دخلت قنوات التلفزيون القومي والشروق وهارموني في مأزق (الكاميرا الخفية) والتى لازلت عند رأيي بأنها لا تتناسب مع مقومات وروح مذيعينا ولا مع الشخصية السودانية ذات السمت الجاد(اكتر من اللازم) ، الكاميرا الخفية في كافة قنوات الدنيا تعتمد على (الفكرة الذكية) وتراهن على التفريق بين(الطرفة) و(السخف)، وهذا الاخير هو ما وقع فيه مقدمو البرامج التى (تذاكت) على فكرة الكاميرا الخفية لكنها لم تخرج عن مضمونها، فقناة الشروق قدمت تجربة (العفو في العافية) على نحو لم يكن يتناسب مع وقارها ولا قيمة المستضافين فاستحال البرنامج الى (تهريج سخيف) ولا أظن ان القناة كانت شفافة مع ضيوفها في تحديد الافادات الخاضعة للبث وربما أوردت حديثاً ظنه الضيوف انه خارج التسجيل. الاستاذة نادية عثمان قدمت في هارموني ب(الدليل القاطع)، لكن الاعداد الكسول هزم فكرة البرنامج واحاله الى (امتحان مكشوف) ،استسهلت نادية اعداده فخرج برنامجها ضعيفا في معظم حلقاته، الاستعانة بالوجوه المكررة خصم كثيرا من رصيد البرنامج، هنالك شخوص نمطية اعتاد عليها المشاهدون -مع احترامنا لها- الا ان البحث في تقديم نجوم جديدة كان سيمنح البرنامج على الاقل فرصة المنافسة خاصة وانه يبث في (زمن غالٍ تنزل فيه القنوات الاخرى بثقلها الكامل)، كما ان هنالك مشكلات في الصوت والديكور لازمت البرنامج نتمنى تداركها مستقبلا. فكرة الكاميرا الخفية في التلفزيون القومي كانت ضعيفة للغاية- غاب عنها الذكاء المحبوك- والتقديم اتسم بهرج ومرج جعل من الفقرة مساحة مملة لا تحرك في النفس احساس المفاجأة ولا تدهش المتابعين، الفقرة لم تكن تليق بقناة في قامة التلفزيون القومي ينتظر منها المشاهد اكثر من ذلك، هل تعلم عزيزي القاري ان هنالك ضيوف ظهروا في أكثر من كاميرا خفية؟.