حكمة سألني أحد القراء الكرام عن السبيل لإصلاح حال الإعلام السوداني الذي أصبح بلا لون ولا طعم ولا رائحة وسط كل القيود المفروضة عليه ، فجاء ردي، سؤالك أجاب على نفسه ، لن ينصلح حال الإعلام السوداني إلا بإزالة سقف القيود وبالتالي تأخذ الحريات مساحتها كاملة، في هذه الحالة فقط يمكن أن نتحدث عن إعلام صحي معافى ، إعلام من أجل تمليك الحقائق للرأي العام دون تزييف أو تلوين ، إعلام بعيد عن المصالح الخاصة والأجندة الضيقة في هذه الحالة فقط يمكن أن نتحدث عن إنتصار الإعلام على إعلام (الزبالات والظروف) ، ولابد من التأكيد هنا على أن الحريات والديمقراطية الحقيقية لا يعنيان بأي حال أن وضع الإعلام سيكون مثالياً، بل على العكس هناك إعلام مضاد ، وإعلام من أجل الهدم والتدمير ولكن كل ذلك سيتضاءل وقد يتلاشى لأن الفرص في ظل الحريات ستكون متكافئة والاستمرارية ستكون للأفضل والأجدر والأقرب لنبض الجماهير. وأرى أن الإعلام هو الإعلام في السياسة أو الرياضة والمجتمع والفنون ، لا ينمو ويزدهر ويصبح مؤثراً وسلطة رابعة بحق وحقيقة إلا في وجود الحريات ، واختلف هنا مع من يروجون لصفوية الإعلام وتميز إعلام عن آخر مثل السياسة والرياضة إذا أخذنا الصحف نموذجا، فإن كانت بالصحافة السياسية أمراض ، نجد أن ذات الأمراض تعاني منها الصحافة الرياضية مع اختلاف الاختصاص هنا وهناك. إذا ركزنا على الإعلام الرياضي والصحافة الرياضية سنجد من هذه الأمراض التي أصبحت مزمنة في هذا الزمن ، التركيز على الإداري (الكاردينال كمثال) ، أكثر من اللاعب واللعبة مع العلم أن اللاعب هو أساس اللعبة وبقية المنظومة مجرد عامل مساعد لهذا اللاعب ليبدع ويمتع ويقدم مخزونه المهاري، من رأس الهرم الإتحاد الدولي (فيفا) وحتى آخر إتحاد انضم لمنظومة كرة القدم. إذا أخذنا شخصية المشجع الكاردينال سنجده دخل الوسط الرياضي من البوابة الأسهل والأجمل عند أصحاب العيون الفارغة وهي بوابة (المال) بدون تاريخ في العمل الرياضي ، وهكذا تجرى الأمور (واحد عنده قرشين) يبحث عن الأضواء والشهرة ويعلم أن في الإعلام أرزقية وهتيفة ومطبلاتية ، يقدم نفسه ويصطاده (الرمرامين) وتبدأ عملية النفخ والتلميع وتفرد مساحات واسعة في الصحيفة لا تتوافر كما ذكرت للاعب أساس اللعبة ، فهو الأول في العناوين الرئيسية ، وصوره في أوضاع مختلفة هي الأبرز (بالعمة ، بالبدلة ، بالقميص ، بالنضارة ، بابتسامة، إشارة باليدين ، وووووووو). في الصفحات الداخلية ولولا الخجلة لفتحت كل الصفحات من أجله ، وإن كانت الصورة في العادي لا تختلف عن ذلك ، فهو صاحب حق في أعمدة الرأي لا ينازعه فيه أحد ، كل تفاصيله حياته العامة وأحياناً الخاصة يبث على الصفحات بانتظام (سافر ، عاد ، تبرع ، زار ، اجتمع ، خاطب ، تم تكريمه ، وكتب شعراً، ووووووووو كل يوم «معانا»). أواصل