعدوا المجاهدين أو جماعات “إرهابية”، تدافع عن الإطاحة بالعنف “بحكومات كافرة”. وقالوا في ردهم على الإدعاء العام إن باديلا (37 عاما) سافر للشرق الأوسط عام 1998 لدراسة اللغة العربية والدين الإسلامي في مصر، لا ليتدرب على فنون القتال في معسكر للقاعدة في أفغانستان، وأكدوا أن حسون والجيوسي كانا يساعدان جماعات تقدم العون إلى الضحايا المسلمين الذين تعرضوا للفظائع التي ارتكبت في كوسوفو والبوسنة والشيشان في تسعينيات القرن الماضي. وكان ممثلو الادعاء قد طلبوا من قاضية المحكمة الجزائية الأميركية توقيع أقصى عقوبات السجن بموجب بند “تغليظ عقوبة الإرهاب” الذي يزيد العقوبة إذا ارتكبت جريمة بهدف التأثير على سلوك حكومة وكان باديلا قد اعتقل في شيكاغو لدى عودته من مصر عام 2002، وأمر الرئيس الأميركي جورج بوش باحتجازه في سجن عسكري بوصفه “مقاتلا معاديا”. لكن أمام طعن المحكمة العليا الأميركية بقرار سجن شخص دون توجيه اتهام إليه، أضافت الحكومة الأميركية باديلا إلى قضية قائمة بالفعل لدعم الإرهاب في ميامي، وسلمته إلى السلطات المدنية عام 2006.