منذ بداية العام 2009 ظلت الاسواق المحلية تشهد حالة من الركود الذي أصبح (سمة ) تلازم هذه الاسواق حتى قبيل شهررمضان المبارك،وكانت الاسباب الجوهرية وراء أزمة الركود اوالانكماش الذي عانت منه ايضاً الاسواق العالمية تعود الى الازمة المالية العالمية وارتفاع اسعارالدولار وتراجع اسعارالنفط وتراجع الطلب،وقلة الاستهلاك بجانب زيادة عرض السلع والخدمات بجانب المخاوف والتداعيات التي صاحبت التكثيف الاعلامي لتناول قضايا الازمة المالية وتأثيراتها مما انعكس بوضوح على ضعف الطلب وبالتالي تفاقم الكساد وازداد الانكماش الاقتصادي على المستوى العالمي والاقليمي والمحلي،بل سارعت وزارة المالية لتأكيد تأثرالاقتصاد السوداني بالازمة المالية وانكماشه بسبب تراجع عائدات النفط وزيادة الانفاق الحكومي فضلاً عن لجوء وزارة المالية الى صندوق النقد الدولي لطرح هذا العقبات والتحديات التي تواجه الاقتصاد السوداني بغية ايجاد وصفة مناسبة تسهم في الخروج من دائرة الازمة،ولكن خيب الصندوق آمال الحكومة او وزارة المالية بطرحه لحزمة اصلاحات يتأثربها بالدرجة الاولى المواطن السوداني ومن ثم الاقتصاد بزيادتها المباشرة لنسبة الفقروتحميل المواطنين اعباء جديدة. ولكن بحلول شهر رمضان المبارك جاء الفرج الإلهي حيث بدأت الاسواق تودع الكساد وتشهد انتعاشاً ملحوظاً نتيجة لزيادة الطلب على شراء السلع والمستلزمات حيث ازداد الاستهلاك،واتجه المواطنون لشراء احتياجات شهر رمضان من السلع الاستهلاكية الغذائية ومستلزمات رمضان الاخرى، ومن هنا انتعشت حركة البيع والشراء وتغيرحال الاسواق من ركود الى حركة نشطة ، بينما تحركت قطاعات اخرى بحركة الاسواق خاصة قطاع النقل والترحيل والصناعة والزراعة والخدمات الى جانب بقية الحرف والمهن الهامشية وغير الهامشية وازدادت ايرادات المحليات . والآن مع قرب حلول موسم العيد بدأت الاسواق تتهيأ الى هذا الموسم الذي يعول عليه التجاركثيراً في تجاوزآثارالركود الذي استمرمنذ بداية العام الحالي وحتي قبيل حلول شهررمضان حيث لبست الاسواق حلة زاهية ،وانتعشت الحركة التجارية،وازداد الزحام بالاسواق وانتشرالباعة الجائلون يعرضون بضائعهم باسعارمناسبة وفي متناول أيدي الفقراء رغم محاصرة المحليات لهم والحملات التي تطال مواقع عرضهم لهذه البضائع بينما ازداد الاقبال على شراء مستلزمات العيد من ملابس واحذية ومفروشات وستائرومواد البناء والطلاء والدهانات والموبايلات وغيرها من السلع والخدمات ، ومن هنا تبرز أهمية مواسم التسوق والانتاج وضرورتها في تجاوزآثارالركود والانكماش الاقتصادي، نأمل ان يتواصل انتعاش الاسواق وحركة الانتاج وان تودع الاسواق الكساد ليس في المواسم فقط وانما طوال العام ..وكل عام وانتم بخير.