حكمة لزمن الكردنة والبرجسة والنيلين تأثيراته المباشرة على لعبة كرة القدم ، وأقصد بذلك ما يجري داخل المستطيل الأخضر في حالة الفوز والخسارة ، وسأستدل في ذلك بثلاثة نماذج ، نموذج خاص بالحلقة الفكاهية التي بثتها قناة النيلين وتألق في إضحاك المشاهدين وامتعاضهم في ذات الوقت مشجع أظن اسمه الكاردينال ، ولكن قبل ذلك أتوقف عند نموذجين أحدهما خاص بنتيجة مباراة الهلال وأهلي الخرطوم والثاني له علاقة بمباراة أهلي شندي والمريخ . إذا أخذنا المباراة التي شهدها إستاد الهلال بين صاحب الأرض والجمهور وفريق الأهلي الخرطوم فهي في تقديري من المباريات الممتعة ويكفي أنها شدت الجمهور من داخل الإستاد والمتابعين عبر شاشات التلفاز من بدايتها وحتى نهايتها ، وانتهت المباراة كما نعلم بتعادل الفريقين ، وتعتبر نتيجة عادلة ومفيدة للطرفين ، وإن كنت سأتناولها من زاوية أخرى خاصة بإدارة نادي الأهلي ، وأقارنها بالانتصار الباهر الذي حققه فريق الأهلي شندي على المريخ بهدف قاتل من نادر الطيب وأتناوله من ذات الزاوية . النتيجة الإيجابية التي خرج بها فريق الأهلي الخرطوم أمام الهلال أميز ما فيها أنها للأهلي الكيان ، المجلس ، اللاعبين ، والجمهور ، بعكس نتيجة مباراة أهلي شندي التي تنطبق عليها تفاصيل هذا الزمن الأغبر ، فالنتيجة بكل أسف وكما ظل يحدث دائما منذ أن وصل هذا الفريق للتنافس في الدوري الممتاز ، تحسب لقطبه صلاح إدريس لأنه وحسب تصريحات مسئوليه والإعلام المحسوب عليه هو الداعم الأول والأوحد ، ويتراجع بأسف أشد أهلي شندي الكيان والجمهور واللاعبين والجهاز الفني إلى آخر القائمة . وهنا الفرق فالمجهود الذي يبذله أهلي الخرطوم والنتائج التي حققها الموسم السابق ويحققها حاليا تحسب للمجموعة أو المنظومة وليس لفرد ، لهذا يستحق نادي مثل الأهلي الخرطوم أن نرفع له قبعة الاحترام مليارات المرات لأنه نادٍ حقيقي ، ولا توجد فيه مساحات للتزييف ، إذا حدث إخفاق بما فيه هبوط النادي للدرجة الأولى أو الصعود مرة أخرى وتقديم هذه النماذج المشرفة فنيا وإداريا في الحالتين يحسب الأمر كما ذكرت للمجموعة ، وبالتالي هو من الأندية التي تطمئننا على أن زمن الكردنة والبرجسة والنيلين ليس هو الزمن الحقيقي ، وأنه ما زال هناك كثير من الأندية تمارس النشاط الرياضي بمفاهيم صحيحة ، وبفكر راقٍ متقدم . في المقابل يعيدنا أهلي شندي إلى زمن الكردنة والبرجسة والنيلين ، فنجد في الظاهر هناك مجلس إدارة والمؤكد أنه يقوم بأدوار مقدرة ومحترمة ، ولكن في الإعلام وربما حتى في التفاصيل الخاصة بالنادي لا يوجد مجلس إدارة ، بل توجد شخصية صلاح إدريس هي الطاغية على كل تفاصيل التفاصيل في النادي والفريق ، ولا يستطيع أحد أن يقول غير ذلك ، ولا أود أن أدخل في رهان أطالب فيه أن يخرج علينا من مجلس إدارة أهلي شندي من يرى غير ذلك ؟ لأنه ببساطة لن يخرج أحد ليقول ذلك ويكفي ما كتبه صلاح إدريس عن مدرب الفريق السابق الكوكي ، وكيف اكتشفنا بعد الموسم الممتاز الذي قدمه أهلي شندي تحت قيادته أنه لم يكن المدرب الحقيقي للفريق ، بل إن الرجل ذهب أبعد من ذلك وأوحى لنا أن بصمته في نتائج الفريق لا تخطئها عين ( لو ماشافها شينة كان قال أنا المدرب) . وحتى الخلافات توضح الفرق بين مجلس إدارة وقطب صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في النادي والفريق ، المتابع لخلاف مجلس إدارة أهلي الخرطوم مع مدرب الفريق السابق لطفي السليمي سنجد أن الخلاف تميز بكل أشكال الاحترام رغم حدته في بعض الأحيان ولكنه لم يخرج عن الإطار القانوني ، ولم يتم فيه التقليل من قيمة المدرب السليمي كمدرب في كل مراحل الخلاف ، بعكس ما حدث للتونسي الآخر الكوكي . الفرق بين أهلي الخرطوم وأهلي شندي ، فرق بين زمن وزمن . أواصل ...