في يوم الغذاء العالمي استطاع «الجوع» ان يهزم جهود العالم أجمع لمحاربته فقد استطاع هزيمة الجهود المبعثرة للأمم المتحدة والدول المانحة والاتحاد الافريقي والمنظمات العاملة في آسيا وأمريكا الجنوبية. فالأممالمتحدة كانت قد أطلقت برنامج الألفية لمحاربة الجوع ورصدت العام 2015م كحد أقصى لتخفيف الفقر والجوع في العالم لكن حتى العام 2009م الحالي وعلى مشارف العام 2010م لم ينخفض عدد الجياع ولا عدد الفقراء بل العكس ارتفع عدد الجياع في العالم الى مليار جائع وسوف يزيد هذا العدد في العام 2010م ما لم يهتم العالم بهذه المشكلة والعمل على محاصرة مسبباتها. فقد وضح جلياً في السنوات الخمس الماضية ابتداء من العام 2004م أن العالم غير «جاد» في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة، فالأممالمتحدة أوكلت الموضوع الى الدول المانحة والدول الغنية وهذه الأخيرة ظلت تعد بالدعم ولا تفي فهذه الدول لم تدفع سوى «20» ملياراً في الوقت الذي يحتاج فيه المشروع الى «700» مليار دولار للمحاربة وتوفير الغذاء في جميع قارات العالم المتأثرة. في افريقيا هزم الجوع جهود الاتحاد الافريقي السابقة لمحاربة الجوع في كل من الكنغو وكينيا والصومال واثيوبيا واريتريا وهذه الدول هي اكثر الدول تضرراً في العالم لأنها تقع في حزام «الجفاف» في شرق افريقيا وجنوبها الشرقي، ورغم أن الاتحاد الافريقي مهموم بقضايا القارة إلا أنه عجز عن خفض عدد الجياع فيها والسبب هو أنه اعتمد على العون الخارجي الذي لم يأت بكميات كافية ولم يأت في الوقت المناسب. إن الاتحاد الافريقي للأسف لم يستوعب الدرس الى الآن ولم يقرأ المشهد العالمي في مجال «حلول قضايا العالم الثالث» قراءة جيدة، فالمشهد الحالي يعكس التباطؤ وعدم الجدية في الحلول، لذلك أصبح على كل «قارة» ان تعتمد على نفسها في حل قضاياها وأن الاعتماد على الأممالمتحدة والفاو والدول المانحة أصبح مضيعة للوقت وعاملاً مهماً في ارتفاع عدد الجياع في العالم، لهذا فإن على الاتحاد الافريقي ان يعلم أن القارة الافريقية هي المتضرر الأكبر وأن العام 2010م سيكون العام «الأسود» في القارة.. لذلك يجدر بالاتحاد البحث عن طرق جديدة للحلول تعتمد على إمكانات القارة والعون من الدول الصديقة التي توفي بوعودها التي لديها مصالح اقتصادية واستثمارية في القارة. يجتمع الاتحاد الافريقي في هيئته التنفيذية بعد أيام في يوغندا لبحث مشكلة النزوح القسري في القارة وكان الأجدر أن تكون الأفضلية لمشكلة «الجوع» بمناسبة يوم الغذاء العالمي، «الجوع» هو أحد أسباب النزوح القسري فالقضيتان متداخلتان وأسبابهما تكاد تكون واحدة هي النزاعات والحروب والجفاف والتغير المناخي وهذه الأسباب هي «التحدي» الأكبر للإتحاد الآن، طالما قلنا إن الاعتماد على العالم الغربي أصبح لا طائل منه وأن الاعتماد على الإمكانات الإقليمية أصبح هو الخيار الأنسب، فهل ينجح الاتحاد في جهوده لخفض عدد الجياع في العام 2010م؟ نتمنى ذلك.