عقد مساعد وزير الخارجية الصيني تشاي جيون مؤتمراً صحفياً بالعاصمة الصينية بكين، حضره عدد من الصحافيين العرب والأفارقة الذين دعتهم الحكومة الصينية لحضور احتفالاتها بالعيد الستيني لتأسيس الصين الجديدة. وقد شارك في هذا المؤتمر رئيس التحرير الاستاذ كمال حسن بخيت حيث طرح على الوزير الصيني عدداً من الاسئلة المتعلقة بالسودان بشكل خاص.. وبالقضايا العربية والدولية بشكل عام وفيما يلي.. اجابات السيد مساعد وزير الخارجية على الحوار : ---- *ما الذي حققته الصين خلال الستين عاماً الماضية؟ - حققت إنجازات كثيرة في المجالات الاقتصادية وبالأخص بعد عملية الاصلاح التي بدأت منذ العام 8791م وحتى العام 7002م.. وخلال هذه الفترة حقق الدخل القومي للصين تحسناً كبيراً متخطياً النمو الاقتصادي العالمي واقتصادنا في العام 7002م المرتبة الرابعة عالمياً وفي العام الماضي احتلت الصين المركز الثاني ومن المتوقع ان تحتل ذات المركز بنهاية العام الجاري. في المناطق الريفية بالصين إنخفض معدل الإنفاق «052» مليوناً ويعيش شعبنا الآن حياة رغدة ويبذل الشعب والحكومة الصينية جهداً مقدراً لبناء مجتمع متناغم. ومنذ عملية الإنفتاح تلك بنت الصين علاقات متميزة مع العالم الخارجي وتعهدت بالإلتزام بتحقيق التعاون السلمي والتنمية وأقامت حواراً استراتيجياً مع الدول النامية لتوثيق العلاقات معها وتحسين علاقاتها مع دول الجوار انطلاقاً من مبدأ حسن الجوار. وعملت الصين حثيثاً على دعم التضامن والتعاون مع الدول النامية وظلت تمثل القاسم المشترك في العديد من القضايا الاقليمية والعالمية حيث لعبت دوراً بناءً فيما يتعلق بالتغيرات المناخية والحفاظ على الطاقة والقضايا الدولية الساخنة. التنمية الاقتصادية للصين بلغت «01%» مقارنة بالاقتصاد العالمي وقد ركزنا في السنوات الأخيرة على التجارة والطاقة والأمن والثقافة.. ونحن جميعنا دول نامية والعالم في تغير مستمر وإزاء هذا الواقع من المهم تحقيق تفاهمات أفضل فيما بيننا. *هل توافق الصين على إستمرار اسرائيل في عمليات الاستيطان السرطاني في الضفة الغربية والقدس.. وهل ستوافق على عقد مؤتمر دولي إذا طلب ذلك؟ - الصين لديها موقف واضح فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط تأسيساً على الموقف الثابت حيال هذه القضايا الذي لم يتغير منذ أمد بعيد وهي تؤيد الشعب الفلسطيني في قضية القومية لإستعادة حقوقه المشروعة وتؤمن بأن قضية الشرق الأوسط تغيرت لسنوات عديدة ويجب ان تحل في أسرع وقت ممكن. لحل هذه القضية يجب العمل على أساس قرارات الأممالمتحدة وخارطة الطريق والأرض مقابل السلام ومبادرات السلام المختلفة، ونؤمن بأننا في حاجة إلى إقامة سياسة مستقلة في كلتا الدولتين «فلسطين واسرائيل» حتى تتمكنا من التعايش بسلام.. ونؤمن بأن على كليهما سلك الطريق المباشر لعملية السلام خاصة اسرائيل التي يتعين عليها اتخاذ المبادرات وإيقاف التوسع الاستيطاني وتحسين أوضاع الفلسطينيين لخلق المناخ ا لجيد لتحقيق السلام.. كما نؤمن بأن الوفاق بين الفصائل الفلسطينية ضروري للغاية لتعزيز تقدم قضيتهم القومية.. والصين الآن تتابع عن كثب مجريات قضية السلام في الشرق الأوسط.. وقد شاركنا في مؤتمر أنابولس وإن كانت هناك ضرورة لعقد مؤتمر دولي للسلام، فالصين ستكون على إستعداد للمشاركة فيه طالما انه من أجل تحقيق السلام. *كيف تعمل الصين لمواجهة المحاولات الامريكية للتصدي لها في افريقيا؟ - الوجود الامريكي في افريقيا والتصدي للوجود الصيني.. هذا شأن الامريكان أنفسهم.. ولكننا ندعم كل المحاولات التي من شأنها أن تؤدي لتحقيق التنمية والسلام في افريقيا وكل دول العالم.. ويتعين على الدول الكبرى ان تبدي إهتمامها بالتنمية في افريقيا ونحن على استعداد لتقديم كل الدعم لافريقيا وسيقوم في الثامن من نوفمبر القادم المؤتمر الافريقي الصيني لوضع الخطط الاستراتيجية للتعاون المستقبلي بيننا وافريقيا. *الدعم الصيني للسودان ودوره في تحقيق التسوية في دارفور ودعم موقف الرئيس البشير أمام المحكمة الجنائية؟ - بالنسبة لدارفور دورنا لا يتوقف عند الدعم الاقتصادي وسبق ان وفرنا العديد من المساعدات لدارفور بما فيها بناء المدارس والمستشفيات وكل أشكال المساعدات الانسانية.. مع العلم بأننا أول دولة أعلنت دعمها للسودان لحل قضية دارفور سلمياً وهناك تعاون وعلاقات طيبة مع السودان ككل. وموقفنا واضح جداً من قضية دارفور وهو ليس محدداً والصين كانت من أوائل الدول التي تقدمت بإقتراح إرسال قوات حفظ السلام في المنطقة وأول دولة أرسلت قواتها، وقمنا بزيارات عديدة لدارفور.. والآن الهدوء بدأ يعود لها ونحن نؤمن بضرورة مواصلة ذات الدور في المحافل الدولية تجاه السودان وأرسلنا مبعوثنا الخاص لدارفور عدة مرات. وأود أن أؤكد هنا بأنه لا علاقة للصين بالمتمردين في دارفور وإنما لنا علاقات مع من يقومون بالتفاوض مع الجهات التي لديها علاقات معهم، مثل فرنسا واسرائيل ونحاول جاهدين إيجاد الطرق لدفع عملية التفاوض.. ويجب ان نخدم إرادة الشعوب من أجل تحقيق السلام والإستقرار. *وماذا حول موقف الصين من توسيع الدول المتقدمة لمجلس الأمن الدولي؟ - هذه مشكلة كبرى.. والصين تدعم عملية إصلاح مجلس الأمن الدولي مما يتطلب وجود تمثيل أكبر للدول النامية داخل المجلس. ولذلك تؤيد الصين زيادة عدد الدول الممثلة لمجلس الأمن خاصة الدول الافريقية. *لكن موقف الصين غير واضح تجاه قضية فلسطين والعراق والسودان ولا تسعى بوصفها عضواً دائماً بمجلس الأمن لحل جذري لهذه القضايا؟! - نحن نقوم بكل جهدنا في السودان وفلسطين والعراق ولكم ان تسألوا الوفد السوداني في الأممالمتحدة عن دورنا هناك وجهودنا لضرورة قيام عملية الإصلاح والإنفتاح، ونستطيع ان نقول ان الصين تؤيد بقوة قضية فلسطين والعراق والعرب، ونرى ان المشكلة الحقيقية والأساسية هي بين فلسطين واسرائيل وليس بين اسرائىل والصين أو بين الصين وفلسطين.. ولكننا نسعى لحل هذه القضايا من خلال موقعنا الدولي.