انحسار النيل المفاجيء وغير الطبيعي نتيجة لشح الامطار وقلة المياه الواردة للنيل الازرق الرافد الاساسي الذي يغذي النيل ادى الى بعض التوجسات والمخاوف حيال الزراعة المروية بالبلاد وتلك التي تعتمد على مياه النيل الازرق والنيل الرئيسي، وتخوف الناس، بل عزا بعضهم المشاكل التي واجهت الزراعة بمشروع الجزيرة لقلة وجود المياه بالنيل، وعلق عليها بعض نقاط الفشل، وتكررت الاشاعات بعدم الاتجاه الى زراعة عروة شتوية أو التقليل من المساحات المزروعة، واوضح دكتور صلاح يوسف مدير الجهاز الفني بوزارة الري ل«الرأي العام» ان موقف المياه بالنيل فوق الطبيعي ومطمئن جداً، وان الخزانات استقبلت السعة المحدودة لها، وما زاد عن الحاجة يمر عبر مجرى النيل الرئيسي، وقال صلاح إن الايراد يوفر المياه للزراعة بكامل ما هو مطلوب من مقادير، وقال ان ما يثار ان ايراد النيل ضعيف ولن يمكن من الزراعة حديث غير صحيح وعلى الذين يقولون هذا ان يبحثوا عن عذر آخر لفشل مشاريعهم وزراعتهم وقال: لكل مشروع من المشاريع مشاكله الخاصة التي يتطلب ان يبحث عن حلها ولا يلقي باللوم على ايرادات المياه.من جهته اوضح جمال محمد دفع الله الناطق الرسمي لاتحاد مزارعي الجزيرة ان المساحات المزروعة بلغت مليون فدان منها «650» الف فدان ذرة، و«200» الف فدان فول سوداني، «30» الف فدان قطن وما تبقى تمت زراعته خضروات وغيرها، وقال جمال: هذه المساحة متفق عليها مع وزارة الري ولم نتجاوز الحصة المعروفة لمشروع الجزيرة. وأشار الى المساحة المزروعة العام السابق «4.1» مليون فدان، وقال ان المشكلة كانت في الاختناقات في الترع الفرعية وشح الامطار التي كانت تغطي بعض المساحات واوضح جمال ان هذا الاختناق يحدث سنوياً في سبتمبر وكانت وزارة الري تتحسب لذلك لكن هذا العام اشتكت وزارة الري من عدم وصول التمويل لازالة الاطماء والحشائش، وقال تم حلها بدفع «10%» لاصحاب الآليات واضاف: الآن يتم حصاد بعض المحاصيل وما يبقى يأخذ حظه بالكامل من المياه واوضح ان العجز في الري كان في الايام الاخيرة، واكد أن انتاجية الفدان «41» جوالاً وقال اقلها «21» جوالاً للفدان، واكد عدم ظهور اية مشكلة تؤكد خروج محصول من دائرة الانتاج.وحدد جمال نسبة الضرر بأقل من «10%» كتصور عام. وحول ما يثار عن قانون مشروع الجزيرة قال جمال: لا علاقة له بالعطش بل اعطى حرية زراعة المحاصيل وكانت على حساب القطن الذي كان يذهب انتاجه الى بريطانيا، واوضح ان المخزون الغذائي مطمئن وان الذرة تدخل هذا العام في دائرة الكساد نسبة للانتاجية الكبيرة، واشار جمال الى الاستعدادات تتم بصورة واضحة ومباشرة للموسم الشتوي وان المياه متوافرة وبما يزيد عن الحاجة.