وقف جمال ذو العشرين ربيعاً يتأمل ملامح وجهه امام مرآه غرفته الخاصة، وتسمرت عيناه على منظر شعره الاسود الناعم مع ابتسامة عريضة ارتسمت على شفتيه اعجاباً بملامحه وما لبثت الابتسامة ان اختفت لتحل محلها هواجس نفسية فانتفض قلبه جزعاً من زحف صحراوي قد يشنه تساقط شعره الذي ربما لا يصمد كثيراً في السنوات القليلة القادمة مع فتك سلاح الجلحات بجبهته من جهة اليمين واليسار في مقدمة الرأس. هذه القصة ربما تمثل حالة جميع شباب عصرنا الآن التي تعكس صوراً في القبول في حالة «جمال» الاولى والرفض في الاخرى، يقف الشباب على طرفي نقيض، وعموماً فانهم يأملون ان يكونوا مقبولي المنظر، الذي يعكس لهم حسناً وقبولاً عند الآخرين، وانسجاماً مع المجتمع. وهنالك بعض الناس عند رؤيتهم لآخرين من اول وهلة يقولوا «انا الزول ده ما هضمته نهائي» مع انه لا توجد مواقف مسبقة بين الشخصين الامر الذي يجعل المنظر هو السبب الرئسيسي. محمود احمد يقول «لا تشكل بالنسبة لي اي شيء ان تكون الجلحات عند شخص ما كبيرة أو صغيرة». ويقول ابراهيم عبدالرحمن «امر طبيعي وتغيير في حياة الانسان وليس بمرض شأنها شأن الشيب». اما علي احمد خالد فيقول: هذا الامر يتوقف على شخصية الانسان وهو شيء مقدر له يجب التسليم به. ويرى عبدالله ان الجلحات هي بداية صلعة وشيء غير مرغوب فيه لانها قد تشوه وجه الانسان وتسلب وجاهته، وعند الوقوف عند المرآة قد تشكل هواجس نفسية وبعضهم يعمل على اخفائها بعدة اشكال. د.معاذ شرفي اختصاصي الامراض النفسية يقول «بنظرةعامة سواء كانت الجلحات أو الصلعة في ازمان سابقة لا تشكل هاجساً نفسياً بالنسبة للشباب، اذ كانت رموز للعبقرية اما اليوم فقد لعب الاعلام دوراً بعكس منتجات التجميل وعمليات زراعة الشعر، مما جعل الشباب وخاصة في الجامعات يعمل هذه الاشياء من كريمات وشانبهات واستخدام الجيل لاعطاء لمسات جمالية على الشعر، مما سبب في المقابل توترا نفسياً لاصحاب الجلحات والابتعاد من المجتمع خوفاً من التعليقات التي مع كثرتها ترسب في دواخل النفوس اثراً سلبياً، وظهرت الحلاقات الخفيفة كموضة إلا انها وسيلة تتبع لاخفاء الجلحات. اما علمياً فهي اما لعامل وراثي أو لاسباب مرضية مرتبطة بالشعر».